من مصروفات نتنياهو خلال 2014: 27 ألف لخبراء نفسيين
بعد الضجّة التي أثارها الكشف عن تكاليف رحلة نتنياهو إلى الأمم المتّحدة؛ تكشّفت بالأمس تفاصيل جديدة تتعلّق بمصروفات مقرّي إقامة نتنياهو في قيسارية والقدس. 1.9 مليون شيكل هي القيمة الإجمالية لفواتير قصور نتنياهو، شملت، على سبيل المثال، مصاريف الماء، والكهرباء، والبستنة، ودعوات الولائم، والتنظيف، وحصص التناخ في بيت رئيس الوزراء، إضافة لاستئجار اختصاصيين نفسيين. كلّ ذلك يشمل 1.1 مليون شيكل من إجمالي المصروفات، أمّا الجزء المتبقّي فلم يتمّ الكشف عنه لاعتبارات تتعلق "بخصوصيات عائلة نتنياهو".
ترجمة مالك سمارة- عن كالكاليست وذا ماركر
ولعلّ أكثر ما يلفت النّظر في تلك المصروفات؛ هو استقدام خبراء في علم النفس لمقرّ إقامة نتنياهو بين نهاية عام 2013 و 2014، كما يتبيّن من خلال الفواتير التي كشفها مكتب رئيس الوزراء بالأمس، دون تقديم تفسيرات واضحة لمثل هذا الإجراء، لكنّ مسؤولين حكوميين قالوا إنّ مهمّة أولئك الخبراء كانت تشمل فحص العمّال المرشّحين للعمل في مقرّ إقامة نتنياهو من جهة، واستجواب العاملين المقيمين في المنزل وإبداء رأيهم بخصوصهم.
وفيما يتعلّق بدروس التناخ في بيت رئيس الوزراء، والتي حضرها حوالى 100 شخص خلال شهر يونيو في 2014، فقد كلّفت 8.440 شيكل ، من أموال دافعي الضرائب، خلال الشهر ذاته، بينما تُظهر فواتير شهر أكتوبر أنّه تمّ دفع 7.174 شيكل، من أموال دافعي الضرائب، ثمناً للمرطّبات خلال تلك الدروس.
ولا تشمل أموال دافعي الضرائب تكاليف ولائم نتنياهو وعائلته فحسب؛ بل ضيوفه أيضاً، ففي شهر أبريل من عام 2013؛ تمّ دفع 79.7 شيكل مقابل أربع ولائم غداء خلال اجتماع خاص لمكتب رئيس الوزراء، بينما بلغت تكلفة الولائم خلال زيارة الرئيس الفرنسي في نوفمبر من العام نفسه 8.555 شيكل.
وتظهر الفواتير، أيضاً، إسراف عائلة نتنياهو في مقتنيات الزهور من مختلف الأصناف، إذ كلّفت تلك المشتريات ما مجموعه 7.500 شيكل خلال عام 2014. ثمّة إسرافٌ أيضاً في مشتريات المرطّبات والفطائر والمعجّنات المختلفة، بتكلفة بلغت 39 ألف شيكل خلال العام ذاته، مع العلم أنّ هذه المشتريات لا تشمل نفقات الطّعام الرئيسية في بيت رئيس الوزراء، إذ ظلّت تلك النفقات من بين الأمور التي رفض مكتب نتنياهو الكشف عنها.
وفي يناير 2014؛ تمّ دفع ما مجموعه 10.030 آلاف شيكل نظير عمليّات فحص بواسطة الأشعة تحت الحمراء والمعدّات الإلكترونية، وذلك من أجل إصلاح أنظمة المياه في بيت نتنياهو، بينما تراوحت فاتورة المياه في فيلا نتنياهو الخاصة بقيسارية بين 1700-2000 شيكل شهرياً، وهي لا تشمل تكاليف تعبئة البركة، بينما تراوحت فاتورة الكهرباء بين 1500-2000 شيكل شهريّاً، وهذه نفقات مرتفعة بالنّظر إلى أن أفراد عائلة نتنياهو يمكثون خارج البيت معظم أيام السنة.
- تجديد "فيلا" نتنياهو الخاصة
عطفاً على ما سبق؛ تجدر الإشارة إلى أنّ تلك الفواتير، التي تُدفع من جيب دفاعي الضرائب، لا تشمل تكاليف الإقامة الرسمية لنتنياهو في القدس فحسب؛ بل تتضمّن أيضاً تكاليف "الفيلا" الخاصّة به في قيسارية، وذلك بموجب قرار اتّخذته لجنة المالية منذ سنوات التسعينات، والذي ينص على إمكانية الاقتطاع من أموال دافعي الضرائب بهدف " الحفاظ على الوضع القائم للمنزل الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي."
لكن وفقاً لجريدة كالكاليست العبريّة؛ فإنه من المفترض أن يتمّ اللجوء للجنة خاصة في مكتب رئيس الوزراء، حينما لا يكون واضحاً إذا ما كان الغرض من عمليّة الصيانة هو الحفاظ على "الوضع القائم" لبيت رئيس الوزراء، أو تحسينه. لكن هذه اللجنة، التي تتألف من المستشار القانوني للمكتب، والمحاسب، والممثّل عن قسم الإدارة؛ سبق وأن حلّت نفسها خلال عام 2015 بعد أن أدرك أعضاؤها أنّهم ليسوا إلّا "أداةً لتجديد بيت نتنياهو على حساب العامّة"، بحسب تعبير الصحيفة.
على ضوء ذلك؛ تكشف الفواتير أنّه خلال عمليّات الإصلاح في فيلا نتنياهو بقيسارية؛ تمّ استبدال الستائر الكهربائية بتكلفة بلغت 12 ألف شيكل (والحديث هنا عن ستائر فاخرة)، وقد جرى أيضاً استبدال مكبّرات الصوت بتكلفة بلغت ألفي شيكل، وهذه أمثلة واضحة على أنّ قسماً من المصروفات لم تكن بهدف الصّيانة والحفاظ على الوضع القائم فحسب.
- لغز النصف مليون
ومن بين كلّ الفواتير التي تمّ الكشف عنها؛ لا يزال محامي نتنياهو، ديفيد شمرون، متحفّظاً على كشف فواتير أخرى بقيمة 800 ألف شيكل. غير أنّ المستندات المنشورة بالأمس، والتي تُظهر أوجه إنفاق تلك الفواتير دون أن تذكر المبالغ التفصيلية لها، تُظهر أن باقي تلك الفواتير دُفعت لغرضين رئيسيين، وهما: الاتصالات والمأكولات.
ففيما بتعلّق بالاتصالات (تشمل الإنترنت والهاتف والتلفزيون والجرائد)؛ يتبيّن أنّ حجم المصروفات في هذا المجال قد بلغ 350 ألف شيكل، غير أنّ التستّر على هذه الفواتير كان جزءاً من الاتفاق المبدئي بين مكتب رئيس الوزراء، و"الحركة من أجل حرّية المعلومات"، وهي الجهة التي قادت حملة الكشف عن تلك الفواتير.
لكنّ القيمة المتبقّية من الفواتير، والبالغة حوالى نصف مليون شيكل، فلم يبقَ إلّا أن تكون، في معظمها، تكاليفاً لمقتنيات المواد الغذائية، والولائم، وخدمات الغسيل، ومشتريات النبيذ، وهذه، بمجملها، تشكّل مئتي فاتورة يرفض محامي نتنياهو الكشف عنها إلى الآن.
في مقابل ذلك؛ اعتبر مكتب رئيس الوزراء أن هذه الوثائق لم تكشف سرّاً، مضيفاً: "هذه البيانات نشرت قبل عام، والمدفوعات صُرفت وفقاً لقرار المستوى المهني، ووفقاً للقانون الساري على كلّ رؤساء الوزراء السابقين، ومحاولة خلق معيار خاص لرئيس الوزراء نتنياهو هو أمر غير مقبول بالأساس."