الكالوتي.. ملك الذهب
رجل أعمال فلسطيني. رئيس مجلس إدارة "مجموعة كالوتي للذهب". عضو مجلس أمناء "مؤسسة التعاون"، صاحب جائزة مؤسسة التعاون للشباب: جائزة منير الكالوتي للشباب الفلسطيني الريادي "لغدٍ أفضل … نبدع".
بدأ مسيرته في تجارة المعادن في أبوظبي أواخر 1968، حيث كانت شركته تشتري مخلفات شركات النفط التي جاءت للتو للعمل في أبوظبي، ثم انتقل إلى مجال الكابلات الكهربائية حين بدأت شركات الكهرباء تتقدم وتضع عطاءات وتبيع مخلفات، حتى 1976، حيث انتقل إلى دبي حتى 1988، وخلال 1988 باشر العمل بالذهب من خلال محل صغير سوق الذهب بدبي، ثم أنشأ أول مصنع للذهب في الشارقة، وفي بداية التسعينات، أسس مصفاة ذهب صغيرة واليوم، تقوم شركته بتنقية ما بين 350 و400 طن من الذهب سنوياً.
موسوعة في الذهب
من بداية تجارية متواضعة اعتمدت على شراء وبيع المعادن الناجمة عن مخلفات شركات النفط في أبو ظبي في أواخر أعوام الستينات من القرن الماضي، استطاع منير الكالوتي الرئيس التنفيذي لمجموعة الكالوتي بناء إمبراطورية أعمال بلغت قيمة عمليات تداول الذهب والمعادن الثمينة عبرها العام الماضي، أكثر من 32 مليار دولار.
لدى الكالوتي معلومات موسوعية بشؤون الذهب وأحواله وأسعاره ومن يسيطر عليه، ولديه أيضاً خبرة قل مثيلها بتصفيته، وصولاً إلى بيعه وشراءه ونقله وتخزينه. فمن محل صغير للذهب، في سوق دبي، ومصفاة صغيرة للذهب في الشارقة بقدرة تصفية تبلغ بضعة كيلوغرامات، تستطيع مجموعة الكالوتي هذه الأيام تنقية ما بين 350 و400 طن ذهب سنوياً. ليس هذا فحسب، بل أن مجموعة الكالوتي استطاعت مد إمبراطورية أعمالها وشراكاتها، إلى دول بعيدة جغرافياً في أمريكا اللاتينية كسورينام على سيبل المثال.
منير الكالوتي سرد لمراسل أريبيان بزنس بداية مجموعة كالوتي قائلا:
شراء المخلفات
في الواقع، فان بدايات أعمالنا في عالم التجارة والأعمال بدأت في تجارة المعادن في أبو ظبي في أواخر عام 1968 أو بداية عام 1969 بالمعادن عموماً وبشكل خاص بالمعادن غير الحديدية كالنحاس والألمنيوم والرصاص. حينذاك كنا نقوم بشراء مخلفات شركات النفط التي جاءت للتو للعمل في إمارة أبو ظبي، وحينذاك كانت مخلفات هذه الشركات كبيرة في حقول النفط، فكنا نحن نشتري تلك المعادن ونجهزها للشحن خارج الإمارات عن طريق الشحن البحري لأنه لم تكن هناك في ذلك الوقت طرق برية تربط أبوظبي بدول الجوار في المنطقة ما عدا طريق يربط أبو ظبي بمدينة العين وآخر ترابي غير معبد يربط أبوظبي بدبي. كنا نحن نقوم بشحن تلك المعادن إلى قطر ومن هناك إلى سورية والأردن ولبنان ونقوم ببيعها. كان معظم تلك المواد من لدائن مادة الرصاص التي كانت تستخدم في صناعة بطاريات السيارات والسيارات والماكينات الكبيرة وغيرها.
لقد سار العمل بهذه الطريقة لفترة طويلة، ومن ثم بدأنا في مجالات الكابلات الكهربائية حين بدأت شركات الكهرباء تتقدم وتضع عطاءات وتبيع مخلفات، وكنا أول من انتبه لهذه الناحية وبدأ هذا النوع من التجارة.
ولقد واصلنا هذا النوع من العمل في أبوظبي حتى عام 1976 على وجه التقريب، حيث انتقلنا إلى دبي وحافظنا على نفس النشاط كما أضفنا إلى عملنا نشاطات أخرى كانت موجودة هنا في دبي كتجارة المواد الغذائية. وقد واصلنا هذا العمل من عام 1976 وحتى عام 1988 تقريباً. نعم كان معظم نشاطنا يتركز في تجارة المواد الغذائية والمعادن غير الحديدية.
موظفان فقط
هذه كانت البدايات. لكن وفي عام 1988 تخرج منذر المدقة وهو ابن شقيقتي من جامعة إيطالية كجوهرجي وكصانع حلى ذهبية بعد 3 أو 4 سنوات من الدراسة الأمر الذي أحدث تحولاً بارزاً في نشاطنا. حينها باشرنا العمل بالذهب من خلال محل صغير من باب واحد في سوق الذهب بدبي، ولم يكن ذلك المحل في الشارع الرئيسي من السوق بل كان في أحد شوارعه الفرعية.
وكان منذر المدقة قد تعلم أيضاً مهنة فحص الذهب أي تحديد عيار الذهب، بطرق كيماوية وقد عمل لدى شركة إيطالية لفترة من الزمن. كان هذا عام 1988 وحينها كان لدينا موظفان فقط ومن ثم زادوا إلى 4 .
بعد ذلك اتسعت أعمالنا شيئاً فشيئاً وانتقلنا إلى محل أكبر وهكذا، وبعد ذلك أنشأنا أول مصنع للذهب في الشارقة، لكن معظم أعمالنا ومكاتبنا وعمليات البيع ظلت في دبي. كان مصنع الشارقة صغيرا في البداية لكنه بدأ بالتوسع وبصناعة المجوهرات إلى أن أصبح من أكبر المصانع ليس فقط في الشارقة بل في الإمارات.
وفي أواخر أعوام الثمانينات وبداية التسعينات صار هناك عرض سبائك في الدول المجاورة فانتهزنا هذه الفرصة وبدأنا العمل بمصفاة ذهب صغيرة استطاعتها لا تتعدى 8 كيلوغرامات ذهب يومياً أي أنها تقوم بتنقية الذهب غير الصافي إلى ذهب صاف. هكذا كانت البداية في ما يخص مصفاة الذهب، ومن هذه المصفاة الصغيرة توسعنا في نفس المكان لمصفاة أكبر وأكبر وطبعا بالجهد والتوفيق من الله عز وجل حتى وصلنا إلى تنقية ما بين 350 و 400 طن ذهب.