بوابة اقتصاد فلسطين | كان السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم أشبه برجل أعزل دخل عرين الأسد عندما واجه ممثلي وسائل الإعلام امس السبت في مؤتمر صحفي عقد بزيوريخ ، ورغم الخبرة والجرأة التي يتمتع بها في التعامل مع مثل هذه المواقف ، وجد صعوبة في إيجاد الردود المثالية وظهرت عليه العصبية لدى تلقيه بعض الأسئلة.

وتعددت أسئلة وسائل الإعلام ، التي حضرت بقوة ، ما بين "هل أنت خائف من الاعتقال؟" و"لماذا لم تتنح عن الرئاسة؟" ، فوقف بلاتر البالغ من العمر 79 عاما مكتوف الأيدي وبذل قصارى جهده من أجل تصوير نفسه بأنه الرجل الوحيد القادر على إصلاح المنظمة ووجد مخرجا له بالهجوم على أعداءه الرئيسيين في أوروبا.

وانتخب بلاتر الجمعة لفترة خامسة في رئاسة الفيفا خلال اجتماع الجمعية العمومية الخامس والستين (كونجرس الفيفا) بمدينة زيوريخ السويسرية بعد أن حصل على 133 صوتا في الجولة الأولى مقابل 73 صوتا للأمير الأردني علي بن الحسين الذي انسحب قبل خوض الجولة الثانية من التصويت ، في انتخابات جرت وسط حالة من الارتباك الشديد بسبب فضائح الفساد المحيطة بالفيفا.

واهتزت أرجاء الفيفا بسبب توجيه اتهامات ضد 14 شخصا من بينهم مسؤولون بارزون في الفيفا ، حيث تتهمهم سلطات الولايات المتحدة الأمريكية بتلقي الرشي والكسب غير المشروع.

واعتقل حتى الآن سبعة أشخاص في سويسرا وشخص آخر في ترينيداد وتوباجو ، إلى جانب اعتراف أربعة أشخاص آخرين بالتهم الموجهة من الولايات المتحدة في قضية فساد بالفيفا.

وتشمل التحقيقات إرسال الفيفا 10 ملايين دولار عبر حساب أمريكي قبل أن يصل المبلغ إلى حساب خاص باتحاد أمريكا الشمالية والوسطة والكاريبي (كونكاكاف) الذي كان يرأسه جاك وارنر ، خلال الفترة التي فازت فيها جنوب أفريقيا بحق استضافة مونديال 2010 ، لكن بلاتر أكد أنه لم يكن هو من قام بذلك.

وفي رده على أسئلة الإعلاميين ، قال بلاتر بلهجة عصبية :"اعتقال لماذا؟ السؤوال التالي.. لندع التحقيقات تستمر - بالتأكيد ليس أنا (من حول المبلغ). ليس لدي عشرة ملايين دولار.. لا اشعر بالقلق بهذا الشأن ولا أشعر بالقلق على شخصي."

وكرر بلاتر التأكيد على أن التحقيقات لم تؤثر على الفيفا بشكل مباشر لأنها تتعلق ب"أفراد" وأن الفيفا تأثر فقط لأن هؤلاء الأشخاص كانوا يشغلون مناصب في الفيفا ، مثل جيفري ويب نائب رئيس الفيفا والذي كان ضمن المقبوض عليهم.

وألقى بلاتر باللوم على الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) لاعتراضه على بعض التغييرات مثل اختيار أعضاء اللجنة التنفيذية من قبل كونجرس الفيفا بدلا من الاتحادات القارية التي لا تتمتع عملية الاختيار فيها بمعايير مثل التي يتمتع بها الفيفا.

وقال بلاتر "يمكنني القول فقط إن كل شخص مسؤول عن سلوكه الأخلاقي والأدبي ، أنا كرئيس للفيفا لا يمكنني أن أفعل ذلك للأخرين. كنا نريد تحكما أفضل في عملية الإصلاح ، ولكن ذلك تم عرقلته من قبل اليويفا."

وفي حوار تليفزيوني أجري في وقت سابق مع شبكة "آر.تي.اس" ، تحدث بلاتر عن وجود "كراهية" من جانب اليويفا وحذر قائلا "يمكنني أن أسامح الجميع ولكنني لا أنسى."

وحاول بلاتر أيضا إظهار إحتواءه للجميع بعد أن قال عقب فوزه بالانتخابات أمس الجمعة إنه يريد أن يكون رئيسا لكل الأعضاء ، وأضاف "إننا في عالم كرة القدم ، ومن خسر يمكنه الفوز غدا."