عبد السلام أبو عيسى .. مؤسس إحدى أنجح شركات قطر
عبد السلام أبو عيسى، رجل أعمال فلسطيني ترك بصمته في القطاع الاقتصادي القطري، فهو المؤسس الأول لشركة السلام العالمية، وهي شركة قطرية مساهمة عامة مدرجة في سوق الدوحة للأوراق المالية، وهي واحدة من كبريات الشركات وأكثرها نجاحاً في قطر، تملك وتدير 31 وحدة أعمال، مع تاريخ غني يمتد إلى أكثر من 55 سنة من التفوق والنجاح.
عبد السلام أبو عيسى رجل أعمال فلسطيني، توجه الي قطر عام 1950، من مسقط رأسه فلسطين حاملاً الكاميرا الخاصة به، باحثاً عن عمل في شبه الجزيرة العربية، بهر من في الدوحة بموهبته في تصوير الأمكنة والأشخاص وساهم في إدخال مجال جديد على قطر، حتى تمكن في 1952 من افتتاح أول ستوديو ومختبر لتحميض الأفلام في الدوحة يحمل اسم «ستوديو السلام».
مع الإقبال عليه، فكر عبد السلام أبو عيسى بتوسيع عمله، وقام عام 1954 بتحويل المطعم المجاور للاستوديو إلى محل للهدايا، وبدمجهما معاً تحت اسم «ستوديو ومحلات السلام». بعد ذلك ازدهرت الأعمال، وفي عام 1963 ضاقت صالة العرض على الأعمال وانتقلت المؤسسة إلى موقع أكبر، لتشهد السنوات العشر التالية توسعاً في نطاق العمل وأسفاراً كثيرة لإيجاد موردين ومنتجات جديدة لزبائن يتطلعون كل يوم إلى المزيد، إلى أن وصلت الأعمال إلى الإمارات العربية المتحدة وسلطنه عمان واصبحت مجموعة من الشركات منها:-
التيار للصناعة والهندسة، السلام للخدمات البترولية، أمنكس قطر، السلام ميديا كاسيت، السلام للخدمات التقنية، ألو ناسا، أتيليه 21، صناعات الخليج للتبريد والتجهيزات الفندقية، الدولية للتجارة والمقاولات، الديكور الحديث، حدائق قطر، مشاريع السلام، مصانع السلام، الشرق الأوسط للتسويق، السلام بنيان، مدينة لوسيل، برج السلام، وشركات اخري تشارك فيها بنسب متفاوته مثل إجادة، امتياز دي بيرز لتجارة الماس،أموال انفست،الدولية للتأمين العام، بنك الاستثمار الفلسطيني.
حصلت عائلة أبو عيسي علي الجنسية القطرية ورئيس مجلس ادارة المجموعة الآن هو عيسي عبد السلام أبو عيسي أمين رابطة رجال الأعمال القطريين.
مجموعة السلام العالمية واحدة من أفضل الامثلة علي الانتعاش الاقتصادي الذي تعيشه قطر، وتجربة التوسع في مجموعة السلام تعود إلي عام 1967 عندما كانت الشركة التي بدأت عام 1952 تدير عملا واحدا في الدوحة، ثم افتتحت أول فرع لها في الإمارات واليوم تعمل السلام العالمية في 10 أسواق حتي اصبحت واحدة من أوائل الشركات العائلية في المنطقة التي تحولت إلي شركة عامة.
أمضت شركة السلام العالمية سنواتها الخمس الأخيرة في التأسيس لهيكلية مؤسسية جديدة، تضم أنظمة داخلية للشركات الفرعية تحت مظلتها، بحيث تكون بمثابة خارطة الطريق للشركات لتنال استقلاليتها التامة.
استمر عمل السلام وتطور في مجال التصوير ومحلات التجزئة التي تسوق منتجات عالمية وفاخرة حتى عام 1982 حين توفي مؤسسها عبد السلام أبو عيسى، وتولى أبنائه دفة العمل من بعده. منذ ذلك العام، عزم الأشقاء بقيادة أخوهم الأكبر عيسى أبو عيسى أن ينقلوا المؤسسة من المجال الضيق الذي كانت تعمل فيه على الرغم من عوائده الكبيرة، إلى مجالات أوسع.
واتخذوا سياسة التنويع في أنشطة المؤسسة منهجية لهم، ليتجهوا إلى قطاعات أخرى مثل قطاع الطاقة وقطاع الإنشاء والتعمير، وقطاع التكنولوجيا والاتصالات، وقطاع الاستثمار والعقارات، إلى جانب المحافظة على سبب النجاح الأول وهو قطاع التجارة في الكماليات والمنتجات الفاخرة.
شملت أعمال السلام في غضون سنوات قليلة على استوديوهات ومحلات وشركات للتجارة بالجملة وإنعاش البضائع والخدمات من أجل خدمة منطقة الخليج تحت مظلة السلام القابضة.
وفي عام 1998، تحولت السلام من شركة عائلية إلى شركة مساهمة قطرية عامة برأس مال مدفوع وصل لحوالي 828 مليون ريال قطري. ثم اندمجت السلام القابضة في يونيو 2002 تحت اسم «السلام العالمية المحدودة للاستثمار»، وفي أكتوبر2005 اندمجت مجموعة السلام في السلام العالمية لتعطي دليلاً واضحاً على الانتقال المتزن من شركة عائلية خاصة إلى شركة مساهمة عامة.
السلام العالمية هي شركة قطرية مساهمة عامة مدرجة في سوق الدوحة للأوراق المالية، وهي واحدة من كبريات الشركات وأكثرها نجاحاً في قطر، تملك وتدير 31 وحدة أعمال، مع تاريخ غني يمتد إلى أكثر من 55 سنة من التفوق والنجاح.