الرئيسية » في دائرة الضوء »
 
05 أيلول 2016

تذكار.. مشروع يكبر بين موهبة ديما وحمدي رغم الحصار

حوّل الأخوان حمدي وديما شعاشعة محنة عدم حصولهما على "لم شمل" وهوية رسمية إلى منحة على شكل مشروع تجاري ناجح.

\

غزة- إسلام راضي- بوابة اقتصاد فلسطين

سجل الأخوان شعاشعة تجربة ناجحة في الكتابة والرسم على الزجاج الصيني والخزف الفلسطيني مستغلان وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الجديد في كسب مزيد من إقبال الزبائن.

ويقضي حمدي (28 عاماً) مع شقيقته ديما (26 عاماً) في إحدى غرف منزلهما شمال قطاع غزة معظم ساعات النهار يومياً برفقة الألوان الزاهية وأدوات الرسم لإنجاز قائمة طلبات تصلهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي اتخذا منها وسيلة لتسويق شركتهما الصغيرة التي تحمل اسم "تذكار".

*مجرد فكرة

ويقول حمدي وهو خريج قسم هندسة الديكور أنه حوّل موهبته في الرسم إلى مصدر دخل له حين فقد الأمل بالحصول على فرصة عمل.

ويوضح أن بداية مشروعه "تذكار" بدأت بفكرة صغيرة قبل ستة أعوام مع شقيقته سعياً منهما لاستغلال الوقت والفراغ بين فصول الدراسة الجامعية وتطور الأمر معهما للمشاركة بمعارض لمؤسسات خيرية وجامعات.

ويضيف "في بداية عملنا كنا نحرص إيصال رسالة بسيطة تؤكد تعلق الشباب الفلسطيني بتراثهم، وعملنا لاحقاً على تطوير منتجاتنا تدريجيا مستفيدين من ايجابيات مشاركتنا في معارض محلية".

وكان الأخوان شعاشعة قد شرعا في مجال عملهما تحت اسم (on line) ويقتصر فقط على تغليف الهدايا والرسم على الزجاج.

ولاحقا شاركا في دورات لإدارة المشاريع الصغيرة والريادية، وهو ما زاد وعيهما إزاء أهمية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ودفعهما لتطوير مجال عملها باحترافية أكبر عبر إطلاق شركة "تذكار" في العام 2014.

الأخوان افتتحا المشروع من مالهما الخاص، وحاولا البحث عن ممول يتكفل بتوسيع شركتهما، لكنهما لم يتمكنا من ذلك، يقول حمدي "رغم أن شركتنا صغيرة ونعمل داخل منزلنا، إلا أننا حققنا نجاحاً وأنجزنا ما لا يقل عن 1000 لوحة زجاجية بأحجام مختلفة".

كما أنهما أرسلا 600 قطعة فنية، إلى مؤسسة إغاثة أطفال فلسطين في شيكاغو الأمريكية موزعة بين أواني زجاجية وبلاط مصنوع في فلسطين، وبراويز من خشب الزيتون، جميعها نقشا عليها زخارف فنية.

*مجال واسع

يعتبر الأخوان شعاشعة أن من أبرز أسرار نجاحهما هو توسيع مجال عملهما وتنويع منتجاتهما التي شملت الرسم على الزجاج الصيني ومن ثم الخزف المحلي ومن ثم البلاستيك والخشب وصولا إلى الأقمشة.

وتقول ديما إنها تخرجت من قسم المحاسبة عام 2011، لتعمل في مشروعها الخاص الذي يشاركها فيه أخيها ليجعلا من الموهبة باب رزق لهما.

تقول ديما عن ذلك "نحاول الخروج عن المألوف وتغيير فكرة الطباعة على الأقمشة لكسر الروتين وإنتاج أمر جديد يساعد الشباب والصبايا على اختيار الهدايا في مناسباتهم المختلفة".

وتضييف "أكثر ما نركز عليه هو ضمان إرضاء الزبائن والمتابعين لعملنا وذلك يتطلب بالدرجة الأولى التطوير المستمر وعدم تقديم منتجات تقليدية وهو ما نعتبر أنه يميزنا".

*طموح إعادة التدوير

ويتطلع الاخوان شعاشعة حاليا إلى تحقيق مزيد من التطوير لعملهما عبر توسيع دائرة اللجوء لخيار إعادة التدوير. وتقول ديما "عندما أطلقنا مشروعنا استغلينا الأواني الزجاجية التي نستخدمها بشكل يومي وحولناها لأطباق لامعة وملونة فحظيت بإعجاب الكثيرين".

وتضيف "هذا الأمر شجعنا على التفكير في عمل منتجات معاد تصنيعها سواء كانت من إنتاج أيدينا أو إنتاج سيدات، وهو أمر سيكون فيه جمالية واستفادة وحماية للبيئة".

وحول مضمون ما يتم كتابته على المنتجات توضح ديما أنهم يعمدون إلى ابتكار نماذج خاصة تشمل كل المناسبات كما يتركون للزبون حرية الاختيار للهدايا بما يرضيه.

وتعتبر ديما أن نجاح مشروعها وشقيقها حمدي رسالة تحفيز لكل خريج لا يجد فرصة عمل في مجال تخصصه وتدعوه للبحث في هوايته لابتكار مجال عمله الخاص وعدم انتظار فرصة عمل قد تطول طويلا.

وتوصف نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة بأنها من بين الأعلى في العالم بحيث وصلت إلى حوالي 42.7% من إجمالي سكانه بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

ويطمح الاخوان شعاشعة إلى إيصال منتجاتهم إلى الخارج والتميز في خدمة هدف أن يكون شباب غزة طابع منتجات تميزهم.

ورغم نجاحهما اللافت فإنهما يبقيان يعانيان من عدم حصولهما على لم شمل وهوية رسمية بسبب أنهما من مواليد الكويت ووصلا غزة وهما أطفال مع عائلتهما، وهو ما يحرمهما من المشاركة في عدة معارض تلقيا دعوات لها.

كما أنهما يواجهان مصاعب ندرة المواد الخام في غزة، خاصة الخزف والخشب من الضفة الغربية والذي تمنع إسرائيل إدخاله.

 

مواضيع ذات صلة