مشاركة متميزة لطلبة فلسطين الأمريكية في مؤتمر مُحاكاة الأمم المتحدة برعاية المشروبات الوطنية\r
مشاركة متميزة لطلبة "فلسطين الأمريكية" في مؤتمر مُحاكاة الأمم المتحدة برعاية "المشروبات الوطنية"
"تجربة غيّرت حياتي وتحدٍ صقل شخصيتي"؛ هكذا وصفت الطالبة ماسة ملحم من مدرسة فلسطين الأمريكية في مدينة البيرة مشاركتها وزملائها في مؤتمر محاكاة مجلس الأمم المتحدة السنوي، والذي تنظمه "أكاديمية الملك" في مادبا بالمملكة الأردنية الهاشمية، ويهدف إلى تعريف الطلبة بمنهج العمل في الأمم المتحدة واللجان المنبثقة عنها، وتحفيزهم على الحوار البنّاء وإيجاد الحلول.
وأضافت ماسة أن تجربتها في المشاركة في جلسات ومنتديات تحاكي مثيلاتها في الأمم المتحدة كانت رائعة، سيما وأنها أغنت شخصيتها، وأتاحت لها الفرصة لتمثيل قضية دولية أمام المشاركين في المؤتمر، وقالت: "مثلتُ سوريا في الأمم المتحدة، وكان علي أن أكون ملمّة بما سأتحدث عنه ومؤمنة بقضيتي العادلة أيضا، وكنت مسؤولة عمّا سأطرحه في خطاباتي ومناقشاتي أمام الحضور، لأوصل صوتي للجميع".
أما زميلها كريم حمودة، فأكد أن فريق المدرسة المكوّن من خمسة طلاب وثلاث طالبات، كان على أتم الاستعداد للمشاركة في المؤتمر، فقد عملوا على تحضير أنفسهم جيدا، الأمر الذي ساعد في زوال التوتر الذي كانوا يعيشونه قبيل بدء المؤتمر، وأضاف كريم: "بدأ التوتر بالزوال وأصبحت الأمور أكثر سهولة منذ الجلسات الأولى التي شاركنا بها، وزاد من ثقتنا أننا لاقينا استحسانا من الحضور، إضافة إلى حصولنا على أربع جوائز ضمن أفضل أربعة عشر مشاركاً في المؤتمر، وحصولنا أيضا على أربع جوائز عن فئة (أفضل مندوب)".
ويرى كريم أن التجربة كانت أكثر من رائعة، حيث تعرّف على أصدقاء جدد، ومنحت له فرصة مناقشة قضايا عالمية باتباع طرق النقاش السليمة، وأكد "ما زاد من سعادتي أنني استطعت أن أتحدث عن القضية الفلسطينية وتمثيل وطني، في الوقت الذي كان جميع الحاضرين لديهم فضول للاستماع حولها، لذلك فإن مشاركتنا في المؤتمر الذي استمر لخمسة أيام ساهمت في توسعة مداركنا، وأن نتجه للتفكير أكثر في قضايا الحياة وفي القضايا السياسية، والسعي لخلق أمل جديد لشعبنا الفلسطيني".
فيما وصف الطالب سامي عامر مؤتمر محاكاة الأمم المتحدة الذي شهد مشاركة 400 طالب من المرحلة الثانوية في الأردن وفلسطين وباكستان بأنه منظم جدا، في الوقت الذي كان عليهم كمشاركين الاستعداد التام لإلقاء خطاباتهم وتمثيل قضاياهم، إضافة إلى تناول قضايا دولية لا تمتّ لهم بصلة ضمن نموذج محكمة العدل الدولية، مثل قضية انفصال إقليم كردستان عن الدولة العراقية. وقال سامي: "دفعني ذلك للبحث والتعمق أكثر في المسائل الدولية التي لم أكن أعرف عنها الكثير، ومحاولة إيجاد حلول واتخاذ قرارات حولها، ولقد كانت التجربة مثيرة ومهمة جدا رغم ما شعرنا به من توتر في البداية، ولكن استعدادنا الجيد منحنا شعورا بالارتياح والثقة، حيث كنا على اطلاع يومي على الأخبار العربية والعالمية، كما أسهم ذلك في تعزيز مهاراتنا في اللغة الإنجليزية قراءة وكتابة وخطابة".
وعبّر الطلبة عن امتنانهم البالغ لإدارة مدرستهم التي قدمت لهم فرصة تجربة المشاركة في مؤتمر يحاكي أجواء جلسات الأمم المتحدة واللجان التابعة لها ومحكمة العدل الدولية، كما تقدموا بالشكر لإدارة شركة المشروبات الوطنية كوكاكولا/كابي والتي قدمت رعايتها للعام الثالث على التوالي لتغطية تكاليف رحلتهم وإقامتهم في المملكة الأردنية، وقالت ماسة "رائع أن تجد من يدعمك ويرعاك لتجربة قد تغير حياتك، ومشاركة تستحق التحدي والمغامرة".
وتأتي رعاية شركة المشروبات الوطنية لمشاركة الطلبة الفلسطينيين في مؤتمر محاكاة الأمم المتحدة انطلاقا من إيمانها بضرورة تشجيع العمل على صقل مهاراتهم الشخصية ومهارات القيادة لديهم، وأكد السيد عماد الهندي مدير عام الشركة أن احتضان الطلبة ورعاية فعالياتهم التي من شأنها أن تزيد من ثقتهم بأنفسهم وأن ترفع من قدراتهم في تمثيل وطنهم والحوار مع الآخر؛ تترجم اهتمام الشركة بدعم فئة الطلبة والشباب من أجل تنمية المهارات الأكاديمية والمعرفية والثقافية لديهم. وأضاف الهندي: "نؤمن تماما بأهمية المردود الثقافي والفكري وتعلم أساليب الحوار وحل المشاكل، الأمر الذي يعود بالنفع على الطلبة أنفسهم وعلى المجتمع من خلال المساهمة في إعداد جيل مدركٍ للتحديات وقادر على الخروج بالحلول، ونحن بدورنا نعتزّ بهم وبعزيمتهم ونهنئهم لحصولهم على جوائز المشاركة المتميزة متمنين لهم المزيد من التفوق والإبداع".
كما أشاد الهندي بجهود إدارة مدرسة فلسطين الأمريكية، التي تسعى دوما لتطبيق الأنشطة اللامنهجية والبرامج التي من شأنها أن ترتقي بمستوى الطالب وإعداده الإعداد الأمثل ليبدع، مثمناً جهود كافة المعلمين والمعلمات الذين يبذلون قصارى جهدهم في تنشئة جيل واعٍ ومثقف وقادر على بناء مستقبل واعد.
وأكدت المربية أريج تيسير فرسخ مديرة نموذج محاكاة الأمم المتحدة في مدرسة فلسطين الأمريكية؛ حرص المدرسة على فتح الباب أمام طلبتها لامتلاك المعرفة والمهارات المختلفة، من خلال المشاركة في هذا النموذج الدولي. وأضافت أن اختيار الطلبة يأتي وفقا لأدائهم الأكاديمي والسلوكي المنضبط في المدرسة، ومشاركتهم الفاعلة في الأنشطة المختلفة، موضحة أن المدرسة تعقد مؤتمراً مصغراً داخلها لفحص قدرات الطلبة الذين يمتلكون دافعية وهمة عالية للمشاركة، إلى جانب المقدرة على الحوار والخطابة وتمثيل أنفسهم وقضاياهم. ولفتت فرسخ إلى أن المشاركة الأخيرة سجّلت تقدما ملحوظا عن العام السابق، خاصة بعد حصول الطلبة المشاركين على جوائز عديدة خلال مشاركاتهم المتميزة.
وأردفت فرسخ: "نثمن عالياً الرعاية الهامة التي تقدمها شركة المشروبات الوطنية من خلال تغطية تكاليف سفر فريق مدرسة فلسطين الأمريكية إلى مؤتمر محاكاة الأمم المتحدة ما يُسهم في تعزيز شخصية الطالب، حيث أن تحمّل المسؤولية والانخراط في مجتمعات وثقافات جديدة ومختلفة وأوساط متنوعة من الطلبة يؤدي إلى كسر حاجز الخجل والخوف لدى الطالب، وخلق شخصية جريئة ومتطورة فكرياً".