كعادتها، لا تقدم إسرائيل أي تسهيلات حقيقية للفلسطينيين. رغم اعلانها توسيع مساحة الصيد في غزة إلا أن المنطقة هناك كانت شبه خالية من الأسماك ولم تعود بفائدة اقتصادية حقيقية عليهم

لأول مرة، يخرج الصيادون في قطاع غزة خارج مساحة الصيد المعتادون عليها ليصلوا إلى مسافات 9 أميال بعدما سمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي لهم بذلك.

الانفعال الأول من الصيادين هو السعادة، لكن سرعات ما أصيبوا بالصدمة عندما وصلوا إلى تلك المنطقة إذ لم يجدوا أسماكا وفق توقعاتهم إضافة إلى ان المساحات الجديدة لا تُمكن اللنشات الكبيرة من الاسترزاق هناك إنما يقتصر الأمر على مراكب الشراع بسبب طبيعة المنطقة.

ويعكس ذلك ما قاله نقيب الصيادين في غزة، نزار عياش " مساحة الصيد التي سمح الاحتلال للصيادين العمل بها، التي امتدت لـ9 أميال لم تحقق أي زيادة في الأسماك أو فائدة ترجى.. المنطقة التي زادها الاحتلال من 6 أميال لـ9، وتمتد من وسط القطاع وحتى جنوبه، تعتبر منطقة ضعيفة ورملية وخالية من الصخور وبالتالي خالية من الأسماك ومردودها ضعيف ".

لذا، طالب في تصريحات صحفية نقلتها وكالة الرأي زيادة المنطقة المسموح الصيد بها إلى 12 ميلا او أكثر حسب اتفاقية اوسلو لتصل إلى 20 ميلا.

وكان واضحا أن السماح للصيد في مناطق حتى 9 أميال كان ممنهجا إذ لا يحسن الوضع الاقتصادي للصيادين " المناطق الشمالية التي منع الاحتلال الصيد بها، تعتبر ذات صيد وفير، حيث تتواجد بها الأسماك بكميات أكبر" يقول نقيب الصيادين.

وقال صيادون إنهم صدموا عندما وصلوا إلى المنطقة لعدم وجود أسماك بكميات كبيرة رغم أنهم اصطادوا أنواعا جديدة من الأسمال كاللوكس وانتياس والفريدة، يتحدث الصياد أشرف الهسي "معا".

من جانبه، قال زكريا بكر مسئول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي "إن المناطق الخصبة بالأسماك مقيدة ويمنع الوصول إليها وهي من وادي غزة حتى بيت لاهيا شمالا".

وأضاف لـ معا :"بعد 10 سنوات من الحرمان والحصار عاد الصيادين من رحلة الصيد بخيبة أمل لعدم وجود كميات من الأسماك، وكان يطمح الصياد ولسان حاله يقول وكأن البحر مسموم".

وأكد بكر في حديثه، أن 90% من الصيادين عادوا من البحر بخسارة محروقاتهم لعدم وجود أسماك بكثرة.

وأوضح" أن الصيادين اصطادوا اسماكا فقدتها الأسواق الغزية منذ سنوات عديدة مثل: اللوكس وانتياس والفريدة وعصفور البحر، لكن المردود الاقتصادي صفر لصغر المساحة وكثرة قوارب الصيادين، وهذا ما حذرنا منه في وقت سابق". على حد قوله.

وأشار المسؤول إلى وجود 4 آلاف صياد في القطاع و قرابة 1500 قارب.

(بوابة اقتصاد فلسطين، معا، الرأي)