العالم بحاجة لزيادة الغذاء بنسبة 60% حتى الـ 2050
في مقابلة اجرتها وكالة أنباء دولية مع الخبير الزراعي والأكاديمي جوزيه جرازيانو دا سيلفا البالغ من العمر 65 عاما بمناسبة نشر أحدث البيانات عن الجوع في العالم أكد جوزيه ان العالم بحاجة لزيادة الغذاء بنسبة 60% حتى الـ 2050.
بوابة اقتصاد فلسطين | أكد جوزيه جرازيانو دا سيلفا مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) منذ عام 2012 على حاجة العالم الى زيادة معدل انتاج الغذاء بنسبة 60% بحلول عام 2050 فى ضوء توقعات بزيادة عدد سكانه بواقع ملياري نسمة .
ووضع جرازيانو من قبل أسس برنامج استئصال الجوع في بلاده البرازيل عام .2003
وفيما يلي مقابلة اجرتها وكالة الانباء العالمية(د ب ا) مع الخبير الزراعي والأكاديمي البالغ من العمر 65 عاما بمناسبة نشر أحدث البيانات عن الجوع في العالم يوم الأربعاء الماضي:
د ب ا: كم قطعنا على طريق مكافحة الجوع؟ جرازيانو: تحقق تقدم كبير منذ عام 1990 وحقق نحو 70 دولة نامية الهدف الأول من أهداف التنمية للألفية وهو تقليص نسبة من يعانون من الجوع إلى النصف بحلول عام .2015 وعلى سبيل المثال، استثمرت دولة مثل غانا في الزراعة وشهدت انخفاض نقص الغذاء الشائع من 47 في المئة إلى أقل من خمسة في المئة وسط مواطنيها. وفعلت البرازيل نفس الشيء من خلال عمل شامل بدأ مع برنامج استئصال الجوع بربطها بين الدعم الإنتاجي والحماية الاجتماعية. وهذه الدول تلهمنا جميعا.
ورغم التقدم على مستوى العالم ضد الجوع هناك نحو 800 مليون شخص مازالوا لا يجدون ما يكفي من الغذاء. وهذا عدد مرتفع بشكل غير مقبول خاصة مع الأخذ في الاعتبار أن العالم إجمالا ينتج بالفعل ما يكفي من الغذاء.
د ب ا: ما الدور الذي يمكن أن يلعبه التقدم التكنولوجي مثل المحاصيل المعدلة وراثيا واللحوم الاصطناعية في القضاء على الجوع؟ جرازيانو: العالم ينتج إجمالا بالفعل غذاء كافيا للجميع. ولا يوجد إلا مناطق قليلة ليس لديها غذاء كاف إما لعدم كفاية الإنتاج أو لأنها لا تستطيع الاستيراد. ومعظمها في أفريقيا وفي دول تعاني من أزمات طويلة الأمد بسبب صراعات وكوارث طبيعية.
اننا مازلنا بحاجة إلى زيادة توافر الغذاء بنسبة 60 في المئة بحلول 2050 لإطعام نمو سكاني عالمي متوقع يبلغ ملياري نسمة. ونستطيع أن نواجه هذا التحدي بشكل مستدام ويتعين علينا ذلك في سياق تتزايد فيه المخاطر التي تهدد الموارد الطبيعية مثل المياه والتربة الخصبة بسبب تدهور حالة البيئة وتغير المناخ.
هناك كثير من الوسائل للقيام بذلك تتراوح بين تقليص إهدار وتلف الغذاء إلى تعزيز وفرة الغذاء. ويتعين استكشاف طائفة واسعة من الممارسات والتقنيات كبدائل مثل البذور المقاومة للجفاف وترشيد الري والحفاظ على الزراعة والتكنولوجيات الحيوية وغيرها. وليس بوسعنا أن نستبعد أي إحتمالات ولاينبغى لنا ان نترك العاطفة ،عند أي من جانبي الطيف ، تلقي بظلالها على أحكامنا. ومازال قرار الاعتماد على الغذاء المعدل وراثيا مسؤولية كل حكومة على حدة . وتدعم الفاو نظاما للتقييم قائم على أساس علمي يساعد في موازنة منافع ومخاطر كل غذاء معدل وراثيا قبل إدخاله في نظام غذائي ما وهذا يأخذ في الاعتبار الظروف المحلية الجغرافية والمناخية وحاجات المزارعين والصيادين أنفسهم خاصة فيما يتعلق بالمستوى الصغير وأسر المزارعين في الدول النامية. ونعلم أيضا أنه عندما نتحدث عن الغذاء فنحن لا نتحدث عن حبة سحرية توفر الطاقة التي نحتاجها. نحن نحتاج أيضا إلى احترام الثقافة والعادات وخيارات المستهلكين مثل تفضيل المنتجات الطبيعية والعضوية الذي يتنامى بشكل خاص في الاتحاد الأوروبي.
د ب ا: ما الذي يمكن لسكان الدول الغنية مثل ألمانيا القيام به لمواجهة الجوع في العالم؟ هل شراء الغذاء العضوي يساعد؟ جرانزيانو: الثلث تقريبا من الغذاء المنتج للاستهلاك الادمي أي3ر1مليار طن تقريبا في العام إما يهدر أو يتلف عالميا. وإهدار أو تلف الغذاء على مستوى الاسرة أو في المطاعم أو في خدمات تقديم الغذاء الأخرى يعد قضية مهمة بشكل خاص في دول متقدمة مثل ألمانيا. وهذا يتم في الأساس من خلال طريقة شراء الغذاء وإعداده واستهلاكه. وتلعب آليات التسويق التي تشجع المستهلكين على شراء أكثر مما يحتاجون دورا في هذا أيضا. واستهلاك الغذاء العضوي في دول متقدمة مثل ألمانيا يستطيع بالتأكيد محاربة تغير المناخ لأن إنتاج الغذاء العضوي يتسبب في انبعاث كميات أقل من الكربون.
ويعتبر تقليص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري أمر ضروري للتصدي لتغير المناخ على المستوى العالمي . ونحن نعلم بوجه خاص أن أفقر الدول هي الأكثر معاناة من تأثيرات تغير المناخ. وغالبا ما يجري إنتاج الغذاء العضوي مثل البن أو الكاكاو في الدول النامية بطريقة واعية اجتماعيا وتوفر العمل لأسر المزارعين على نطاق صغير ومن بينهم النساء وتضمن أن يحصلوا على صفقة أفضل. وبشراء هذه المنتجات يساهم المستهلكون من ثم في تعزيز دخل هؤلاء المزارعين بالسماح لهم بتحسين أمنهم الغذائي ومصادر أرزاقهم.