الرئيسية » في دائرة الضوء »
 
08 أيلول 2016

ضعف القدرة الشرائية تحرم الكثيرين من الأضاحي

صحيح أن الحكومة نجحت في خفض أسعار اللحوم قليلا بعد استيراد عشرات الآلاف من الخراف، لكن من وجهة نظر آخرين لم يغير ذلك من الواقع شيئا، فالوضع المعيشي السيئ الذي يعيشه المواطنون كفيل بعدم شرائهم للأضاحي

\

حسناء الرنتيسي- بوابة اقتصاد فلسطين

يشعر المواطن أبو سالم بالحزن لعدم قدرته هذا العام على تحقيق فرحة أبنائه بشراء أضحية العيد وعدم محافظته على هذه السنة النبوية التي يلتزم بها منذ سنوات.

يتابع أبو سالم بانفعال وهو يتخيل الفرحة ناقصه في عيون أبنائه :" يأتي عيد الأضحى بعد شهر رمضان وافتتاح المدارس وموسم الاعراس.. كيف لي أن احتمل هذا الضغط الكبير في وقت لا يتجاوز دخلي 2500 شيقل".

تخفيض اللحوم لم يحرك السوق

مؤخرا، قامت بلدية البيرة عبر وزارة الزراعة باستيراد عددٍ كبيرٍ من الأضاحي بهدف خفض أسعار الأضاحي.

وحسب أشرف مرار من مسلخ بلدية البيرة فأن الأضاحي متوفرة في المسلخ بكميات كبيرة، ولا نقص فيها، وتباع بسعر 5.50 دينار/كغم مقطع ومذبوح، علما بأن سعر البلدي 6.50 دينار/ كغم.

ورغم ذلك، وصف مرار أن الإقبال ما يزال ضعيفا جداً هذا العام من المواطنين والتجار بسبب تراجع القدرة الشرائية، مشيرا إلى إدارة المسلخ تترقب اليومين القادمين كفرصة لبيع الخراف.

مربو المواشي: نخسر

أبدى مربي المواشي، مؤيد ابراهيم، استياءه من الوضع الاقتصادي قبيل العيد، وقال إن الوضع "تعيس" كثيرا عن العام الفائت لأسباب تتعلق بالخراف المستوردة التي تم الاعلان عنها، وكذلك الأضاحي المذبوحة في الخارج التي تأتي مجففة بسعر 90 دينارا، كما أن سوء الأوضاع الاقتصادية للمواطنين بسبب تتالي المناسبات أدى إلى عدم الإقبال على شراء الأضاحي.

وأشار إبراهيم إلى أن الأثر الأكبر انعكس على مربي المواشي محذرا من مخاطر هجرهم لهذه المهنة بسبب الخسارة التي يتكبدونها " الكثير من التجار سيضرون للبيع بسعر رخيص قبل العيد لأن الأسعار بعد ذلك ستعود للانخفاض".

وتابع ابراهيم إن هناك مشكلة أخرى تؤثر على المزارع والتاجر والمواطن، وهي استخدام أسلوب المضاربة في بيع وشراء الأضاحي، حيث يشتري التاجر الأضحية بسعر 6.30 دنانير/ كغم ويبيعها بنفس السعر؛ مشيرا إلا أن ذلك لا يخمل إلا معنى واحد وهو "الغش" من خلال التلاعب بالأوزان، عازيا السبب في ذلك لغياب الرقابة على تجار المواشي.

وأضاف إبراهيم أن فوضى تسود قطاع البيع، إذ صار التجار يذبحون ويبيعون الإناث من الخراف التي تنجب الخراف، ما أدى إلى نقص عدد الاناث.

المواطن همه السعر

وأوضح إبراهيم أن الفر ق ليس كبيرا بين اللحوم المستوردة والبلدي، لكن الناس تنظر إلى هذا الفرق وتضع له اعتبارا في ظل الوضع الاقتصادي السيئ " كغم اللحوم المستوردة سعرها 5.50 دنانير، بينما اللحوم البلدي سعرها 6.50 دنانير (مذبوح وجاهز)، بالتالي السعر يفرق من 30-50 دينارا في الاضحية الواحدة".

ويضيف أن الطعم يفرق بين المستورد والبلدي، غير أن المواطنين صاروا يفكرون بالسعر أولا.

بدوره، أبدى التاجر، أبو حنا من ملحمة الشعب، استياءه من انعكاسات قضية استيراد اللحوم معتقدا أنها لم تحدث فرقا جوهريا بل كانت خديعة للمواطنين، حسب وجهة نظره " كغم المستورد يباع بـ 5.50 دنانير، بينما البلدي بـ 6.50 دنانير وهو فرق غير كبير خاصة إذا ما نظرنا الى أن اللحوم المستوردة معظمها دهون بعكس البلدي، وهنا الفرق الجوهري، حسب أبو حنا".

صحيح أن الحكومة نجحت في خفض أسعار اللحوم بشكل طفيف جدا (للمستورد) بعد استيراد عشرات الآلاف من الخراف، لكن من وجهة نظر آخرين لم يغير ذلك من الواقع شيئا، فالوضع المعيشي السيء الذي يعيشه المواطنون كفيل بعدم شرائهم للأضاحي حتى وان كانت أقل ثمنا واستبدال ذلك برطل أو اثنين من اللحوم لتذوقها.

مواضيع ذات صلة