السعر العادل والمتوازن لزيت الزيتون
زيت الزيتون الفاخر المعصور والمخزون بطريقة تمكنة من الاحتفاظ بخصائصه والكنز المدفون داخله من مضادات الاكسدة والفينولات، لا يقدر بثمن. ومادة زيت الزيتون مادة أساسية وعلى راس قائمة المأكولات والمطبخ الفلسطيني .. يحتاجها الفقير قبل الغني، والمريض والعليل قبل وافر الصحة والعافية.
دعنا نستعرض الاسعار للسنوات السابقة في عام 2004 حيث كانت 6 شواقل وعام 2005 كانت 9 شواقل وعام 2006 كانت 15 شيقل وعام 2007 كانت 17 شيقل وعام 2008 كانت 20 شيقل وعام 2009 كانت من 30 الى 35 شيقل وعام 2010 كانت من 22-25 شيقل وعام 2011 كانت من 17-19 شيقل وعام 2012 كانت من 17 هبطت الى 13 شيقل وعام 2013 من 20-24 شيقل وعام 2014 من 20-22 شيقل عام 2015 من 27 هبطت الى 22 شيقل .
أسعار زيت الزيتون لعام 2004 بستة شواقل ليست سعرا عادلا للمزارع، وأسعار عام 2009 التي وصلت الى 35 شيقل ليست عادلة للمستهلك ولا للمزارع أيضا، لأن كامل انتاجية فلسطين لم تصل خمسة آلاف طن من زيت الزيتون.
العرض والطلب هو الأساس.. في السنوات الأربع الأخيرة عام 2013 و 2014 و2015 ولهذا العام 2016 ليست هناك مشكلة في التسويق، ولا يوجد فائض في المخزون، وكل من اراد بيع زيته في الموسم كان باستطاعته أن يبيعه، وأن يرفض المزارع بيع محصوله أثناء الموسم هو موضوع شخصي عليه أن يتحمل النتائج الايجابية والسلبية له.
الموسم الماضي بدأ الموسم بأسعار عالية من 25 -27 شيقل (سعر الكيلو في المعصرة من الفرازة مباشرة) ... بعد أسبوعين وعند بداية موسم مدينة سلفيت والتي تبدأ عادة بعد أسبوعين من محافظة طولكرم وقلقيلية وجنين انخفض السعر الى 23 – 24 شيقل، وهبطت بعد إغلاق المعاصر إلى 20 شيقل، وعاودت الارتفاع قليلا بعد شهر 7 عندما اتضح أن موسم عام 2016 ليس مبشرا بنتائج مرضية.
لماذا أسعار بداية الموسم لعام 2016 هي أقل من أسعار 2015 رغم أن الانتاجية أقل ؟
الأسعار لعام 2016 حاليا من 22-24 شيقل لكيلو زيت الزيتون العادي، وليس الاكسترافيرجن او العضوي بشهادة ... الاسعار للزيت العادي عادلة ومتوازنة، وكل سعر لكيلو الزيت- واكرر العادي- عندما يزيد عن ال 20 شيقل فهو عادل، وعندما يزيد عن 22 شيقل فهو عادل جدا للمزارع.
لكن مزارعنا لا ينظر الى ذلك انه متوازن، ويعتبر أن سعر 30 شيقل هو قليل ..!!!
لماذا؟ لان انتاجية دونم الارض من زيت الزيتون قليلة، فإذا قسمنا الانتاج لعام 2015 وهو 95 ألف طن زيتون حب على 950 ألف دونم فإن كل دونم أرض يكون قد أنتج فقط 100 كغم من الزيتون، وهذه ال 100 كغم زيتون تنتج بما معدله 25 كغم من زيت الزيتون. ولو بيع كيلو الزيت ب 25 شيقل فان انتاجية الدونم ستكون 625 شيقل. وهذا مبلغ زهيد جدا اذا علمنا من سيقوم بقطف الزيتون سياخذ الثلث.
نحن تحدثنا عن متوسط ولكن هناك أطراف للمعادلة، فهناك من دونم الأرض ينتج لدية 700 كغم من حب زيتون وقابله من دونم الأرض لا ينتج 10 كغم من حب الزيتون!!!، فمن كانت انتاجية دونم الارض لدية تزيد عن 500 كغم زيتون بكل تأكيد فإن سعر زيت الزيت لو بيع ب 20 شيقل سيكون عادلا ومتوازنا، وسيحمد الله تعالى على نعمه، ويقابله من أنتج دونم الارض عنده 70 كغم من الزيتون، فلو بيع زيت الزيتون ب100 شيقل للكيلو لن يراه منصفا ولا عادلا .
العيب فينا وليس في الأسعار، تركنا الأرض وابتعدنا عنها ولا نزورها الا يوم الحصاد، ونريد منها محصولا وفيرا غزيرا، قلت الانتاجية للشجرة والدونم فقل الانتاج، فارتفعت التكاليف فلم يعد هناك مربح، والكلام لا ينطبق على الجميع، والاماني تتلاشى أمام عام الواقع .
***مدير عام مجلس الزيتون الفلسطيني