البطاطا.. مصدر رزق وغذاء هام للفلسطينيين طيلة العام
تشكل البطاطا مصدر رزق هام للعديد من المزارعين الفلسطينيين، إذ يمكن انتاح 6-7 أطنان من البطاطا من خلال 80 كغم من الدرنات فقط، كما يصل حجم التصدير للخارج حوالي 400 ألف طن سنويا.
حسناء الرنتيسي- بوابة اقتصاد فلسطين
كما هو الحال عالميا، تعد البطاطا أحد أهم المصادر الغذائية الرئيسية لدى المواطن الفلسطيني بعد القمح والذرة والأرز، بسبب فوائدها وسعرها المناسب للاستهلاك وتوافرها طيلة أيام السنة.
إضافة إلى ذلك، فان البطاطا تشكل مصدر رزق هام للعديد من المزارعين إذ يمكن انتاح 6-7 أطنان من البطاطا من خلال 80 كغم من الدرنات فقط كما يصل حجم التصدير للخارج حوالي 400 ألف طن سنويا.
"بوابة اقتصاد فلسطين" حاورت مدير دائرة الخضار والزهون في وزارة الزراعة، محمد اللحام، لتسليط الضوء على هذا المحصول.
كيف تتوفر البطاطا في فلسطين طيلة أيام العام؟
هناك عروات ثلاث يتم فيها زراعة البطاطا في فلسطين، أولها العروة الخريفية، حيث تزرع الدرنات من شهر 8 حتى 15/9. وتبلغ مساحة الزراعة في هذه الفترة حوالي 8 آلاف دونم، تتركز زراعتها في مناطق طوباس جنين وطولكرم وقلقيلية ولنابلس.
والعروة الأخرى تبدأ من 15/10 حتى 15/ 12 وتسمى "الزرعة الشتوية"، وفيها تساهم في الزراعة إضافة إلى المحافظات السابقة كل من أريحا والمناطق الجنوبية من الخليل وبيت لحم، وتبلغ مساحتها 6 آلاف دونم.
لكن الزرعة الرئيسية للبطاطا تكون في الشهرين الأول والثاني من كل عام، وتسمى "الزرعة الربيعية"، وتكون الدرنات (التقاوي) في هذه الزرعة مستوردة من الخارج، ومن هذه البطاطا نخزن درنات للعروتين القادمتين للخريفية والشتوية.
وتبلغ المساحة المحددة لهذه الزرعة 6 آلاف دونم مخصصة للاستهلاك الآدمي، وهناك 3 آلاف دونم من البطاطا الصناعية (بطاطا حمراء للشيبس)، وحاليا نحن في طور إنشاء مصانع للشيبس حتى نستهلك البطاطا الحمراء التي ننتجها ونحولها لشيبس.
في الفترة التي لا يمكن زراعة البطاطا فيها، من أين تأتي البطاطا في السوق المحلي؟
في المجمل لدينا نحو 15 ألف دونم بطاطا، بمعدل انتاج حوالي 6 طن للدونم الواحد، ويتم قطف العروة الرئيسية في أشهر 4 و5 و6، أما فترة شهر 7 و8 و9 لا يكون لدينا بطاطا نهائيا، ونعتمد في هذه الحالة على المخزن في الثلاجات من العروة الربيعية، حيث توجد لدينا ثلاجات للتخزين في جنين وطوباس والخليل ورام الله، يخزن المزارعين والتجار البطاطا فيها لعرضها في السوق وقت غياب محصول البطاطا الطازج.
جزء من الزراعات الخريفية ينزل للسوق، والفائض منها نصدره للخارج، ولا يتم تخزينه بسبب وجود عروات أخرى قادمة.
وفي فترة الصيف نرى البطاطا في أكياس، هذه جزء منها مزروعة محلية، وجزء منها اسرائيلي حيث يمدنا الأخير بالبطاطا في هذه الفترة بسبب نقص الكميات.
متى تكون ثمرة البطاطا سامة وغير صالحة للاستهلاك؟ وهل يمكن للمستهلك تمييز ذلك بسهولة؟
اللون الأخضر في البطاطا هو غالبا ما يجعلها سامة، ويمكن للمستهلك إزالة الجزء الأخضر والإبقاء على الجزء الآخر ولكن على أن يتخلص المستهلك من كل اللون بشكل تام.
ومن المشاكل الأخرى التي تؤدي إلى تغير لون البطاطا وتشكل خطرا على المستهلك، حين يتم غسل المحصول بالمياه التي تحوي كميات الكلور المرتفعة.
للمواطن العادي، كيف يتم زراعة البطاطا في حديقة المنزل؟
من المهم أولا الانتباه إلى ضرورة بروز الدرنات قبل زراعتها، وهذه الدرنات نزرعها في الأرض بعد ان تكون محروثة ومسمدة، وكلما نمت البطاطا نقوم بإضافة طبقة تراب فوقها حتى تصبح كالهرم، فكلما زدنا كمية التراب زدنا كمية الإنتاج للشتلة.
ويمكن للشتلة أن تعطي حتى 10 كغم اذا تم العمل بهذه الطريقة.
ومن ليس لديه الأرض يمكن أن يزرع البطاطا في كيس، وكلما نمت الشتلة يقوم بإضافة التراب، وبالنهاية سيكون الكيس مليئا بالبطاطا.
وتزرع البطاطا بعدة طرق منها الأحواض او في خطوط في حالة وجود الري بالرشاشات والتنقيط أو الزراعة البعلية .
وتتم الزراعة على مسافات من 60-80 سم بين الخطوط و30- 40سم بين النباتات على نفس الخط وعلى عمق من 7-12 سم . مع مرعاة ان تكون الدرنات مغطاة تماما بالتراب .
أما الفترة المناسبة للزراعة المنزلية للبطاطا فننصح ان تتم في شهري 11 و12 حتى لا يكون هناك استهلاك للمياه.
متى نستطيع القول أن البطاطا قد أصبحت جاهزة للحصاد؟
تنضج البطاطا بعد3-4 شهور من الزراعة، ومن علامات نضج المحصول جفاف وتكوين القشرة على الدرنات، اما الدرنات غير الناضجة فتمتاز بقشرها الممزقة المتلوية وتلون السطح.
ويتم "قلع" الدرنات اما باستخدام الادوات اليدوية ( الفأس ) او التراكتور في حراثة الارض ثم جمع الدرنات يدويا، هذا بالإضافة الى وجود آلات خاصة لجمع محصول البطاطا يصعب اقتنائها عن المزراع الفلسطيني لضيق المساحات المزروعة وتكاليفها الباهظة .