ضمير الموظف.. قبل «البصمة»!
لا تنتظروا من البصمة أن تقضي على فوضى الحضور والانصراف اليومي لموظفي الدولة أو أن تزيد من إنتاجية الكثير من الموظفين، فالأمر أولاً وأخيراً يتوقف على ضمير هذا الموظف وشعوره الداخلي بالواجب والمسؤولية التي يأخذ على تأديتها معاشا شهريا، فيه كل دينار ينطح دينارا.
قد يكون لتواجد البصمة دور في دفع الموظف إلى الحضور وبالساعات والدقائق المحددة، هذا جائز، لكنه وبالمقابل هناك تحايل كثير من بعض الموظفين في كيفية التعامل مع طويلة العمر البصمة، من خلال الحضور المبكر والتوقيع بالبصمة، وبعدها الإسراع أيضاً الى السيارة والعودة الى البيت لتكملة النوم أو الذهاب الى مكان آخر كالمقهى لشاي الضحى أو الذهاب الى إنجاز أعمال تجارية أخرى حتى ما قبل ساعات الانصراف، حيث العودة مرة أخرى إلى البصمة لتوقيع الانصراف، وبذلك يكون فك الفك بين الموظف وساعات العمل باعتبار ان التوقيع موجود، وبذلك فإن الراتب موجود في آخر الشهر بعيداً عن الخصومات أو المساءلة عن الغياب.
قبل، ست الوظيفة، ما غيرها البصمة، كان التوقيع على كشف لدى مكتب الدوام، وكان الموظف يأتي طواعية في الصباح للتوقيع على الكشف، ثم الى حيث مكتب الوظيفة، وفي ساعة الانصراف يأتي مرة أخرى للتوقيع على كشف الانصراف ويقف بانتظار المجيء بالكشف عليه ثم إلى البيت، هذا كان قديماً حين كان الموظف لديه شعور بالواجب وإحساس بالمسؤولية، وضمير حي يدرك من خلاله بقيمة الراتب الذي يتقاضاه، وبدوره الوظيفي الذي جاء من أجله باختلاف الكثير من موظفي هذا الزمان، الذين لا يريدون سوى الراتب، لكن حين تسألهم عن ساعات الحضور اليومي لا ترى منهم سوى صدود من الوظيفة وهروب من واجب كان عليهم تأديته.
معظم مواقع القطاع الخاص الوظيفية لا تعرف البصمة لموظفيها، ومع ذلك ترى ان هذا الموظف يعرف ساعة الحضور صباحاً وساعة الانصراف بعد انتهاء الدوام، ويعرف ان عليه واجبا بالوظيفة يجب أن يؤديه بكل أمانة وصدق رغم ان راتبه قد يكون أقل من راتب موظف الحكومة، كل هذا يعود الى ان القطاع الخاص يعرف الموظف فيه قيمة العمل ويدرك ان هناك محاسبة حين الإخلال بالأداء الوظيفي. موظف الحكومة مدلل بالراتب وبالغياب غير المسؤول حتى بوجود الإمبراطورة البصمة، لأن هذا المسؤول يشعر انه لا محاسبة له من المدير الذي هو أصلاً يحتاج الى محاسبة لعدم التزامه بساعات العمل. حتى الوكلاء المساعدين ترى بعضهم لا يأتون الى المكتب إلا بعد انتهاء أعمالهم الخاصة، فأي بصمة تتحدثون عنها.
*نقلا عن القبس الكويتية