الرئيسية » الاخبار الرئيسية » سياسي »
 
19 حزيران 2015

الحصاد في غزة: سباق مع الزمن

قبل أن يحن موعد الحصاد، لعب مزارعو غزة بعداد الزمن فحصدوا المحصول قبل أوانه حفاظا على جهودهم من الضياع.

\

غزة- بوابة اقتصاد فلسطين| أسامة الكحلوت-  يسابق المزارعون، في غزة، الواقعة أراضيهم على السياج الفاصل مع إسرائيل، الزمن، لجني محاصيلهم، قبل استهدافها من قبل قوات الاحتلال.

ومن خلال الاعتداءات المتكررة المدروسة، مثل: رش المواد السامة، إحراق المزارع، إطلاق القنابل، إطلاق الرصاص بذريعة الأجسام المشبوهة، التجريف.. تبعث قوات الاحتلال برسالة إلى المزارعين، تفاصيلها "ارحلوا من هنا سنأخذ قوتكم".

يقول المزارع أكرم أبو مغضيب (37 عاما) من سكان شرق دير البلح، الذي تقع أرضه بمحاذاة الشريط الحدودي البالغ طوله 360 كم، إنه يجبر على حصد محاصيله (القمح، الشعير، الذرة) قبل أوانها بشهر تقريبا بسبب الاستهدافات المتكررة من قبل قوات الاحتلال. 

وكانت طائرات الاحتلال أمطرت جزءا من اراضي أبو مغضيب المزروعة بالزهرة بالقنابل المضيئة ما أدى الى احتراقها.

​وحصدُ المحاصيل قبل موعدها يعنى أن الثمرة لا تصل لمرحلة النضج والجودة المطلوبة، ويكون وزنها أقل ما يقلل الربح.

ويبيع المزارعون في غزة، حبوب القمح بـ2 شيقل للكيلو الواحد، وفى حال انتظروا المحصول حتى ينضج فان الاستفادة تكون بالأوزان التي تمثل ربحهم الحقيقي من هذا المحصول.

ويعتمد المزارعون في تلك المناطق، على المحاصيل الموسمية، التي يتم جنيها باستمرار، لأن قوات الاحتلال تعمد خلال اجتياحها لأي منطقة حدودية على اقتلاع أشجار النخيل والزيتون.

ويؤكد أبو مغضيب، أن الانتهاكات ما تزال مستمرة حتى الآن. لذلك من الصعب عليهم أن ينتظروا المحاصيل إلى حين نضجها خشية من قيام الاحتلال بحرق باقي محاصيلهم.

وناشد أبو مغصيب، وزارة الزراعة، والرئيس محمود عباس، ضرورة دعم المزارعين من خلال تعويضهم عن خسائرهم التي لحقت بهم طوال العام، بعد حرق محاصيلهم وتجريف أراضيهم الحدودية.

\

والحال ذاته، لدى المزارع نعيم (38 عاما)، ابن عم أبو مغضيب، الذي يعتمد على الزراعة لإطعام أسرته إذ يعاني من الاعتداءات المتكررة لقوات الاحتلال.

وقال المزارع نعيم: "بدأنا موسم الحصاد قبل موعده بشهر تقريبا تجنبا لإطلاق النار علينا من قبل جنود الاحتلال المتواجدين في الثكنات العسكرية المقابلة لنا طوال فترة العمل الصباح برفقة العمال، وخوفا على المحصول من الحرق، وبذلك نحافظ على محصولنا اليوم قبل حرقه غدا، ونجني تكاليف الزراعة على الأقل".

ويتواجد، على طول الشريط الحدودي، ثكنات عسكرية تحتوي على أدوات تقوم بمراقبة السياج الفاصل. ويطلق جنود الاحتلال النيران على أي شخص أو "جسم مشبوه" يقترب منه بنحو 150 متر.

وما يزيد الطبلة بلة، استهداف الاحتلال الأراضي الزراعية والمحاصيل الحدودية، طوال فترة العدوان الأخير على قطاع غزة، إذ قاموا بتجريف الأراضي وتخريب شبكات الري، فيما لم يحصل المزارعون حتى الآن على أي تعويضات، يقول المزارع أبو مغضيب.

بدوره، قال مدير المشاريع في اتحاد لجان العمل الزراعي، بشير الأنقح، إن الاتحاد دعم المزارعين في زراعة 2000 دونم بمحصول القمح خلال نهاية السنة الماضية. وأضاف،  لقد ساهمنا أيضا بالبذور وحرث الأرض ومد خطوط الري لأراضي المزارعين.

وأوضح: نقوم بتعويض المزارعين بحسب المشاريع الواردة إلينا، ولا نستثني أي مزارع من التعويضات على مستوى قطاع غزة.. مشيرا إلى أن الاعتماد يكون على المساعدات الخارجية في التعويض التي قد تتأخر أحيانا.

وأشار خلال حديثه، إلى أن طائرات الاحتلال قامت خلال الأيام الماضية برش الشريط الحدودي بمادة "الرندب" الحارقة للاعشاب والاشواك المرتفعة ؛بذرائع أمنية، موضحا، أن هذه المادة تطايرت على مسافة 600 متر داخل الأراضي قطاع غزة، ما تسبب بحرق الكثير من المحاصيل.

وبلغ عدد الدونمات المحروقة (191 دونم) زراعي تضرروا بشكل كلي ومباشر في المنطقة الشرقية، خاصة بخانيونس ودير البلح ورفح.

ومن المفروض أن يجني الدونم المزروع بالقمح 400 كيلو. ومن المتوقع ان تصدر قريبا وزارة الزراعة إحصائية لمحصول القمح لهذا العام، ومقارنتها بالعام الماضي، يقول الانقح.

مواضيع ذات صلة