الرئيسية » محلي »
 
17 تشرين الأول 2016

أريحا تستعد للكشف عن أكبر لوحات الفسيفساء بالعالم

تأمل وزارة السياحة والآثار أن يسهم افتتاح لوحة الفسيفساء بشكل دائم أمام الجمهور في زيادة عدد زوار المكان من السكان والأجانب

\

تضع مجموعة من الفنيين من وزارة السياحة والآثار الفلسطينية اللمسات الأخيرة لإزاحة الستار عن إحدى أكبر لوحات الفسيفساء في العالم، الموجودة في قصر هشام التاريخي في مدينة أريحا، أمام الجمهور.

ويعمل ثلاثة خبراء في عملية ترميم اللوحة وعدد من العمال في إزالة الأتربة عن أرضية كبيرة من الفسيفساء بالقصر، بعد أن حصلت وزارة السياحة والآثار على تمويل من مؤسسة "جايكا" اليابانية لإقامة سقف يحميها من العوامل الجوية بعد أن تهدم السقف الأصلي بفعل زلزال ضرب مدينة أريحا في عام 749 ميلاديا.

وقال إياد حمدان، مدير عام وزارة السياحة والآثار في محافظة أريحا، خلال إشرافه على سير العمل، إن أرضية الفسيفساء التي سيتم الكشف عنها للجمهور "تعتبر من أكبر لوحات الفسيفساء على مستوى العالم".

وأضاف أنه "تخيل عندنا في قصر هشام هذه الأرضية الكبيرة تبلغ مساحتها 827 مترا مربعا كلها فسيفساء تنتهي في غرفة الديوان التي كان يقيم فيها الخلفية" الأموي هشام بن عبد الملك.

وأوضح حمدان أن غرفة الديوان فيها لوحة فسيفساء تمثل "شجرة الحياة فيها غزالان يعيشان بسلام على أطراف هذه الشجرة وأسد يفترس غزالا على الطرف الآخر والتي تشير إلى الحياة بخيرها وشرها".

وقال إن أرضية الفسيفساء مكونة "من 38 سجادة صغيرة كأنها منسوجة لتشكل هذه الأرضية الكبيرة".

ويبدو أن الحمّام احتل جزءا مهما من القصر الذي يمتد على مساحة عدة دونمات وكانت المياه تصله بواسطة قناة مكشوفة من نبعين قريبين، وهما عين الديوك وعين النويعمية اللتان تبعدان عنه حوالي ثمانية كيلومترات.

وأعرب حمدان عن سعادته بإنجاز مشروع افتتاح الموقع أمام الجمهور بشكل دائم قائلا إنه "بعد انتظار سنوات طويلة، أخيرا سيكون هناك عملية تغطية لسقف هذا الحمّام وبالتالي كشف هذا الكنز أمام جميع الزوار حتى يستمتع به جميع زوار أريحا".

وأضاف أنه "كنا نضع عليها أتربة نتيجة لعدم وجود سقف يغطيها من عوامل الطقس المختلفة"، موضحا أن عمليات الكشف عن هذه اللوحة الفسيفسائية تعود إلى ثلاثينات القرن الماضي.

وقال إنه "أصيبت فلسطين في الزلزال الشهير عام 749 ميلاديا.. أريحا كانت مركز هذا الزلزال.. تهدمت الكثير من المباني التاريخية ومن ضمنها هذا القصر وبالتالي بقيت هذه الأرضية مغطاة بهذا الردم لغاية الثلاثينات من القرن الماضي".

وأضاف أنه "تم اكتشافها بالصدفة ومن ثم تحولت إلى حفريات منظمة قام بها عالم الآثار الفلسطيني ديمتري برامكي والذي كشف عنها ولاحقا تم دفنها إلى وقتنا الحاضر".

ويعتقد حمدان دون الجزم أن العمل في هذه اللوحة الكبيرة من الفسيفساء، التي تحمل تأثيرات من فن الفسيفساء البيزنطي إضافة إلى بعض الفنون الإسلامية، استمر لسنوات.

وقال إن "هذه اللوحة تعتبر من إحدى اللوحات الكبيرة المحفوظة على مستوى العالم".

وتأمل وزارة السياحة والآثار أن يسهم افتتاح لوحة الفسيفساء بشكل دائم أمام الجمهور في زيادة عدد زوار المكان من السكان والأجانب.

وأقامت الوزارة في موقع القصر متحفا يضم العديد من الأدوات التي تم العثور عليها في القصر إضافة إلى قاعة عرض يتم فيها عرض أفلام وثائقية عن المكان وما شهده من أعمال حفر وتنقيب خلال السنوات الماضية.

"رويترز"

مواضيع ذات صلة