غزة.. بذرة يرعى 16 مشروعا ريادياً للحد من البطالة
مشروع بذرة يساعد شباب غزة وخريجيها في تنفيذ مشاريع ريادية خاصة بهم، ويهتم المشروع بالأفكار الريادية الإبداعية بهدف دعمها وتطويرها بحيث تصبح قادرة على المنافسة، والاندماج في سوق العمل بما يسهم في دعم قطاع الريادة.
غزة- إسلام راضي- بوابة اقتصاد فلسطين
استغل الشاب أحمد بركات مشروعاً لرعاية ودعم الأفكار الريادية الإبداعية في قطاع غزة بدعم من الأمم المتحدة في ابتكار تطبيق الكتروني يتيح استخدامه تنظيم عمل المطاعم، وهو ما وفر له فرصة لكسب المال وتطوير إمكانياته الفنية.
وبركات في نهاية العشرينات من عمره حاصل على شهادة بكالوريوس نظم معلومات، واستفاد في ابتكاره من دعم مقدم من مشروع بذرة "seed"، وهو أحد المشاريع الريادية التي تحتضنها حاضنة الأعمال والتكنولوجيا BTI في الجامعة الإسلامية في غزة.
ويقول بركات لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إن ابتكاره يقوم على تطبيق إلكتروني بعالج مشكلة ضغط العمل التي تشهدها المطاعم خاصة أثناء ساعات الذروة بحيث أنه يوفر للمطعم تطبيق يتعامل من خلال التابلت يسهل على الجرسون تسجيل طلبياته ونقلها للتجهيز.
ويوضح أنه يعمل حاليا على تطوير التطبيق بمميزات أكثر تتعلق بالإحصائيات التي تهم المطعم بحد ذاته وتسهيل حجز الطاولات والوجبات المعينة في المطاعم باستخدام تقنيات حديثة إلى جانب أفكار أخرى للتطوير.
ويشير إلى أن ما ابتكره من برنامج جرى تجريبه في عدد من المطاعم في قطاع غزة، وقوبل باستحسان واسع من القائمين عليه خاصة أنه يوفر عدد العاملين خصوصاً الجرسونات بنسبة 50%، ويعالج بشكل سريع الطلبات وتوزيعها على المطابخ حسب التخصص.
ويضيف بركات أنه استفاد من مشروع بذرة في توفير التمويل المالي المطلوب لتجهيز ابتكاره وبيئة العمل المناسبة إلى جانب توفير آفاق التسويق عبر قسم المندوبين الذي يختص في شركات توزيع المنتجات.
ويشدد بركات على أهمية مشروع بذرة في توفير فرص عمل أمام الخريجين وزيادة خبراتهم وتطوير إمكانياتهم العملية بسبب ما يوفره من تدريب، إلى جانب أنه يتضمن منتجاً خاصاً بالمشروع بعمل الأجهزة والتطبيقات وهو (أي سوفت).
ويستهدف مشروع بذرة الشركات الريادية الناشئة والأعمال الصغيرة بما يسهم في تمكين وتطوير الاقتصاد المحلي، ويهتم المشروع بالأفكار الريادية الإبداعية بهدف دعمها وتطويرها بحيث تصبح قادرة على المنافسة والاندماج في سوق العمل؛ بما يسهم في دعم قطاع الريادة من خلال نشر الوعي لمفهوم الريادة وتطوير الأعمال.
ويُعنى المشروع بالقطاع الصناعي المحلي، واللجان المحلية من خلال إيجاد فرص عمل مستدامة لهم بتطوير أعمالهم، وكذلك المجتمع المدني الذي يتمثل بالقطاعات الحكومية الأخرى.
ويقول منسق مشروع بذرة أشرف حجازي إن المشروع يعمل على توفير البيئة المناسبة لإقامة وتطوير الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى مشاريع ريادية عن طريقة حاضنة الأعمال، ومنح القوة للمشاريع القائمة عن طريق الدعم الفني من خلال التدريب المكثف والتوجيه لأصحاب المشاريع.
ويوضح حجازي للبوابة أن المشروع يقدم دعمًا مالياً لكل فكرة إبداعية يتم تنفيذها يتراوح من 7500 دولار إلى 10000 دولار، بتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وبرنامج التمكين الاقتصادي للأسر DEEP الممول من البنك الإسلامي للتنمية في جدة، إلى جانب توفيره آفاق التشبيك بين المستثمرين الخارجيين.
وبحسب حجازي ينفذ المشروع من خلال عدة مراحل، منها: تقديم التدريب والتوجيه، وفرز المشاريع المتقدمة من خلال لجنة تحكيم متخصصة بالريادة، واختيار المشاريع الأكثر تميزاً التي تعطي قيمة مضافة للمجتمع وللاقتصاد الفلسطيني.
وتضمنت المرحلة الأولى من مشروع بذرة الذي أطلق في أغسطس عام 2015 تأسيس 16 شركة ريادية من مختلف المجالات والتخصصات ورعاية الكثير من الأفكار المبدعة بحسب حجازي الذي أكد وجود مساعي حثيثة لجلب تمويل لإطلاق مرحلة ثانية من المشروع لدعم الشباب الرياديين.
وتوصف نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة بأنها من بين الأعلى في العالم بحيث وصلت إلى حوالي 42.7% من إجمالي سكانه بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
وكان جرى حفل اختتام للمرحلة الأولى من مشروع بذرة في مقر الجامعة الإسلامية في غزة الأحد الماضي، وحضره وزير العمل في حكومة الوفاق الوطني مأمون أبو شهلا الذي أكد على أهمية مثل هذه المشاريع.
وقال أبو شهلا في كلمته خلال الحفل إن الحكومة غير قادرة على منح وظائف، فيما القطاع الخاص الفلسطيني هش وضعيف، ما يلقي بظلاله على معدلات بطالة قياسية تعانيها فلسطين خاصة قطاع غزة.
وأضاف أن هذا الواقع يفرض حلاً بضرورة التوجه الجدي لمشاريع دعم ورعاية الأفكار الريادية للشباب خاصة الخريجين وأصحاب الكفاءة منهم، وهو أمر يبشر بتوفير آلاف فرص العمل عبر سلسلة المشاريع الإبداعية المقترحة والتي يمكن اقتراحها مستقبلا.