خريجة تبتكر جهاز تشتيل يدرّ ملايينا على المزارعين
نجحت خريجة من كلية الزراعة في جامعة القدس المفتوحة في جنين بابتكار جهاز "تشتيل" يدر ربحا بالملايين على سوق الأعشاب الطبية.
جمة أبو الحسن، المهندسة الزراعية خريجة كلية الزراعة في جامعة القدس المفتوحة بجنين، صنعت حلمها بنفسها، فلم تستلم شهادتها وتخرج لسوق العمل باحثة عن فرصتها ما بين أعداد هائلة من المنافسين، ولم تتملكها روح اليأس، بل خاضت تجربتها الريادية ضمن برنامج "مشروعي يبدأ بفكرة" لتفوز بالمرتبة الاولى، مركزةً فكرة شركتها المستقبلية في مجال دراستها "الهندسة الزراعية".
عن المشروع؟
يعمل هذا البرنامج -التابع لمؤسسة فلسطين للتنمية ضمن صندوق الاستثمار الفلسطيني- بالتعاون مع جامعة بيرزيت وبشراكة عدد من الجامعات الفلسطينية، على تمكين الطلاب المشاركين من انشاء مشاريع استثمارية بالشراكة مع أحد معارفهم.
المشاريع التي رُشحت للبرامج ضمن المسابقة التي فازت بها جمة ابو الحسن كان عددها (470) مشروعاً وفكرة ريادية، حصدت فيها جمة المرتبة الاولى بابتكارها جهاز إلكتروني لتشتيل النباتات الطبية والعطرية وتعقيلها، وكان مشروع جمة ضمن أفضل (11) مشروعاً وصلَ لنهاية البرنامج.
وقالت الخريجة أبو الحسن لمراسلة مجلة آفاق البيئة والتنمية أن الجهاز الذي ابتكرته يمكنه تعقيل وتشتيل وتقطيع النباتات وغرسها وريها في صواني التشتيل، وهي آلية مضمونة لتوفير الوقت والجهد اللازمين، كما انه يمكن عبره إنتاج أشتال صحية خالية من الأمراض الشائعة بين أصناف هذه النباتات كالأمراض الفيروسية، والفطرية، والبكتيرية.
الحاجة أم الاختراع
ابتكرت جمة مشروعها من خلال عملها في المشاتل خلال دراستها للهندسة الزراعية، فعملت يدًا بيد مع العاملات في المشاتل، ولامست المعاناة في التشتيل، حيث رأت أنه يأخذ وقتا طويلا من العاملات، فابتكرت هذا الجهاز ليسهل العمل على اصحاب المشاتل ويقلص من الوقت الضائع في هذه العملية.
ومن ناحية أخرى هي تعلم تماما بحكم تخصصها أن نسبة عالية من الصادرات الفلسطينية هي عبارة عن نباتات طبية، وبالتالي يحتاج سوق العمل إلى جهاز تسريع التشتيل ليساهم في زيادة وسرعة الانتاج، بما يتناسب وأهمية الأعشاب الطبية في فلسطين وضرورة أن يحظى نشاط الزراعة بالتطور المستمر لأهمية هذا القطاع.
كما أن هذا الجهاز سيقلل حتما من تكاليف وسعر هذه النباتات مقارنة بغيرها من الأصناف النباتية، كما أنه يشجع زراعة هذه النباتات، ومن هنا كانت الضرورة لتلبية حاجة السوق برفده بهذا الجهاز.
إلى المرحلة العملية
قامت جمة بصقل الفكرة في مخيلتها، بعد زيارتها وعملها في عدة مشاتل، حيث رسمت التصميم وطلبت من شركة ومصنع المراح "الجلبوني" أن تنفذه.
تقول "كنت أعطيهم التصميم الذي أريده وهم يركّبون القطع، بالبداية واجهتنا صعوبة في تركيب القطع، ما دفعنا للمحاولة مرات عدة إلى أن نجحت الفكرة، وتم الخروج بجهاز كتصميم أولي".
الجهاز في متناول من يريده
وفي إجابة على سؤال مراسلتنا إن كان الجهاز متاحا لاستخدام اصحاب المشاتل قريبا، قالت جمة أنه يمكن لصاحب المشتل ان يمتلكه، ويضيفه إلى أجهزته الأخرى من جهاز الزرّاعة والحصّادة.
الا أن الجهاز غير مصنع أو معروض في مكان معين، بل على صاحب المشتل ان يطلبه من المصنع الذي يمكنه صناعة 30 قطعة منه، وبناء على اتفاقية بين الطرفين بدفع مبلغ أولي من ثمنه يتم المباشرة بتصنيع الجهاز، والعملية لا تتجاوز الشهر في أقصى مدة.
الجدوى الاقتصادية
قد يتساءل المزارع او صاحب المشتل عن جدوى هذا الجهاز الاقتصادية، وما يمكن ان يساهم به لزيادة الربح. توضح جمة "قبل البدء فيه عملنا في المشاتل زرنا أكثر من مشتل لنخرج بجدوى اقتصادية، وخلال تلك الزيارات والعمل مع أصحاب المشاتل اخبرونا أنهم بحاجة لقطع أخرى للري، فتم تطوير الجهاز ليلبي حاجاتهم ومقترحاتهم، وكل إضافة تكون مقابل إضافة التكلفة، حيث يمكن للمزارع أن يشتري الجهاز بـ 20 ألف دولار دون إضافات ".
ويبلغ سعر الجهاز نحو 20 الف دولار، وهو بقوة إنتاجية عالية، يمكنه إنتاج 5000 شتلة كل ساعة، ويبلغ صافي الارباح للمزارع 2 مليون دولار، ومهمة الجهاز هي اعطاء المزارع او صاحب المشتل وسيلة تحقيق الربح.
وتؤكد جمة أن الجهاز غير موجود إطلاقا في العالم، حيث تم البحث عنه او عما يشابهه على شبكة الانترنت، كما تم استشارة خبراء وزائرين للدول الأخرى عنه، إلا أنهم أكدوا أن المنتج غير موجود في العالم، لذلك سيتم تسجيله كبراءة اختراع.
وقالت جمة أن اجراءات تسجيله سارية في وزارة الاقتصاد الوطني بالتعاون مع مؤسسة بيرزيت وجامعة القدس المفتوحة، معتقدة أن الاجراءات لن تأخذ وقتا طويلا.
نصيحة جمة
جمة فتاة صنعت فرصتها بنفسها في سوق العمل، ولم تبخل على زملائها من الخريجين بالنصيحة عبر توجيههم كمبادرين ورياديين وأصحاب أفكار خلاقة خلال تنفيذ مشاريعهم.
يذكر أن الخريجة جمة هي الوحيدة التي وصلت لنهائيات البرنامج، وأيضاً من القلائل الذين قاموا ببناء مشروعهم بشكل كامل خلال البرنامج الذي وصلت مدته لسنة تقريباً، بينما بقيت المشاريع والأفكار الأخرى نماذج تجريبية أو أفلام على الحاسوب تضم التصميم والفكرة فقط،.
المصدر: مجلة آفاق البيئة