تجنب الانخداع بالانطباعات الأولى عند التوظيف بأربع خطوات
لم تعد الشهادة هي الفاصل الوحيد الذي يدفع أصحاب الشركات لاختيار الموظفين على أساسها، فقد تكون من حملة الشهادات العليا لكنك لا تتقن التواصل مع زملائك بالعمل.. النصائح التالية تساعدك أثناء مقابلة التوظيف في تجنب الوقوع في شرك الانطباعات الأولى.
خلال مقابلة التوظيف عليك اتباع النصائح التالية:
1. ركّز على التصرفات بدلاً من الصفات.
تحفل أيّ سيرةٍ ذاتية أو رسالة مرفقة بصفات مثل “يتمتع بروح الفريق”، و”نشيط”، و”صاحب ذهنية تحليلية”، و”مبدع”. فكل مرشح حريص على أن يبدو الأكثر تأهلاً للمنصب الشاغر. لاحظ أسلوب المرشح حين يصف نفسه بأنه “يتمتع بروح الفريق”، هل يذكر أو يمتدح إسهام غيره حين يتحدث عن إنجازاته؟ اطرح عليه سؤالاً مثل: “اذكر ثلاثة أمور فعلتها خلال الأشهر الستة الماضية وتفخر بها جداً”، ولا تكتف بما يسرده من إنجازات ولكن راقب عن كثب كيف يقوم بذلك: ماذا فعل بالتحديد، وكيف تناول الموضوع، وهل سلط الضوء على نفسه أو على فريقه بأجمعه؟ حاول قراءة ما بين السطور واستشفاف اعترافه بفضل زملائه أو مرؤوسيه أو أي شخص آخر. وأفضل من ذلك أن تقوم بمقابلة سلوكية على النحو التالي: إذا كنت تبحث عن مهارات العرض والتقديم أو مهارات البحث والتحليل، فاطلب من مرشحك إلقاء عرض تقديمي أو تقديم بحث تحليلي. فليس أسهل من سرد الصفات الرائعة الخادعة، أما التصرفات العملية فهي أكثر دقة وموضوعية وتوفر مناخًا حقيقيًا للتقييم الصحيح.
2. أنصت إلى المتعلمين من أخطائهم.
“أخبرني عن فشل مررت به”. نعم، قد يكون هذا سؤالاً تقليديًا في مقابلة التوظيف لكنه يميط اللثام عن الكثير من شخصية المرشح الجالس أمامك إذا أحسنت تحليل إجابته. ما الذي كان وراء فشله؟ هل يعزو فشله إلى عدم اختصاصه بالمشكلة، أو حظه السيء، أو صعوبة المهمة أو غيرها من الأعذار؟ جميع ما سبق يشير إلى الفشل مع إخفاق واضح في جعل التعلم والاعتبار جزءًا مما حصل. أنصت إلى المرشح الذي يحدد العوامل التي يمكن تغييرها والتحكم بها مستقبلًا، فهو وحده القادر على التعلم وأخذ الدروس مما يمر به من مشكلات.
3. تابع مهارات إدارة النزاعات.
يشير فريد فيدلر وزملاؤه إلى أهمية سؤال آخر: “أخبرني عن ماهية أقل شخص تفضل التعامل معه كزميل في العمل”. فإذا كنت تبحث عن شخص لملء محل شاغر يتطلب إجادة التعامل مع الأفراد، فراقب الإجابة التي تحصل عليها هل تختصر هذا الزميل في صفة من كلمة واحدة (مثلاً “صعب”، أو “عنيد”) أو تعطي صورة أكثر تفصيلاً للحالة (مثلاً “لم نتفق حول الطريقة التي ننجز بها المهمة لأن كل واحد منا تدرب بطريقة تختلف عن الآخر”). فطبيعة الصفات السرعة والقطع مما لا يسمح بفسحة لاستجلاء الأساليب الأخرى للتعامل مع الطرف الآخر. أما التفسير المفصل فيعطي المجال للتفاوض مع الطرف الآخر بشكل منتج.
4. راقب التلميحات غير اللفظية.
وأخيراً، حاول أن تنظر إلى ما هو أبعد مما يتلفظ به المرشح: كيف يعبر عن عواطفه ويقدم نفسه؟ يستذكر الدكتور فؤاد خبراته مع مالك الذي كان مظهره ينضح بالثقة في حين كانت لغة جسده تفضح شعوره بالقوة والتعالي، والتمركز حول ذاته، وقلة اهتمامه بغيره. وحتى لو حاول المرشح إظهار أفضل ما عنده من سلوك، تبقى هناك بعض الإشارات غير اللفظية التي لا تعكس الثقة بقدر ما تعكس قلة الاحترام، والتشامخ، والتقليل من شأن الآخرين: التواصل بالعين عند التحدث وتجاهل ذلك عند سماع الغير، واختراق المجال الشخصي للغير، والتبسم الذي يخفي وراء سخرية بالآخرين.
ينجح الأشخاص الذين يديرون مقابلات التوظيف في تجنب الوقوع في شرك الانطباعات الأولى أو الحدس المجرد حين يدركون العوامل التي تلعب في دائرة اللاوعي وقت المقابلة. وبوسعك استخدام الطرق التي فصلناها آنفًا لتسمع وترى بحدة أكبر وإن كانت الفسحة المتاحة لك للاختيار والمقابلة محدودة، وبهذا تصل إلى تقييم أفضل للمرشحين وتعرف الشخص الأصلح للمنصب الشاغر.
وكالات