الرئيسية » ريادة »
 
10 آذار 2016

طالبات يبتكرن شاحناً بلا كهرباء

طالبات فلسطينيات اخترعن شاحنا يزوّد الهواتف الذكية بالطاقة من دون الحاجة نهائياً إلى مصدر كهربائي.

\

طالبات فلسطينيات ابتكرن فكرة شاحن للهواتف النقالة لا يعمل بالكهرباء، وهو الإنجاز الذي حظي بقبول كبير من قبل المجتمع الفلسطيني، حيث أنتجت هؤلاء التلميذات من مدرسة الحاجة رشدة المصري في مدينة نابلس في الضفة الغربية، شاحن الهواتف الثوري تحت اسم "الشاحن الحر" (free-ch) بعدما بيّنت التجارب العملية نجاحه.

وأوضحت الفتيات أن هدفهنّ كان المنافسة في إطار إنجاز مشاريع ريادية في فلسطين، وتوثيقها كبراءات اخترع باسم فتيات فلسطينيات ما زلن على مقاعد الدراسة، في حين يطمحن مستقبلاً إلى مزيد من الإنجازات.

ويزوّد الشاحن الجديد الهواتف الذكية بالطاقة من دون الحاجة نهائياً إلى مصدر كهربائي. وهذا الشاحن صغير جداً، لا يتجاوز حجم إصبعَين وهو يعمل بواسطة بطارية كربونية منزلية، ويأتي بأشكال وتصاميم مختلفة.

وقد دفع هذا الإنجاز التلميذات إلى تأسيس شركة طالبية تحت اسم "الشاحن الحر"، ونظّمن لاحقاً معرضاً في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس لتسويق منتجهنّ الذي لاقى إعجاباً كبيراً.

تخبر لنا التكروري وهي إحدى المشاركات في هذا الاختراع، أن ما دفعهنّ إلى التفكير به هو "حاجة الناس فعلاً إليه، إذ كثيراً ما يتعرّضون لمواقف يكونون فيها بحاجة ماسة إلى استخدام الهاتف، فيكتشفون أن بطاريته فارغة في حين لا يتوفّر أي مصدر للتيار كهربائي لشحنه وإجراء المكالمة الطارئة. هكذا ولدت الفكرة لدينا، انطلاقاً من هذه الحاجة الضرورية".

وتؤكد أن الشاحن لا يحتاج أبداً إلى مصدر كهربائي، و"كل ما يعتمد عليه في عمله هو بطارية كربونية فقط".

وتشير التكروري إلى أن المشروع أنجز بالتعاون مع مؤسسة "إنجاز"، وهي مؤسسة فلسطينية تُعنى بتطوير المشاريع الريادية. وتوضح أن إنجازهن سيؤهلهن لدخول مسابقة للمشاريع الريادية على مستوى فلسطين والعالم العربي.

من جهتها، تقول رغد فيضي إن للمجتمع الفلسطيني خصوصيته، إذ إن "التيار الكهربائي لا يتوفّر بشكل دائم في مناطق كثيرة، وهو ما دفعنا إلى التفكير في هذا المشروع بشكل جدي، وتنفيذه". تضيف: "من الضروري أن نكون فاعلات في مجتمعنا ونقدّم ما هو مفيد.

وهذا المشروع يستهدف جميع فئات الشعب، إذ إن الفلسطينيبن بمعظمهم يحملون اليوم أجهزة هواتف ذكية ويحتاجون إلى هذا الشاحن المتميز".

وتوضح فيضي أن "مجموعتنا ستعمل على تطوير الفكرة في المستقبل القريب، لتأتي البطاريات صديقه للبيئة. كذلك، سوف نعمل على تدوير البطاريات التالفة لإعادة استخدامها مرة أخرى".

وتقول: "نحن في المشروع ست تلميذات من الصف الأول ثانوي (الحادي عشر)، ونرغب جميعاً في المضيّ قدماً في هذا المشروع وتعزيزه".

وتسعى مدرسة الحاجة رشدة إلى تشجيع تلميذاتها على المشاركة في مثل هذه النشاطات، وتقيم حفلاً سنوياً لتكريم المبدعات والمتفوقات سواءً في التحصيل العلمي أو الاكتشافات والابتكارات الإبداعية.

من جهتها تعمل مؤسسة "إنجاز" على إتاحة الفرصة أمام التلاميذ لتنفيذ مشاريع خاصة بهم، إما ربحية أو مجتمعية. فتعمد جهة في القطاع الخاص إلى تمكين التلاميذ لجهة مهارات تنظيم المشاريع، عبر إشراكهم في عملية التخطيط وتنفيذ المشاريع، بالإضافة إلى تعريفهم بالمفاهيم الاقتصادية والإدارية الأساسية.

بالنسبة إلى المؤسسة، الهدف من هذه المشاريع الطالبية هو تعريف التلاميذ على الاقتصاد الفلسطيني. وتوضح المؤسسة أن برنامج ريادة الأعمال الخاص بمشاريع التلاميذ، يركّز بشكل كبير على الدراسات الاجتماعية ومنها القراءة والكتابة.

ويُشجّع التلاميذ على التفكير النقدي لتعلم مهارات ريادة الأعمال التي تدعم المواقف الإيجابية، إذ إنها تعزّز طموحاتهم الوظيفية.

ومن شأن هذا المشروع تدريب التلاميذ على المهارات القيادية، من خلال التعرّف على أهمية القيادة وفوائد تطوير المهارات القيادية في المهنة والحياة الاجتماعية. كذلك يوفّر لهم فرصة التحوّل قادة للمجتمع، من خلال مشروع القيادة تحت إشراف استشاريين من القطاع الخاص.

وأخيراً برزت فكرة تأسيس الشركات الطالبية وتقديم مشاريع فريدة. وقد نجح بعضها فعلاً وأصبح شركة قائمة بذاتها.

العربي الجديد

مواضيع ذات صلة