سيدات من غزة ينفضن غبار البطالة بمشاريع طعام منزلية
غزة- إسلام راضي- بوابة اقتصاد فلسطين
استغلت السيدة أم حسن حسونة مهارتها في إعداد وجبات الطعام الخليجية لتؤسس لنفسها مطعما في منزلها وتتغلب على تدهور الأوضاع المالية لعائلتها في قطاع غزة المحاصر والمنهك اقتصاديا.
وورثت أم حسن مهارات إعداد وجبات الطعام الشهية خاصة ما يرتبط بالنكهات الخليجية من والدتها التي عاشت لسنوات طويلة في المملكة العربية والسعودية واستقرت من عائلتها منذ ثلاثة أعوام فقط في قطاع غزة.
وتقول أم حسن لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين" إنها بحثت طويلا عن فرصة عمل لكنها لم تجد منذ وصولها إلى قطاع غزة لتقرر بداية من فبراير 2016 إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" للإعلان عن تقديم وجبات طعام بالحجز المسبق.
وتضيف " كنت في البداية قلقة جدا أن لا تتقبل الناس الفكرة، لكن كان لدي ثقة باعتبار أن ما أعرضه من وجبات طعام مختلف عن الصناعة المحلية ويرتبط بالأرز على الطريقة السعودية المعروف باسم الأرز الكابلي".
وفي بداية مشروعها عمدت أم حسن إلى تجهيز عينات طعام بالطريقة الخليجية وتوزيعها على مؤسسات وشركات بشكل مجاني كدعاية لها وهو ما ساهم في بدء عملها بعد تلقيها عشرات الطلبات لتجهيز وجبات طعام وتطور معها الأمر تدريجيا.
وينحصر كل عمل أم حسن من خلال صفحتها على الفيس بوك وتقوم بإعداد وجبات الطعام المطلوبة يوميا في منزلها ومن ثم يتم نقلها للزبائن عبر خدمة التوصيل السريع.
ومع بدء انتشارها أضافت أم حسن لقائمتها اليومية وجبة "المطبق اليمني" وهي عبارة عن لحمة مفرومة وخضار مجهزة بطريقة الصاج، وحظيت بانتشار جيد خصوصا لدى العائلات التي كانت تقيم في دول الخليج.
ولاحقا بدأت أم حسن بتوفير وجبات المعجنات وقائمة أطول من أنواع الطعام، وتقول إن الحلو في فكرة مشروعها عدم وجود نسبة خسارة كونها تعمل بحسب طلبات الزبائن المسبقة وفي منزلها وهو ما وفر لها ولعائلتها مصدر دخل يعينهم على تدبير أمورهم ومرشح للتطور أكثر.
تخصص ماندي
من جهتها سخرت السيدة أم سعيد الدلو إتقانها المعروف لعائلتها بتجهيز وجبات الدجاج على طريقة "الماندي" المعروفة في قطاع غزة لتفتح لها مصدر رزق يعينها على حياتها ويحقق لها مكاسب متزايدة.
وتقول أم سعيد لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إنها أطلقت مشروعها منذ عامين وعبر صفحة على الفيس بوك وفرت لها انتشارا جيدا بفضل الإعلانات الممولة"، مضيفة أن ما دفعها للتفكير في المشروع هو "الوضع المادي السيء جدا" لعائلتها.
وتقدم أم سعيد وجبات جميع انواع الدجاج الماندى والمحاشي بأنواعها إلى جانب المعجنات ووجبة المفتول، مشيرة إلى أنها تسعد لما تتلقاه من إشادة من الزبائن لأنها تطبخ لهم وكأنها تجهز الطعام لعائلتها تماما.
وتطمح أم سعيد أن يكبر مشروعها أكثر وتتمكن من تطويره من مجرد العمل في منزلها إلى إقامة مطعم خاص بها ويحظى بشهرة أوسع في قطاع غزة بما يعينها من توفير دخل مالي أفضل لأفراد عائلتها خاصة أن معظمهم عادة ما يساعدونها في عملها.
من الرسم لوجبات الحلويات
ولا تقتصر مشاريع إعداد وجبات الطعام الجاهزة في المنازل على مهرات الطبخ لدى القائمات عليها، إذ استغلت الشابة نغم سكيك (31 عاما) مهارتها للرسم والفن التشكيلي لتجد لنفسها طريقا في تدشين مشروع خاص بها.
وتقول سكيك لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إنها لم تجد طريقا للنجاح في تقديم لوحات الرسم والفن التشكيلي في ظل سوء أوضاع قطاع غزة، فبدأت منذ مارس عام 2013 في استغلال موهبتها في الرسم على الكيك الخاص بالمناسبات.
وتوضح أنها بعد أن حظيت بتشجيع من عائلتها أنشأت صفحة على الفيس بوك للترويج لمنتجاتها ومن ثم نجحت بإضافة منتجات أخرى للعرض بجانب الكيك لتشمل قائمتها حاليا الحلويات والمعجنات وصولا الحلويات المصنوعة من الشوكولاتة بطريق مميزة وجديدة.
كما أن سكيك أضافت لقائمتها منتجات خاصة بمرضى السكر ومن يرغب بالطعام الصحي الخفيف وحتى مرض حساسية القمح وكل ذلك وفر لها انتشارا وأثار إعجاب زبائنها الذين يقبلون بازدياد على طلب وجباتها يوميا.
وتقدم سكيك وجبات الكيك بمختلف أنواعه مع رسومات كرتونية متنوعة وطريفة خصوصا لمناسبات أعياد الميلاد، وهي وتشير إلى تحرص دائما منذ بدء عملها على توسيع قائمة منتجاتها باستمرار مع التغلب تدريجيا على ما يواجهها من مصاعب مثل نقص المعدات والمواد اللازمة للوجبات.
كما أنها تتمنى أن تطور مشروعها أكثر بإقامة متجر خاص فيها يضم أقسام عديدة ومتخصصة بكل صنف على مستوى قطاع غزة ولما لا أن تبدأ لاحقا بتصدر منتجاتها للخارج وتفتتح فرعا لها في الضفة الغربية.
ويعاني قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ منتصف عام 2007 ما دفع بتدهور حاد في أوضاعه الاقتصادية بحيث بلغت معدلات البطالة فيه أكثر من 42% العام الماضي بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فيما ارتفعت معدلات الفقر والفقر المدقع لتتجاوز 65% وتجاوزت نسبة انعدام الأمن الغذائي 72% لدي الأسر في القطاع.