الرئيسية » في دائرة الضوء »
 
31 تموز 2016

مشاريع إنقاذ مياه غزة: بعضها قيد الإنجاز وآخر ينتظر التمويل

حوالي 96.5% من مياه الخزان الجوفي في قطاع غزة تعاني من ارتفاع في نسب الأملاح أو ارتفاع في نسب النترات أو كلاهما معا.

\

غزة- إسلام راضي- بوابة اقتصاد فلسطين

تقترب سلطة المياه في قطاع غزة من إتمام مشاريع المرحلة الأولى لوضع حلول لأزمة المياه عبر إنشاء ثلاث محطات للتحلية صغيرة ومحدودة الكمية، لكنها تبقي تواجه مصاعب هائلة فيما يتعلق بتنفيذ المرحلة الثانية بحل استراتيجي لا غنى عنه يقوم على إنشاء محطة تحلية مركزية.

وباشرت سلطة المياه هذه الأيام في تنفيذ المرحلة الثانية من محطة تحلية خان يونس على أن تنتهي من المشروع في سبتمبر المقبل بحسب نائب رئيس سلطة المياه الفلسطينية ربحي الشيخ.

وقال الشيخ في مقابلة خاصة مع مواقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إن محطة التحلية في خان يونس جزء صغير من خطة توفير كميات مياه إضافية لقطاع غزة تقوم في مرحلتها الأولى على إنشاء ثلاث محطات تحلية صغيرة الحجم تنتج بالإجمال 13 مليون لتر مكعب بالعام، وكان تم تشغيل محطتي تحلية في شمال ووسط القطاع.

وأوضح الشيخ أن محطة خان يونس التي مول الاتحاد الأوروبي المرحلتين الأولى والثانية من إنشائها بدعم 20 مليون يورو ستوفر المياه لحوالي 75 ألف مواطن بسعة إنتاج يصل إلى 7.5 مليون لتر مكعب في العام.

ومن المتوقع أن يصل عدد سكان قطاع غزة إلى 2 مليون و160 ألف نسمة بحلول عام 2020 وهم سيحتاجون لشرب 120 مليون متر مكعب من المياه سنويا لكن الواقع الراهن لا يضمن قطرة ماء واحدة من هذه الكمية.

إذ يعاني قطاع غزة من أزمة حادة فما يتعلق بتلوث مياه الخزان الجوفي.

ويقول الشيخ إن مصدر المياه الوحيد لقطاع غزة تقريبا هو الخزان الجوفي وكمية المياه المتاحة فيه تتراوح ما بين 55 إلى 60 مليون لتر مكعب في العام لطبيعة موقع القطاع الصغير جغرافيا إضافة إلى أن إسرائيل تستنفذ كميات كبيرة من مياه هذا الخزان وما يتبقى للقطاع هو جزء صغير.

ويضيف أن السعة الإجمالية للخزان الجوفي لقطاع غزة حوالي 450 مليون لتر كعب في العام لكن ما هو متاح لقطاع غزة يتراوح بين 55 إلى 60 مليون لتر مكعب، فيما أن احتياج القطاع حاليا للاستخدام الزراعي والمنزلي والصناعي يصل إلى حوالي 200 مليون لتر مكعب.

وبين أنه لتوفير هذه الكمية تضطر سلطة المياه إلى استخراج كميات المياه من الخزان الجوفي أكثر من طاقته الإنتاجية الأمر الذي يترتب عنه انخفاض في مستويات المياه الجوفية وتداخل مياه البحر معها وبالتالي زيادة نسبة الملوحة.

وبحسب الشيخ فإن حوالي 96.5% من مياه الخزان الجوفي في قطاع غزة تعاني من ارتفاع في نسب الأملاح أو ارتفاع في نسب النترات أو كلاهما معا.

ويقول "للأسف نتيجة الضخ بكميات مهولة على مدار 20 عاما السابقة تم استنزاف باطن الأرض والمياه الجوفية في غزة ما أدى لاندفاع مياه البحر نحو الخزان الجوفي وذلك زاد ملوحة المياه بمعايير أكثر بكثير من المعايير الدولية للاستخدام الإنساني ".

ويضيف أن "الخزان الجوفي ملوث لدرجة أننا لو أخذنا معاير منظمة الصحة العالمية فهو ملوث بخمسة أضعافها نتيجة تسرب الأملاح الزائدة ونسبة النيترات في المياه ".

ويشير إلى أنه بينما تحدد منظمة الصحة العالمية نسبة ملوحة المياه ب400 وحدة للتر فإن أغلب مناطق قطاع غزة وصلت إلى 2200 وحدة للتر بل إن بعض المناطق النائية تجاوزت 3 و4 ألاف وحدة للتر.

وبخصوص النتيرات في المياه فإن منظمة الصحة العالمية تحددها ب45 ملم في اللتر إلا أن الشيخ يقول إن مياه الخزان الجوفي في غزة تسجل معدلات تصل إلى 400 ملم في اللتر.

ولمواجهة هذا الواقع تعمل سلطة المياه ضمن رؤيتها على المديين المتوسط والطويل لإنشاء محطة تحلية مركزية تخدم إجمالي قطاع غزة وتنتج بالمرحلة الأولى 55 مليون لتر مكعب في العام وبتكلفة تصل إلى حوالي نصف مليار دولار.

ويوضح أن إنتاج المحطة المذكور سيخصص للاستخدام المنزلي، وهو مشروع لا يزال في إطار إعداد الوثائق وإعداد التصميمات مع اعتماد الشروع فيه على توفير التمويل اللازم له.

ويبين الشيخ أنه تم تلقي تعهدات بتوفير حوالي 60% من تكاليف المشروع من صناديق التمويل العربية والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي ودلو مثل فرنسا والكويت، علما أن إنجاز المشروع يحتاج من ثلاثة إلى أربعة أعوام عند الشروع فيه.

وهو يحذر بهذا الصدد من أنه في حال تباطؤ إنجاز المشروع " فإن الخزان الجوفي لقطاع غزة سيعاني من ضرر لا عودة فيه، بمعني نوعية المياه في الخزان ستكون مياه بحر خالصة وتحتاج لتحلية كاملة، وهذه الحالة سترتفع تكلفة المشروع إلى 700 مليون دولار في حال تم تأخير المباشرة به حتى حلول عام 2020".

وكان أدرج قبل شهور مشروع إنجاز محطة التحلية المذكورة ضمن أنشطة اتحاد الدول الأورومتوسطي الذي اعتبره ألوية ملحة لسكان قطاع غزة على المستوي الإنساني.

ويشدد الشيخ على الحاجة إلى دعم سياسي إلى جانب الدعم المالي المهم لتسريع وتيرة مشاريع إنقاذ وضع المياه في قطاع غزة في مواجهة ظروف غزة من حصار وإغلاق إسرائيلي عوضا عن استمرار الانقسام الداخلي.

وإلى جانب ما تنفذه من مشاريع فإن سلطة المياه في غزة تعمل -بحسب الشيخ- تعمل على زيادة كميات المياه التي يتم استيرادها من إسرائيل وتبلغ حاليا حوالي 7.5 مليون لتر مكعب سنويا إلى 20 مليون لتر مكعب إلى حين إنجاز مشروع محطة تحلية المركزية.

مواضيع ذات صلة