البناء المستدام.. هل يحل مشكلة الطاقة في فلسطين؟
رغم أهمية هذا النوع من البناء الذي يقوم على استغلال الموارد الطبيعية بشكلها الأمثل دون استنزافها لكنه لم ينتشر في فلسطين حتى اللحظة، الا أن الامل معقود عليه في حل مشكلة الطاقة ذات التكاليف المرتفعة في فلسطين، اضافة الى مزاياه الاخرى الصحية والبيئية.
(المتحف الفلسطيني في شكله النهائي)
حسناء الرنتيسي- بوابة اقتصاد فلسطين
البناء المستدام أو ما يعرف بـ(البناء الأخضر) هي مبانٍ يعتمد تصميمها علي تقنيات البناء التي تراعي البيئة في المواد المستخدمة واستهلاك الطاقة والاستدامة، وهو ما يوفر الكثير في المصاريف على مستخدمي هذا البناء في المستقبل إضافة إلى أنه يوفر الراحة لسكان المباني من خلال زيادة علاقتهم بين البناء والأرض.
ورغم أهمية هذا النوع من البناء الذي يقوم على استغلال الموارد الطبيعية بشكلها الأمثل دون استنزافها لكنه لم ينتشر في فلسطين حتى اللحظة، الا ان هناك نماذج ثلاثة حديثة لهذه المباني وهي مدرسة عقابا والمتحف الفلسطيني ومبنى مركز القطان.
مدرسة عقابا للإناث من المفترض أن ينتهي العمل بها خلال هذا العام.
(مدرسة عقابا - أثناء دراسة مطابقة المكان للمواصفات)
وربما، يعود عدم انتشار المباني الخضراء بسبب زيادة التكاليف الأولية للبناء ولأنها فكرة جديدة لم تنتشر كثيرا إذ يبقى التخوف موجودا، بالطبيعة البشرية، في البدء بأي شيء جديد.
لكن خبراء أكدوا أن البناء المستدام يعتبر، عمليا، رغم زيادة التكاليف الأولية في البناء بنسبة تترواح بين 15-20% مشيرن إلى أن تلك التكاليف سيتم تعويضها بفترة لا تتجاوز 5 سنوات.
أوضح مهندسون، خلال ورشة عمل بعنون "الأبنية المستدامة: الإبداع والطاقة المتجددة في دولة فلسطين-تحديات وفرص" أن عملية تسويق المباني لخضراء ستكون أفضل مقارنة في البناء الحالي، بسبب المواصفات العالية فيها والتوفيرية، وهذا سيشجع المواطن لاختيار المبنى الأخضر دون سواه حين يعلم انه سيدفع فواتير أقل وسيحصل على عمر أكبر للمبنى، إضافة إلى المحفزات الجمالية والصحية للمبنى.
وأوضح المهندس سامي حجاوي، ان المباني الخضراء يمكنها ان تقلص استهلاك الطاقة بنسبة 24-50%، كما يمكنها ان تقلل ثاني اكسيد الكربون بنسبة 33%، واستهلاك المياه بنسبة 40% والمخلفات الصلبة بنسبة 70% حسب دراسة امريكية، فهي تستغل الطاقة المتجددة والتهوية الطبيعية والانارة الطبيعية لتقليل التلوث الناتج عن استخدام الوسائل التقليدية للطاقة.
(مبنى مركز القطان في الشكل النهائي)
بدوره، قال نقيب المهندسين، مجدي الصالح، أن تكاليف إقامة المباني الخضراء لا تعد كبيرة إنما اقتصادية إذ ستوفر في استهلاك الكهرباء والتدفئة.. بالتالي ما يمكن أن تدفعه اليوم كتكاليف يمكن ان تعوّضه في فترة ما بين 3-5 سنوات" يتحدث نقيب المهندسين، مجدي الصالح.
ورأى صالح، أن تلك التكاليف يمكن أن تتلاشى في حال انتشر البناء في فلسطين وأصبحت مصادر مدخلات الأبنية متوفرة.
وقال الصالح إن هناك توجه لتكون مدارس فلسطين مباني خضراء، لتقليص فاتورة الكهرباء والماء والطاقة على هذه المباني، وبنفس الوقت ستكون بيئة هذه المدارس دافئة شتاء وباردة صيفا بتكاليف أقل.
ويوجد في نقابة المهندسين دليل إرشادي للأبنية الخضراء صادر عن النقابة والمجلس الأعلى للبناء الأخضر حول الشروط والمواصفات والآلية المتبعة للحصول على بناء أخضر.