مشاحر يعبد: إنتاجها 6 ملايين دينار وتشغّل نحو 600 عامل
يبلغ الإنتاج السنوي لمشاحر يعبد حوالي 6 ملايين دينار، إذ تنتج شهرياً ما بين 500 إلى 700 طن فحم، كما تشغل نحو 500 إلى 600 عامل.
أسماء مرزوق، بوابة اقتصاد فلسطين
لم يوفّر أصحاب "مشاحر يعبد" جهداً لمحاولة وقف القرار الإسرائيلي القاضي بإنهاء صناعتهم بحجة تلويثها البيئة.
يقول كايد أبوبكر، ممثل أصحاب المفاحم في منطقة يعبد، لـبوابة اقتصاد فلسطين إن آخر اجتماع جمعهم مع بلدية يعبد والارتباط المدني الفلسطيني بتواجد إسرائيلي نوقشت فيه سُبل تسمح لهم بالحفاظ على بقاء مهنة تصنيع الفحم، كاستعمال الأفران أو الإنتاج في أماكن مغلقة.
ويضيف بأن أصحاب ورش الفحم البالغ عددها 30 ورشة، مستعدون للتعاون، لتقليل آثارها البيئية إن وجدت، وتحويلها لصديقة للبيئة، وهذا ما يسعون له منذ فترة إلا أن الاحتلال لم يأخذ جهودهم على محمل الجد.
وكان جيش الاحتلال قد ازال الأسبوع الماضي عدة منشآت فحم في بلدة يعبد وصادر حوالي 200 طن فحم إلى جانب معدات تصنيعه، كما أعطى أصحاب منشآت الفحم مهلة لإزالة ما تبقى من الورش وعددها 40.
يروي أبو بكر عن بداية عمله بالـ"مشاحر" عندما كان في السادسة من عمره عام 1975، حينها كان العمل يدويا بشكل كامل، وكانت العائلة تعمل بشكل جماعي نساءً وأطفالاً ورجالاً.
"لم أعايش جدي، لكن والدي أراني المغارة التي كان ينتج فيها الفحم" يقول كايد، معتبراً أن صناعة الفحم إرث عائلي يتوجب عليه ضمان استمراره، ويضيف "كنا ننقل الفحم ونعده بيدينا ونعمل معاً، وفيما بعد افتتح كل منا مشروعا خاصا به وشغل عمالا معه".
وصناعة الفحم النباتي تعتبر مهنة متوارثة عن الأجداد في بلدة يعبد جنوب غرب جنين وجوارها، منذ بداية العهد العثماني لما كانت تتمتع به المنطقة من وفرة الغابات والأشجار الحرجية في جبالها وتلالها المحيطة،.
يوضح أبو بكر أن بداية المضايقات الإسرائيلية كانت في عام 2007، إذ بدأوا بمصادرة شاحنات الحطب ومنعوا وصولها للمشاحر، ولكن المضايقات تكثفت عام 2014.
وتشغل "مشاحر يعبد" حسب ما يسميها أهل البلدة، نحو 500 إلى 600 عامل، مهددون حالياً بالبطالة. وكان عددها قبل 2014 يبلغ 150 "مشحرة" إلا أنها قلت إلى 40 مشحرة فقط.
ويشير أبو بكر إلى أن هذه المصانع كانت تحقق اكتفاءً ذاتيا في فلسطن من حيث الفحم إلى جانب التصدير إلى إسرائيل والأردن، أما بعد 2014 فأصبحت هناك حاجة لاستيراد الفحم من الأردن ومصر لتغطية الاستهلاك المحلي.
ويبلغ الانتاج السنوي لمشاحر يعبد حوالي 6 ملايين دينار، إذ تنتج يعبد شهرياً ما بين 500 إلى 700 طن فحم، يباع كل طن بألف دينار.
ويستبعد أبو بكر أن يكون قرار الاحتلال له أبعاد بيئية، معتبراً أن القرار جاء لتشجيع الإسرائيلين للسكن في مستوطنة يُخطط لإقامتها قرب يعبد.
وأشار أبو بكر إلى أن تكلفة شراء أفران صديقة للبيئة ستثقل كاهل أصحاب المشاحر، التي يبلغ رأسمالها بحدود 150 ألف شيقل لكل مشحرة، بالوقت الذي قد يصل سعر الفرن إلى نصف مليون شيقل، مطالبا المؤسسات الدولية بتوفير الدعم لهذه المهنة.