طولكرم.. فائض بالمطاعم تحت جنح الخسائر
تشهد مدينة طولكرم ازدحاما كبيرا للمطاعم، فالمتجول في شوارعها بدءا من دوار شويكة إلى دوار جمال عبد الناصر إلى عمق المدينة يلاحظ كثرة المطاعم وتلاصقها، ففي 20 كم² يوجد أكثر من 100 مطعم.
جانب من أحد مطاعم المدينة
طولكرم| ميس أبو صالح- بوابة اقتصاد فلسطين
يقدر مدير دائرة العلاقات العامة في الغرفة التجارية يوسف الحاج قاسم عدد المطاعم في مدينة طولكرم بأكثر من 150 مطعما، مشيرا إلى أن ما وصفه بفائض المطاعم يعود لفوضوية السوق وعدم توجيه الاقتصاد.
ويتابع: أي مشروع ينجح في المدينة يغزوه المنافسون من أفراد وتجار و رؤوس أموال، سعيا وراء اقتسام ما يجنيه ذلك النشاط من أرباح تبدو أنها وفيرة.
لكن رئيس قسم الصحة والتراخيص د. يوسف عشاير في بلدية طولكرم: يقول "لا صلاحية لنا في دائرة الصحة والحرف والصناعات بالتحكم بعدد المطاعم في مدينة طولكرم، فمن يقدم رخصة رسمية، ويطبق الشروط والمعايير يتم الموافقة على طلبه".
وتمنح الرخصة للراغبين بافتتاح مطعم جديد بعد التقدم بطلب رسمي لمركز الخدمات في البلدية، مع وجود ملكية المحل، وموافقة الدفاع المدني على الأمن والسلامة العامة في المطعم، ثم تتم معاينة المطعم من قبل مدير الحرف والصناعات، حسب بلدية طولكرم.
ويضيف عشاير: يجب تزويد أي مطعم بمصدر مياه نقي، وعدم استعمال المادة المبيضة في تصنيع الحمص، والحصول على شهادة طبية تثبت خلو العاملين من الأمراض السارية، وغيرها من الشروط الصحية الـ (28) التي يجب تنفيذها، ومن يخل بتلك الشروط يعاقب بغرامة، وإغلاق المطعم خلال فترة زمنية محددة
الجغرافية تتدخل
ويعزو مدير عام مديرية وزارة الاقتصاد الوطني في طولكرم كمال غانم زيادة عدد المطالعم بطولكرم إلى قربها من الخط الأخضر، وقدوم أهالي الداخل لا سيما في المواسم، كشهر رمضان والأعياد. وكذلك قربها من معبر الطيبة يجعلها ممرا لآلاف العمال الفلسطينيين يوميا.
ويتابع: في 2007 تحولت كلية فلسطين التقنية خضوري إلى جامعة، و ازداد عدد الطلاب إلى حوالي خمسة آلاف طالبا وطالبة، وأدى وجود السكنات قرب الجامعة إلى انتعاش تلك المنطقة، وكذلك مشروع الميجا لاند على المدخل الشمالي لمدينة طولكرم للألعاب والترفيه، أنعش المنطقة المجاورة لها.
ويشير غانم: إعلان وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، و محافظ طولكرم السابق اللواء عبد الله كميل أن طولكرم محافظة السياحة للأعوام 2014 – 2015 لامتيازها بالعديد من المواقع السياحية والأثرية من مسابح، و منتزهات، و ملاهي، وموقعها الجغرافي، أدرجها في إطار السياحة الداخلية واستقطاب الأهل من مناطق 4".
مطاعم متضررة
تقول صاحبة مطعم وروف ضوء القمر داليدا بيروت إن فائض المطاعم في طولكرم انعكس سلبا على أرباح المطاعم القديمة بتخفيضها للأسعار. وتعتبر أن "بعض المطاعم لا تجني أرباحا بل تريد أن تنافس، وتحطم مطعما آخر في البداية ثم تخسر وتسرح عمالها، وهذا لا يخدم اقتصاد البلد".
وتقدر بيروت نسبة خسارة مطعمها 40% في الفترة الماضية نتيجة التنافس مع المطاعم الجديدة إضافة إلى الهبة الشعبية وما انتجته من إغلاق المعابر التي أثرت سلبا على حركة أهالي الداخل إليها.
وتطالب بيروت بلدية طولكرم أن تكون مسؤولة بتنسيق، وتنظيم إعطاء التراخيص بما يناسب حاجة البلد، وبتشكيل لجنة لتوحيد الأسعار، فالكثير من زوار خارج المدينة يستاؤون من غلاء الأسعار عليهم وهذا يجعلهم ينفرون منها.
صاحب مطعم آخر وسط المدينة فضل عدم ذكر اسمه: "خسارتي فاقت الـ 60% سببها ازدياد المطاعم في المدينة، والأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة التي ترافق المواطنين ".