التسويق الالكتروني في فلسطين.. باب رزق لمن يمتلك مفتاحه
شكل العالم الرقمي في السنوات الأخيرة تطورا ملموسا في فلسطين، ففي الأعوام الأخيرة نشط ما يعرف بالتسويق والتجارة الالكترونية التي وجد كثير من الشباب ضالته فيها للهروب من البطالة أو تحقيق دخل إضافي.
بكر عتيلي- بوابة اقتصاد فلسطين
حسب التقارير الواردة من البريد الفلسطيني فإن حجم الطرود البريدية تنامى كإشارة لتنامي حركة التسويق والتجارة الالكترونية وتنامي عدد المقبلين عليها.
مبادرات ريادية
ومع تطور التكنولوجيا وتطبيقاتها استطاع الشباب الفلسطيني انشاء عشرات المواقع الالكترونية التي تعنى بالتسويق والتجارة فيما تعج مواقع التواصل الاجتماعي بمئات الصفحات التسويقية.
رامي أبو ضهير صاحب مبادرة "مطلوب من فلسطين" والتي بدأ العمل فيها بعد سنوات من عمله في أعمال التسويق التلقليدية يقول أن فكرة مبادرته تركز على إتاحة الفرصة للناس بالالتقاء بالباعة وطرح طلبهم مجانا حسب مواصفات وشروط معينة ليقوم مالك الطلب بتوفيره، حيث أن هناك من يواجه صعوبة في إيجاد طلبه
علم وفن
بدوره يرى حسن قمحية والذي يعتبر من أوائل أصحاب المبادرات التسويقية في نابلس أن " هذا العمل فن وعلم خاصة في طريقة الترويج للزبائن واستخدام الصورة والنص بشكل صحيح واختيار الوقت المناسب للاعلان ليحظى بأكبر عدد من المشاهدات والتفاعلات بالاضافة الى التنويع في استخدام الوسائط المتعددة" .
ويرى قمحية أن نصف الذين يعملون في مجال التجارة والتسويق الالكتروني لا يستخدمون هذه الوسيلة بالشكل الصحيح رغم أن الفرصة متاحة لهم بشكل كبير خاصة أن هذا العمل لا يحتاج رأس مال كبير.
ويعتبر قمحية أن "أهم عوامل النجاح هي سعة علاقة الناس بالجمهور والمصداقية بالاضافة الى مواكبة كافة التطورات التكنولوجية في المواقع التي يتم استخدامها في التسويق، مع ضرورة المثابرة وطول النفس، خاصة ان البداية تكون ذات مردود غير واضح وحركة الأسواق تكون أحيانا ضعيف ".
هروب من البطالة
ورغم أن قمحية يعمل في مجال التسويق والتجارة الالكترونية من أجل توفير دخل اضافي كما يقول، إلا أن لديه أصدقاء يعملون في هذا المجال بشكل شخصي أو من خلال التعاقد مع شركات بالخارج بإدارة صفحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والترويج لها مقابل دخل شهري" .
وفي ذات الاطار يرى الدكتور عبد المجيد منصور، المحاضر في كلية الاقتصاد في جامعة النجاح أن الكثير من الشباب استطاعوا أن يخوضوا هذا المجال ويحققوا نجاحا في تطوير مواقع خاصة بهم استطاعوا التواصل به مع المستهلكين والموردين بالاضافة الى تحقيق دخل ممتاز .
ورغم أن معظم أشكال التجارة الالكترونية لدينا هي عبارة عن مبادرات خاصة لسلع استهلاكية -كما يرى منصور- إلا أنه من الملاحظ أن هناك تنامي للشراء عبر الانترنت وسيزيد هذا التنامي في حال تم تشغيل الجيل الثالث لدى شبكات الاتصالات الفلسطينية.
ويضيف منصور في الأردن هناك حالات نجاح مبهرة في تحقيق فرص عمل للشباب، والشيء نفسه ينطبق لدينا على إطار مشروع شخصي أو في إطار شركات محلية ودولية.
ودعا منصور الحكومة والجهات المعنية الى تمكين هذا النوع من الاعمال وتنظيمه، وعدم التسرع في فرض رسوم وضرائب عليها لاتاحة المجال لتطوره الأمر الذي يقلل من البطالة ويقلل التكاليف.
تخوف من الضريبة
ويتخوف العاملون في هذا المجال من عدم قدرة البريد الفلسطيني على مواكبة التنامي المتسارع في مجال التسويق والتجارة الالكترونية بالاضافة الى تخوفهم من الملاحقة الضريبة.
فتحي أبو شباك القائم بأعمال مدير عام البريد أكد لـ " بوابة اقتصاد فلسطين " أن التجارة الالكترونية " ليست وليدة على حركة البريد الفلسطيني ونحن مؤخرا شاركنا في مؤتمر والاتفاق على أن يقوم البريد الفلسطيني بنقل الطرود القادمة عبر التجارة الالكترونية ، وفي السابق كانت طرق التسوق الالكتروني محدودة ببطاقات تتيح للمستخدم الشراء من خلالها وفي الوقت الحالي أصبحت متاحة بشكل واسع من خلال البطاقات الإئتمانية للبنوك، وبالتالي أصبح بامكان الجميع التسوق الكترونيا" .
وأضاف أبو شباك "هناك تعاون بيننا وبين أجهزة الدولة لحماية السوق الفلسطيني والحفاظ على المواطن الفلسطيني والتاجر كي لا يكونوا لقمة سائغة للسوق العالمية، و نحن نقدم لخزينة الدولة ما يعرف بالنفقات الختامية والتي نحصل عليها بدل توزيع هذه الطرود من الشركات الموردة وقدرت في شهر شباط الماضي ب 90 ألف دولار.
وطمأن أبو شباك العاملين في هذا المجال أنه " لا يوجد هناك جمارك على الطرود، ولكن يتم أخذ تعرفة بريدية مقرة من مجلس الوزراء وهي مقابل اعادة تغليف الطرود بعد معاينتها من الجمارك" .
وأوضح أن البريد الفلسطيني يستلم الطرود ويتم احتجازها كحد اقصى لثلاثة أيام حتى تقوم الجمارك الفلسطينية بفحصها للتأكد من سلامتها ومن ثم نقوم بتوزيعها على المواطنين.