التين و الصبر.. إنتاج زراعي مجدٍ اقتصادياً
فاكهتا التين والصبر من الفواكه الشهيرة في فلسطين، حيث تعتبر فلسطين البيئة المناسبة لهذه الأشجار التي تعدّ مصدراً زراعياً وإقتصادياً مهماً للمزارعين.
رام الله- مريم أسعد- بوابة اقتصاد فلسطين
لم تبق فاكهتا التين والصبر في فلسطين بمنأى عن التغيرات الجوية مؤخرا، والتي أثرت بشكل أكبر على ثمار التين، إلا أنهما حافتظا على مكانتهما في السوق الفلسطيني، وبقيتا الفاكهتان الأكثر طلبا في موسمهما.
وأبدى المزارع أحمد زيدان تذمره من إنتاج أشجار التين هذا العام، فالثمانية دونمات التي يمتلكها والواقعة في قرية تل جنوب مدينة نابلس، والتي تعد من أشهر المناطق في إنتاج التين، وصف إنتاجها بالسيء نظرا لارتفاع درجات الحرارة المتواصلة، ما أصاب أشجار التين بالجفاف، مضيفا بأن هناك ثمار جافة ولن تنضج بشكل صحيح.
زيدان الذي يزرع ما يزيد عن 10 أصناف من التين أوضح بأن هنالك ثلاثة أصناف رئيسية جيدة للإنتاج والتسويق وهي الحماضي، الخرطماني، والعناقي، ومعظم بيعها يكون في نابلس ومختلف محافظات الشمال.
وأشار الى أن التين في بداية موسمه يزيد سعر الكيلوغرام منه عن 15 شيقل، أما بعد كثرة الإنتاج فينحصر سعره ما بين 6-8 شواقل، وذلك حسب الأصناف والجودة.
ورغم ما أصاب ثمار بعض المزارعين من أضرار بسبب موجات الحرارة هذا الموسم؛ إلا أن الفاكهتان ما زالتا من الفواكه الموسمية الفلسطينية ذات الطلب المرتفع والأسعار الجيدة التي يمكن للمزارع من خلالها تحقيق دخل جيد إن كان لديه عدة دونمات منها.
مساحات الزراعة
من جهته أوضح مدير دائرة البستنة في وزارة الزراعة عودة صبارنة أن التين يحتل حوالي 4600 دونم مثمر، كما أن هنالك 220 دونم مزروع جديد.
أما الصبر حسب صبارنة فحجم مساحاته تقدر بـ 520 دونم مثمر، و 252 دونم جديد، وهذا يعد مؤشرا لزيادة حجم المساحة المزروعة، طالما أن هناك دونمات مزروعة حديثا.
وأضاف صبارنة أن حجم انتاج الدونم الواحد من التين تتراوح بين 600-800 كيلوغرام، أما الصبر فيصل الإنتاج لـ 1000 كيلوغرام للدونم.
وبالنسبة للتين المجفف فيأخذ 10% من إنتاج التين الطازج، وهذه النسبة لا تكفي، فهي تغطي 40-45% من الاستهلاك.
زراعة مربحة
وعقّب المدير التنفيذي لاتحاد المزارعين عباس ملحم على زيادة زراعة التين بأنه مربح وسعره جيد ومشجع للمزارعين.
وأضاف أن ثمار التين مرغوبة، وموسمها يأتي بفترة لا يكون فيها تواجد للفواكه بموسمها غير العنب والصبر، كما أن شجرة التين لا تحتاج لرعاية مكلفة مقارنة بغيرها من الأشجار.
وأكد ملحم أنه بالسنوات الأخيرة عادت زراعة الصبر كمادة تجارية ومنتوج تجاري يمكن تسويقه، فزادت زراعته.
أضف إلى ذلك أنه فاكهة مرغوبة محلياً، وقد أصبحت هنالك صناعات تعتمد على الصبر كمواد التجميل بالإضافة لوجود وعي لدى الناس بفوائد الصبر.
الإنتاج كافٍ محليا
وعن الاكتفاء الذاتي قال ملحم إن الصبر حتى الآن يكفينا في موسمه، وفي حال زادت رقعة زراعة الصبر فإن الاستهلاك سيستوعبها.
أما إنتاج التين فيكفينا "من الثمر الطازج"، ولكن لا توجد كميات فائضة عن الحاجة يمكن تصنيعها لتين مجفف.
وأوضح ملحم أن إنتاج التين المجفف يحتاج لاستثمار من ماكنات للتصنيع والتجفيف، بالإضافة لسعره المرتفع.