النزيل المنتج.. يستبدل عقاب سجناء غزة بتأهيلهم مهنيا
برنامج النزيل المنتج، برنامج تنفذه مديريات الإصلاح والتأهيل في قطاع غزة بهدف تأهيل السجناء والسجينات واخراجهم لسوق العمل بدلا من عقابهم.
غزة- إسلام راضي- بوابة اقتصاد فلسطين
تنظم مديرات الإصلاح والتأهيل معارض تجارية بشكل دوري في قطاع غزة، حيث يتم عرض أشكال متنوعة من المنسوجات والوسائد ومحافظ النقود المزخرفة، إلى جانب أطباق المأكولات المحلية، لكن المميز فيها أنها قادمة من مراكز لإصلاح وتأهيل المساجين.
اما النزلاء الذكور فيقول مدير عام الإصلاحية والتأهيل في غزة عطية منصور أنه يتم تشغيلهم في الزراعة ومهن أخرى.
ويندرج ذلك ضمن برنامج "النزيل المنتج" الذي تنفذه مديرات الإصلاح والتأهيل في غزة منذ نحو عامين في خطوة تستهدف دعم عمل المساجين لشغل أوقاتهم فيما هو مفيد لهم وتوفير مصدر دخل لهم ولعائلاتهم.
معرض للنزيلات
ونظمت وزارة الداخلية في غزة قبل أسبوعين معرض "إشراقة أمل" لعرض منتجات عملت عشرات النزيلات في مراكز الإصلاح والتأهيل على تجهيزها، ما أتاح لهم اكتساب مهارات وفرص عمل داخل السجن.
وباتت النزيلة خولة عبيد في منتصف الثلاثينات من عمرها، بفضل التحاقها في برنامج "النزيل المنتج" قادرةً على تطريز الأثواب الشعبية والحقائب والمحافظ التراثية، ما جعلها قادرة على الانطلاق بمشروعها ومهنتها الخاصة فور انتهاء مدة محكوميتها.
وتوضح أنها اتقنت في سجنها صنع الحلويات والأكلات الفلسطينية بأنواعها عبر الاستعانة بطباخ للاستفادة من مهاراته في صنع الحلويات، متمنية أن تتمكن من إطلاق مشروع تجاري صغير لها فور الافراج عنها.
وخصص ريع مبيعات المعرض لصالح النزيلات اللاتي تعلمن العديد من المهن والبرامج التعليمية بحيث يُمكنهن من بدء مشاريعهن الخاصة فور قضاء محكومياتهن والافراج عنهن.
وتقول النزيلة أم حسن أنها تعلمت منذ ستة أشهر مختلف مهارات التطريز اليدوي ضمن برنامج خاص للتدريب تمهيدا للعمل فيه، ما وفر لها قضاء وقت إيجابي ضمن محكوميتها البالغة عامين وساهم في تحسين وضعها النفسي والمادي.
وتعمل النزيلات في إعداد أنواع الحلويات وكعك أعياد الميلاد والتي تباع عبر مؤسسات تجارية لمناسبات عامة.
وأعلنت وزارة الداخلية في غزة مطلع فبراير من العام الماضي افتتاحها مخبزاً آلياً تشرف عليه نزيلات سجن أنصار المركزي في غزة، بدعم من مؤسسة قطر الخيرية، وتنفيذ جمعية الرعاية اللاحقة (إدماج).
وفي حينه قال ممثل وزارة الداخلية اللواء ماهر الرملي إن المشروع يسهم في العودة الآمنة لنزيلات السجن بحيث يتضمن تدريب النزيلات على صناعة المعجنات لاستغلال وقت فراغهن وإكسابهن مهنة للعمل.
النزلاء الرجال
وبينما تقتضي السجينات أعمالهن داخل ورش عمل خاصة داخل مراكز الإصلاح والتأهيل، فإن برنامج "النزيل المنتج" يوفر للسجناء من الرجال مغادرة مراكز التوقيف والسجون يوميا بغرض العمل.
وقد عملت دائرة الإصلاحية والتأهيل على الاستعانة بسلطة الأراضي في قطاع غزة لاستئجار أراضي وزراعتها إلى جانب تخصيص ورش حدادة ومهن أخرى داخل مراكز الإصلاح للمشاريع الأخرى بحسب منصور.
كما أن من هؤلاء من يعمل في مجالات البناء داخل مقرات السجون ومراكز الإصلاح نفسها، ويحظى كثير منهم بقضاء إجازات منزلية كبديل عن عملهم الشاق.
من العقاب للاصلاح
وكان قطاع غزة قد شهد ارتفاعا في القضايا الجنائية داخل المحاكم خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة بسبب الحصار الاسرائيلي وانعكاساته الاقتصادية.
ويؤكد منصور أن البرنامج يقبل عليه معظم المساجين للخروج من عزلة غرفهم وكونه يضمن لهم تغيير سلوكهم ويعود عليهم بامتيازات عديدة مثل الإجازات المنزلية وإدراج أسمائهم ضمن كشوفات ممن يجتازون ثلثي المدة.
وفق القانون
ويشدد منصور على أن تشغيل المسجونين يقتصر على فئات معينة منهم وفقا لسلوكهم وطبيعة الاتهامات التي أدينوا بها، كما أنه يتطلب من إدارة السجون تكثيف نشاطها الأمني خشية من أي حالات فرار بعضهم.
ونص القانون الفلسطيني رقم (6) لعام 1998، بشأن مراكز الإصلاح والتأهيل في المادة (41) على أنّه "يعمل المركز على تدريب النزلاء مهنيًا وتنمية مهاراتهم وإكسابهم حرفًا أو مهنًا مفيدة خلال مدة تنفيذ العقوبة تُساعدهم على كسب عيشهم بعد إطلاق سراحهم".