مشاريع الزراعة المعلقة تنعش موسم الفراولة في غزة
نحو 150 طنًا من محصول الفراولة وصلت إلى أسواق الضفة الغربية، ونحو 65 طنًا إلى الأسواق الأوروبية خلال الموسم الحالي.
غزة- إسلام راضي- بوابة اقتصاد فلسطين
شهد موسم زراعة الفراولة لهذا العام انتعاشا قياسيا في قطاع غزة بفعل إدخال تجربة مشاريع الزراعة المعلقة في سابقة هي الأولى من نوعها عقب نجاح التجربة في الضفة الغربية.
وحظي المزارع أبو شاهر صبح بإنتاج مضاعف من الفراولة لهذا الموسم بعد أن نجحت تجربة الزراعة المعلقة على مساحة دونمين داخل بيوت بلاستيكية في أرضه الواقعة في خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأبدى صبح في مقابلة مع موقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، سعادته الغامرة بنجاح مشروع الزراعة المعلقة لما يوفره من مضاعفة في الإنتاج وفي نفس الوقت تقليل في المساحة الشاغرة وكميات المياه المستهلكة.
ويقول صبح إنه وفر نحو 80% من كميات المياه التي عادة ما يستخدمها في ري نفس مساحة الأرض حال زراعتها بالطريقة التقليدية، فيما الدونم بزراعة الفراولة المعلقة يستوعب 20 آلف شتلة بينما الطريقة التقليدية تقتصر على 9 آلاف شتلة.
ويضيف أن كل دونم زرعه بالطريقة المعلقة حصد منه من 9 إلى 10 طن من الفراولة في وقت لا يتجاوز فيه حصاد الطريقة التقليدية من كل دونم 3 طن فقط.
كما يؤكد صبح أن الفراولة بالزراعة المعلقة خالية من الأسمدة الكيماوية والأدوية، وأقل تكلفة للمزارع من حيث المعدات التي تستخدم في العمل بهذا المحصول.
وقوبلت فكرة الزراعة المعلقة بتشجيع كبير في قطاع غزة في ظل الامتداد العمراني الملحوظ على حساب الأراضي الزراعية خاصة في المناطق الساحلية بسبب المياه المالحة التي أثرت على موسم زراعة الفراولة التي تحتاج إلى المياه العذبة.
وكان بادر إلى تجربة إدخال مشاريع الزراعة في قطاع غزة اتحاد اللجان الزراعي بتمويل من الممثلية الهولندية ومنظمة الفاو الدولية.
والفراولة أو "التوت الأرضي" فاكهة مفضلة ومن المحاصيل ذات العائد الكبير، ويمكن بيع ثمارها مجمدة أو مصنعة أو طازجة.
إلا أن نجاح زراعتها يعتمد على عدة عوامل، منها: الصنف، وموعد الزراعة، ونوع التربة، ومياه الري، ونظام الزراعة سواء بشتلات طازجة أو مبردة، وطرق مكافحة الآفات والأمراض، وعمليات خدمة المحصول منذ بداية الزراعة وحتى الحصاد.
ودفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 والقيود الشديدة على حركة التصدير إلى الخارج بتراجع المساحات المزروعة بالفراولة وكميات ما يتم تصديره للخارج.
ويقول المشرف على مشاريع الزراعة المعلقة في وزارة الزراعة في غزة عيد صيام لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إنه يؤمل أن يدفع نجاح مشروع الزراعة المعلقة بزيادة كميات زراعتها مجددا.
ويوضح صيام أن إدخال مشاريع الزراعة المعلقة يأتي طبقا لسياسة زيادة إنتاجية الوحدة من المساحة الزراعية وتتبع تكنولوجيا زراعية حديثة في الري والتسميد بحيث يضمن محصول أكثر أمنا للمستهلك وتفادي تأثيرات الظروف الجوية.
ويتم حاليا في قطاع غزة زراعة 11 دونما بطريقة الزراعة المعلقة مقابل 400 دونم بالطريقة التقليدية بحسب صيام الذي أكد أن التجربة تزيد من فرص زيادة كميات ما يتم حصاده وبالتالي فرص أعلى للتصدير إلى الخارج.
لكنه يبرز أن التكلفة المالية لمشاريع الزراعة المعلقة عالية جدا وتهدد قيود إسرائيل على حركة التصدير للخارج والإغلاق المتكرر للمعابر بتكبد المشاريع خسائر مالية حال عدم السماح بالتصدير.
وبحسب وزارة الزراعة في غزة فإن نحو 150 طنًا من محصول الفراولة وصلت إلى أسواق الضفة الغربية، ونحو 65 طنًا إلى الأسواق الأوروبية خلال الموسم الحالي.
ويؤكد صيام أن الوزارة تخطط إلى إتباع تكنولوجيا جديدة لمزيد من تطوير مشاريع الزراعة المعلقة بما في ذلك التحكم الإلكتروني، متأملا أن يتم نجاح التجربة في أصناف زراعية أخرى مستقبلا.