عبد القادر عسقلان.. نجاح مرموق بين مسقطين
عبد القادر عسقلان.. واحد من أبرز رجال المال والأعمال في سلطنة عمان، وهو فلسطيني الأصل من مدينة نابلس، قدم لسلطنة عمان عام 1973 وحصل على الجنسية العمانية عام 1995.
رحلته مع المصارف شملت الأردن واليمن والإمارات والسلطنة، فلسفته في العمل قوامها الصدق والحزم، ويعتبر النزاهة والأمانة والمخاطرة أهم شروط نجاح العمل.
بعدها تقدم بأوراقه إلى البنك العربي في عمان بالمملكة الأردنية الهاشمية ليصبح محاسبا بالبنك، وفوجئ وقتها بوجود قريب له في إدارة شئون الموظفين رفض إلحاقه بالبنك حتى لا يتهم بالمجاملة والواسطة فيما بعد، وسعى عبد القادر إلى والده الذي تحدث إلى عبد الحميد شومان رئيس ومؤسس البنك العربي فوافق على تعيينه بالبنك فورا، وكان ذلك في العام 1957، وتقاضى راتبا شهريا قدره 40 دولارا، إلى أن أصبح يدير أصولا مصرفية قيمتها 2.2 مليار دولار.
بقي عبد القادر عسقلان يعمل محاسبا في بنك عمان العربي مدة 9 أشهر ثم كلف بإدارة فرع البنك في اليمن واستمر هناك من 1958 – 1969.
وقد اكتسب عسقلان خبرات كبيرة من تجربته اليمنية، ثم نقل بعدها إلى الإمارات العربية المتحدة ليكون مسؤولا عن فرع البنك العربي في رأس الخيمة في العام 1970، وفى العام 1973 صدر قرار بأن يكون مسؤولا عن فرع البنك العربي في سلطنة عمان.
تعد تجربة عسقلان الرئيس التنفيذي لبنك عمان العربي في مسقط حافلة بكل المقاييس، في البداية رفض الفكرة بعد أن أخبره البعض أن السلطنة في بدايات النهضة وأنه لا توجد مقومات حقيقية للحياة هناك، ولكن شومان طلب منه أن يجرب لمدة 3 أيام أولا، ثم يصدر قراره بالقبول أو الرفض، وبالفعل جاء إلى السلطنة، وعندما وطئت قدماه أرض السلطنة قال لنفسه (هذه أرض الأحلام).
عند قدومه مسقط لم تكن مقومات الحياة قد اكتملت بعد وكان هناك فندق واحد هو فندق الفلج، وكان فندق الخليج لم يتم بناؤه بعد، وأقام عسقلان بجوار الفندق مباشره وبدأ في تأسيس البنك العربي وكان يطلع من أرشيف الفندق على نزلائه من رجال الأعمال القادمين للسلطنة لإنشاء مشاريع بها، فسعى إلى التعرف عليهم فأصبحوا من أهم عملاء البنك فيما بعد، كانت الحياة صعبة بكل معنى الكلمة ويؤكد عسقلان أن الأغذية لم تكن متوافرة وقتها إلا عن طريق سيارة تأتى محملة بها من دبي مرة كل أسبوع، والخبز أيضا لم يكن ميسرا وكان يوجد مخبز واحد في مسقط كلها ولم يكن الطريق مزدوجا، بل كان طريقا واحدا ناحية الجبل ولم يكن هناك الطريق البحري المجاور للبحر حاليا كذلك تكن هناك كبار ولا جسور ولا أنفاق ولا وسائل اتصال ميسرة كالموجودة حاليا.
ويذكر عسقلان أن باكورة نشاطه وتعاونه مع حكومة السلطنة جاءت عندما قدم 50 مليون دولار قرضا للحكومة العمانية في العام 1975 لإنشاء مصنع الأسمنت، وتوالت بعدها التسهيلات البنكية وتمويل المشاريع فقام البنك العربي بتمويل شركة المطاحن العمانية ثم الكباري والطرق والجسور والفنادق.
ويشغل حالياً منصب الرئيس التنفيذي لبنك عمان العربي، ويتولى عسقلان أيضا عضوية مجالس إدارات شركة عمانتل والشركة العمانية للتنمية والاستثمار، وصندوق التأمين والودائع بالبنك المركزي العماني.
هو العابر ما بين مسقط رأسه نابلس حيث كانت خطواته المصرفية الأولى الى عُمان والعاصمة مسقط ليسطر أروع قصص النجاح المصرفية الاقتصادية.
بَيْن أحلام الطفولة في أن يصبح طياراً، وبين واقعه اليوم كمصرفي مرموق، قطع عبدالقادر عسقلان رحلة طويلة، جاب خلالها بلدانا، وعاش تجارب .. رجل أتقن صناعة النجاح في دنيا المال والأعمال، وخَبِر دروب عالم البنوك، حتى اقترنت بعض تفاصيل معالمها باسمه، وأصبح يتربع على قمة الإنجازات في هذا المجال.
يتكئ عسقلان في مسيرته المهنية على مؤهلات علمية، وخبرات عملية تراكمية، وصفات شخصية تتصدرها عزيمة لا تعرف التراجع عن السير في طرق النجاح مهما تعاظمت التحديات، وقلت الإمكانيات.
عسقلان كرس جهدا مهمّا لتعليم بناته الأربع، وكان قد تزوج في العام 1961 وعمره وقتئذ 25 سنة.
وكان يراود عسقلان حلما بأنْ يصبح طيارا، الا أن والدته رفضت ذلك خوفا عليه، فامتثل لرغبتها.
تعرض عسقلان للاصابة في حادثة سطو على فرع البنك في اليمن وجرح الخنجر رقبته، وكانت هذه أول مغامرة في عمله عندما انتقل إلى فرع البنك في عدن باليمن، وكان البنك قد افتتح هذا الفرع حديثا.
وأمضى بهذا الفرع 11 سنة من عام 1958 وحتى عام 1969 عاصر خلالها أصعب الفترات وأعنفها في اليمن.
ولم تكن هذه الحادثة الوحيدة التي يتعرض لها عسقلان، فقد اضطر في إحدى المرات إلى السير بالسيارة للخلف لأكثر من كيلو متر هربا من منطقة كانت مشتعلة بالقتال إبان أحداث ثورة اليمن، كما أنه وفي مرتين متتاليتين حدث أن عبر أحد الجسور، لتنفجر عقب مروره عبوة ناسفة عليه!
وبعيدا عن المصارف يهوى عسقلان رياضة التنس والاستماع إلى الموسيقى والرحلات.
وكالات- بوابة اقتصاد فلسطين