بعد إقامة المصنع الأول من نوعه في فلسطين للزيوت العطرية "بلسم"، مؤسسوه يطمحون لاعتماد زيوتهم من قبل شركات المستحضرات التجميلية والصحية العالمية، وهذا ما يعملون عليه من خلال التواصل مع الشركات وإرسال عينات لإثبات جودة منتجهم.

جزء من الزيوت والمحاليل التي ينتجها المصنع

أسماء مرزوق- بوابة اقتصاد فلسطين

تأسست شركة بلسم لصناعة الزيوت العطرية قبل سنة واحدة، وهي الشركة الوحيدة في فلسطين التي تنتج زيوتا بالتقطير، وتنتج حاليا أكثر من 60 زيتا مركزا مستخلصا من أعشاب محلية بعضها نادر، منها الجرجير والميرمية والريحان والكرفس والاقحوان واليانسون والقرفة والمسك والكافور والزعتر والنعناع، إضافة إلى عشرات أصناف المحاليل.

ويقول مدير عام الشركة بشير حثناوي إن رأسمال المشروع يصل حوالي 2 مليون دولار. 

ويشير حثناوي إلى أهمية المشروع وفرادته النابعة من غنى الأرض الفلسطينية بالأعشاب وتنوعها بسبب تنوع المناخ والتربة والتضاريس، ويوضح أن دراسات أكدت أن فلسطين تنتج نحو 45 عشبة نادرة أو محدودة الوجود بالعالم، وأن دراسة أخرى أجريت بمختبرات جامعة النجاح على مجموعة أعشاب منها الزعتر أكدت تفوق الأعشاب الفلسطينية على مثيلاتها من الدول المجارة من حيث الجودة.

ويستخدم مصنع "بلسم" أسلوبين لاستخلاص الزيوت من الأعشاب والحبوب، هما الطريقة الباردة والحارة، وكلاهما طرق طبيعية تحافظ على جودة الزيوت.

ويسوق المصنع منتجاته في الضفة الغربية وقطاع غزة وكذلك في أوروبا وشرق آسيا ودول عربية، وتستفيد مصانع المنظفات والصابون وكذلك الأدوية ومصانوع الحلويات "الملبس" من منتجات بلسم.

ويقول حثناوي إن شركته تواصلت مع شركات الأدوية الفلسطينية لكنها لم تتجاوب بالشكل المطلوب معها، رغم أن هذه الشركات تستورد الزيوت والمحاليل ذاتها من شركات إسرائيلية بجودة لا تزيد عن المنتج الفلسطيني وبأسعار تتجاوزه. 

واعتبر حثناوي أن السوق الفلسطينية ما زالت غير مدركة لأهمية منتجات المصنع الأول من نوعه في فلسطين، من هذه المنتجات المياه المهدرجة (Hydrosol Water) المستخدمة عالميا في صناعة المحاليل الطبية والمنظفات والحلويات، مشيرا إلى أنها تسوق بالولايات المتحدة كمياه صحية للشرب. 

والمياه المهدرجة هي عبارة عن المياه الناتجة عن تقطير الزيوت، وتحوي نسبة بسيطة من الزيت 5% وفيها بقية مكونات النبتة، وفيها رائحة ونكهة العشبة المستخلصة منه.

ويطمح مؤسسو شركة بلسم لاعتماد زيوتهم من قبل شركات المستحضرات التجميلية والصحية العالمية، وهذا ما يعملون عليه من خلال التواصل مع الشركات وإرسال عينات لإثبات جودة منتجهم.

ولدى شركة بلسم مخططات لإنتاج بعض مستحضرات التجميل كالكريمات والعطور.

ويعمل في الشركة 12 موظفا، بين مهندس كيميائي وموظف إداري ومهني، والمصنع مزود بمعدات وماكنات استوردت من الخارج، وهي من أحدث الماكنات من حيث النوع والحجم، كما أنها الوحيدة بفلسطين.

من جانبه أشاد رئيس المجلس الاقتصادي للتنمية والإعمار د. محمد اشتية، المتابع للتجربة، بالمصنع وجهود العاملين عليه، وقال هذه تجربة فريدة وناجحة، والمهم أن يبدأ المصنع بإنتاج عطر فلسطيني ينافس عالميا ويرتقي بالأيدي العاملة الفلسطينية الى الأفضل.