مشروع غزّي يحوّل مخلفات البلاستيك لمنتجات جمالية
تعمل شابات من قطاع غزة بحرفية عالية في الصنارة والغزل، لكن هذه المرة ليست بخيوط الصوف المعروفة وإنما بأكياس نايلون مجمعة من المنازل والشوارع.
غزة- إسلام راضي – بوابة اقتصاد فلسطين
السيدة زينب عزيز (25 عاما) صاحبة فكرة مبتكرة، مبدؤها إعادة تدوير مخلفات البلاستيك والنايلون من خلال مشروع "التراث الجديد" الى أدوات جمالية منوعة من دمى وقبعات وحقائب ومشغولات يدوية للعرائس، وأدوات للزينة.
استمدت زينب فكرة استغلال أكياس النايلون من برنامج تلفزيوني وثائقي أوضح مخاطر البلاستيك على البيئة، وأبرز الحاجة إلى ابتكار مشاريع مميزة لإعادة تدويره، وهو ما وجدته باستخدامه في منتجاتها.
وسرعان ما تمكنت زينب من توسيع مشروعها لتستوعب فيه نحو 20 خريجا وخريجة من الجامعات.
وهي حاصلة على شهادة بكالوريوس في الدراسات الإسلامية وأخرى في اللغة العربية بمعدل لا يقل عن 80%، لكنها لم تنل فرصة العمل بمجال دراستها بما يخدم مجتمعها ويحقق لها مردودا ماليا يفي بمتطلبات أسرتها.
مبدأ العمل..
بعد جمع أكياس النايلون وغسلها وتعقيمها وتجفيفها تقوم زينب ومساعداتها بتقطيع النايلون إلى خيوط ومن ثم لفه وتحويله لكرة تشبه كرة الصوف لاستخدامه في غزل المنتجات.
وعوضا عن جمالية منتجات النايلون فإنها تتحمل الرطوبة ويسهل غسلها وتنظيفها كونها لا تحتفظ بالماء مثل الصوف والأقمشة الأخرى.
وينتج المشروع ألعاب أطفال مختلفة الأشكال والأحجام ومنتجات متعددة من اللوازم المدرسية إلى جانب قبعات رأس صيفية وحقائب للرحلات وشراشف طاولات عوضا عن أشكال متعددة من منتجات الزينة.
وتقول مريم إحدى مساعدات زينب إنها وجدت في هذا المشروع فرصة لتجربة مجال عمل جديد، وهو فن حظي باستحسان الكثيرين من الزبائن.
وحظيت منتجات هذا المشروع بفرصة العرض خلال معرض للتراث والمشغولات اليدوية أقيم مؤخرا في غزة، ولقي اعجابا كبيرا من الزوار.
أم محمد إحدى زوار المعرض أبدت إعجابها بالفكرة، كونها تحول مصير أكياس النايلون من الإلقاء في الشوارع وتشويه مظهرها الى أدوات زينة وما شابه.
تحديات ورؤى
وتقول زينب عن ذلك إن أكبر تحدياتهن عدم وجود مقر لاحتضان أعمالهن، ما يجبرهم على العمل من المنازل، وهو ما يكبدها مزيدا من الجهد والوقت إلى جانب التكاليف المالية للإنتاج.
وتأمل زينب أن يحظى مشروعها بدعم رسمي أو أهلي لتطويره وتوسيع آفاق إنتاجه، وذلك لتوفير فرص المزيد من فرص العمل.
ويتجمع العاملون في المشروع مرة على الأقل أسبوعيا للاتفاق على أفكار جديدة وذلك في حديقة عامة، وهم يعكفون حاليا على تجهيز منتجات خاصة بعيد الفطر.
ولمشروع التراث الجديد صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) تحمل اسمه ويستغلها القائمون في ترويج منتجاتهم واستقبال أفكار جديدة لتطويرها إلى جانب تلقي طلبات شراء المنتجات .