مزارعو تل يخوضون حربا عشوائية ضد الخنازير بسموم مهرّبة
يشتكي مزارعو قرية تل في محافظة نابلس من شراسة وضخامة أعداد الخنازير التي تأتي على مزروعاتهم فتبيدها، ما دفع المزارعين في هذه القرية لمحاربة قطعان الخنازير بطرق عشوائية، منها استخدام السموم المهربة من اسرائيل، كون هذه السموم ممنوعة بقوانين اسرائيلية لدواعٍ أمنية كما يدّعي الاحتلال.
أسباب انتشار الخنازير
يشير المهندس أبو شيخة الى أن انتشار الخنازير سببها الاسرائيليين الذين يسربون قطعان الخنازير لتخريب مزروعات المواطنين، لذلك انتشرت في مناطقنا، إضافة الى العوامل البيئية والتغيرات المناخية وقلة هطول الامطار الذي جرد بعض المناطق من الاعشاب، فأصبحت تتوجه نحو مناطق قريبة من السكان بحثا عن الغذاء.
ويضيف د. عيسى موسى، مدير عام المصادر الطبيعية في سلطة جودة البيئة أن الخنازير كانت موجودة في فلسطين منذ القدم لكن بأعداد قليلة، أما اليوم فقد تجاوزت الحد الذي تحتمله الطبيعة بسبب القضاء على العدو الطبيعي لهذه الحيوانات وهو الضبع، حيث يعتقد الكثير من الناس ان الضبع حيوان مفترس وخطير لدرجة أن المواطن يعتدي عليه ويقتله، وهي معلومة خاطئة، فحسب الأبحاث والدراسات العلمية على الضباع وخاصة الضبع الموجود في بلادنا، فهو حيوان جبان ويخاف الإنسان وغير مؤذٍ.
وأضاف د. موسى ان جدار الفصل العنصري منع هذه الحيوانات من التنقل لمناطق أخرى، وبالتالي انحصر وجودها في الضفة وزادت أعدادها.
السموم مهربة .. والتكاليف عالية
يقول المزارع عصام عصيدة من قرية تل أنه وزملاءه المزارعين البالغ عددهم نحو 20-30 مزارعا يقومون بشراء السموم على حسابهم الخاص في ظل عدم وجود جهات داعمة لهم، ولا يؤرقه فقط غلاء ثمنها، انما يعتبرها غير ناجعة.
يقول "أضع السموم في الماء واقتل أربعة او خمسة خنازير، لكن الأعداد كبيرة، ولا يمكنني قتلها كلها.
ويشتكي عصيدة من التكاليف العالية لهذه السموم في ظل غياب الدعم الحكومي، وقال أنه وزملاءه قد تقدموا عن طريق مجلس تل بطلب المساعدة فلم يحصلوا عليها، فباتت جهودهم فردية.
ويبلغ سعر كيلو غرام السم نحو 400-500 شيقل، ويقول عصيدة انه يحتاج في موسم التين إلى نصف كيلو لكل قطعة أرض، ومن لديه أكثر من قطعة سيضطر لشراء كيلو او نصف كيلو لكل جزء، والنجاعة غير مضمونة أيضا، فقد تأتي الخنازير في ذلك اليوم او لا تأتي، يعتمد ذلك على الحظ.
ويقول أبو حذيفة انه كان يشتري السموم بدايةً بالاستعانة بوزارة البيئة، "ثم انقطع الدعم واصبحنا نشتري السموم على حسابنا الخاص، فكيلو الغرام الواحد من سموم التينك بـ500 شيقل، لكن الاوستوب 40-50 لكل 100 غرام، ويصل الكيلو غرام لـ400 شيقل تقريبا".
وأشار أبو حذيفة إلى انه قام بقتل 159 خنزيرا حتى الآن، وهو مستمر في عمله، حيث يقوم بشراء السموم والتي يعد أشد أنواعها فتكا سم "التينك"، وهو شديد الفاعلية لكنه الآن مفقود نظراً لمنعه إسرائيليا، ولكن يمكن الحصول عليه "بالتهريب" من الخط الأخضر.
وهناك صنف آخر اسمه اوستوب، وهو ليس شديد الفاعلية لكنه جيد، وأفضل طريقة للاستخدام هي وضع السموم مع احشاء الدجاج، ونتائجها جيدة كما يوضح ابو حذيفة.
ويضيف بأن أفضل استخدام للسم هو بوضعه في الماء، فموجة الحر الشديدة قبل أيام دفعت الخنازير العطشى الى التوجه للمياه التي تم وضع السموم فيها، ما أدى لمقتل الكثير منها.
ودعا د. عيسى لضرورة تنسيق الهيئات والمجالس المحلية مع الجهات ذات الاختصاص، فالمسؤولية جماعية، ويجب أن تبادر الهيئات المحلية بالاتصال بالمؤسسات الرسمية لمحاربة الخنازير بطريقة صحيحة.