تاثير الأردن على أسعار الزيت والزيتون الفلسطيني
معيقات متعددة تحول دون إتاحة الفرصة للزيت والزيتون الفلسطيني من التمتع بالمزايا التي أعطاها إياها الله من هذه الأرض المباركة والمناخ المتوافق مع إنتاج الزيت ذو المواصفة العالية .
الأردن الحبيب الشقيق ذا التاريخ المشترك منذ الأزل بشعبه العربي الأصيل مع فلسطين، هذا البلد الذي اعتمد على الزيت الفلسطيني حتى بداية الألفية الثالثة؛ اصبح من الدول الزيتونية التي لها أثر وتأثير في الاقليم وزاد انتاجه عن انتاج فلسطين وأصبح دولة مصدرة للزيت والزيتون، وهناك بعض مناطقه الجغرافية تشابه المناطق الجغرافية الفلسطينية من حيث انتاجية الزيتون.
معدل انتاج الأردن من الزيت يتراوح بين 15 ألف طن في السنة الشلتونية و40 ألف طن في السنة الماسية، لذا نلاحظ أن هناك تباين بين الحدين، مما يبين تأثير المعاومة على الموسم .
الأردن ومنذ عام 2001 أصبح لديه اكتفاء ذاتي لمادة الزيتون وزيت الزيتون، ويشكل أي قرار في الاردن تاثيرا مباشرا على أسعار الزيت في فلسطين التي أصبحت تنتج ما معدله 21 ألف طن من الزيت سنويا لآخر ست سنوات بعد أن كان 25 الف طن قبل ثلاثة عقود .
السماح لدخول الهدايا من مادة الزيت الى الأراضي الأردنية بمعدل 4 تنكات زيت للفرد الواحد خلال الفترة الواقعة بين 1/11 ونهاية شهر كانون ثاني، أي 92 يوما من كل عام يتيح الفرصة للتخفيف من المنتج المحلي الذي انغلقت أمامه كل ابواب التسويق السابقة، وهو السوق الأردني والسوق الاسرائيلي.
وفي هذا السياق فإن السماح بمرور زيت الأمانات إلى الخليج العربي قد مكن الزيت الفلسطيني تسويق ما يقارب الثلاثة آلاف طن من الزيت، ويعتبر هذا المنفذ هو الأهم في تسويق منتجنا المحلي .
متوقع أن يكون انتاج الأردن من الزيتون هذا العام 180 ألف طن زيتون، وحسب تقديرات أصحاب الاختصاص فإن 50 الف طن للتخليل كزيتون مائدة، ومتوقع إنتاج الزيت من 18ألف طن الى 22 الف طن. ومتوقع أن يكون الاستهلاك المحلي بحوالي 20 ألف طن من الزيت، والمعدل الطبيعي للاستهلاك هو 17 ألف طن، ولكن لهذه الأعوام خصوصية وجود اللاجئين السوريين الذين اعتادوا على أكل كميات كبيرة من زيت الزيتون.
الأردن ومنذ توقيع اتفاقية السلام مع اسرائيل فإن هناك بنودا موقعة بين البلدين لاستيراد وتصدير المنتجات الزراعية بين البلدين. الزيتون الحب يأتي في رأس قائمة هذه المنتجات .
تتصارع في الأردن عدة جهات حول هذا البند في هذا العام تحديدا، فهناك من يرفض تصدير الزيتون إلى اسرائيل من منطلق سياسي له علاقة بالتطبيع، ويقف اتحاد المزارعين الأردنيين على راس هذا التوجه، وهناك من يقف ضد التصدير من منطلق أن هذا العام هو عام شلتوني وتصدير الزيتون سيكون مناخا لارتفاع الأسعار أكثر من قدرة المستهلك، وهناك فريق يقف ضد التصدير وهم نقابة أصحاب المعاصر من اجل عدم إضاعة فرص العمل والتشغيل أمام الاقتصاد الاردني، وهناك من يرى أن يتم تعديل الاتفاقيات ليكون التصدير منتج نهائي مخلل، وذلك لعدم فقدان قيمة الضريبة التي يعفى منها المنتج الزراعي، وعندما تكون مخلل فإنها تكون منتج صناعي.
ولكن في المقابل هناك فئة التجار والسماسرة من يسعى ليلا ونهارا، ويشكل لوبي ضغط على الحكومة وعلى وزارة الزراعة تحديدا من أجل السماح بتصدير 14 ألف طن من الزيتون الى اسرائيل.
وتقف الجمعية الأردنية لمنتجي ومصدري زيت الزيتون الاردني "جوبيا " برئاسة الاخ والصديق فياض الزيود منادية برفض التصدير الى اسرائيل، خشية ارتفاع الأسعار وعدم القدرة على الايفاء بالالتزامات الخارحية .
الأردن وفلسطين توأمان ويؤثر أي قرار في الأردن على الحياة الاقتصادية للمزارعين الفلسطينيين، كان لي شرف أن نزور معالي وزير الزراعة الأردني واطلاعه على واقع قطاع الزيتون الفلسطيني، والاضرار التي تنعكس على تصدير الزيت والزيتون الى اسرائيل .
***مدير عام مجلس الزيتون الفلسطيني