لافا.. شركة طلابية تظهر طاقات إبداعية للفتيات
على مدخل بلازا مول في مدينة البيرة، تقف المدير العام لشركة "لافا" تسنيم خليف وإلى جانبها مديرة العلاقات العامة في الشركة حنين فرج، تحاولان إقناع المواطنين بالتسوق من منتجات الشركة التي اعتبرتها خليف مميزة، وتحتاجها ربة المنزل بشكل كبير.
"لافا" شركة طلابية تحاكي شركة مساهمة عامة، أسستها طالبات الصف الحادي عشر في "مدرسة سميحة خليل"، ضمن مشروع لمؤسسة "إنجاز"، تسعى لتقديم المنتجات المتعلقة بالأدوات المنزلية بكفاءة وجودة عالية، برأسمال يبلغ 2664 شيقلا، مقسمة على 666 سهما بواقع 4 شواقل للسهم، وبعدد مساهمين يبلغ 51.
ليست معضلة بالنسبة لهما إن كنت مواطنا أو سائحا، فهما تتحدثان ثلاث لغات: العربية والإنجليزية والألمانية، وهما قادرتان على إقناعك أن تتوقف بجانب طاولة العرض الخاصة بالشركة، وأن تقضي وقتا ممتعا وهما تحاولان إقناعك بالشراء.
وقالت خليف إن تأسيس الشركة مر بمراحل طويلة ومعقدة، وبنيت على أساس مهني، والمنافسة والكفاءة، وأنها تضم طاقما مميزا أثبت قدرته على تولي المسؤولية بعد إجراء مقابلات توظيف وفق معايير مهنية في غاية الشفافية بناء على السيرة الذاتية، وإن الطاقم خضع لتدريبات وإشراف من مختصين في شركة "الوطنية موبايل" ومؤسسة "إنجاز".
وأوضحت أن الشركة قامت بالبحث ودراسة احتياج السوق وتحديد الفئة المستهدفة من خلال استمارات تم توزيعها، ووجدت أن ربات البيوت بحاجة إلى منتجات محددة، وتم دراسة ذلك وفق الموارد المالية للشركة، وتم اعتماد إنتاج صابون زيت الزيتون، ومراييل المطبخ، واستيراد شريط قياس نسبة الغاز في الاسطوانات غير الموجود في السوق، لأن كثيرا من ربات البيوت يقعن في إحراج عندما ينفد الغاز من الاسطوانات، خاصة خلال المناسبات أو في فصل الشتاء في مدافئ الغاز.
تدير خليف فريق الشركة المكون من 23 موظفة من طالبات الصف، موزعات على ست دوائر متخصصة، وتمتلك كل مديرة دائرة مواصفات تؤهلها للقيام بدورها، كاللغات والشخصية القيادية والقدرة على التواصل والانتماء للشركة ورسالتها، ويتقاضين رواتب رمزية، ويلتزمن بالأنظمة والقوانين الداخلية للشركة.
وأشارت إلى أن كل دائرة يتفرع عنها أقسام، وكل موظفة لها مهمة خاصة ومحددة، ولا تقل أهمية دائرة عن أخرى، لأن عمل الشركة جماعي.
مديرة العلاقات العامة حنين فرج، توضح طبيعة عمل دائرتها قائلة: شغلي مع الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي باعتباري المتحدث باسم الشركة، بالتنسيق مع دائرة التسويق، ونقوم بالتنسيق مع كل الجهات التي من شأنها خدمة أهداف الشركة، خاصة مع دائرة التسويق التي تديرها صابرين نصر الله، والتي يتداخل عملهما بشكل كبير، مشيرة إلى أن هذا المجال يفتح آفاقا على المستوى الشخصي وينمي المهارات التواصلية على مستوى الشركة وخارجها.
وقالت مدير دائرة الإنتاج والاستيراد ضحى زهور، إن دائرتها مسؤولة عن مهمتين: الإنتاج الخاص بالشركة والاستيراد مع ضمان الجودة ومراقبتها، حيث ننتج منتجين وهما صابون زيت الزيتون الذي انتج في مختبر المدرسة بإشراف مدرسة العلوم ماجدة الكسواني، حيث تم إنتاج 170 قطعة صابون معطرة وتغليفها بشكل جميل، كما يتم إنتاج نوعين من مراييل المطبخ، من القماش ومن النايلون، تطبع عليها رسومات حسب طلب الزبائن، وتم تصميمها بطريقة عصرية بلمسة شبابية.
وفيما يتعلق بالاستيراد، قالت زهور إن الشركة استوردت منتجا "مهما وضروريا" لربة المنزل، وهو عبارة عن شريط مغناطيسي يوضع على اسطوانة الغاز يقيس كمية الغاز داخلها، حتى تكون ربة المنزل على علم بكمية الغاز الموجودة، وأخذ احتياطها.
وأضافت: تم استيراد 30 شريطا عبر الشراء الالكتروني، وهو صناعة صينية خاضع لمعايير الجودة البريطانية.
من جهتها، بينت المديرة المالية مليحة ريحان، أنها مسؤولة عن الأمور المالية في الشركة، وتضم دائرتها أربعة أقسام: المشتريات، وشؤون المساهمين، والمحاسبة، والصندوق، وأن أكثر اهتمامها فيما يتعلق بشؤون المساهمين، حيث بلغ عدد الأسهم 666 سهما بقيمة اسمية 4 شواقل لكل سهم، موزعة على 51 مساهما، منهم 34 مساهما خارجيا (أولياء أمور الطلبة ومعلمين) بحصة 49% من إجمالي الأسهم، بينما كانت حصة المساهمين الداخلين (الطلبة) 51% موزعة على 17 مساهما.
وتقول إنه سيتم تصفية الشركة وتوزيع الأرباح على المساهمين والإعلان عن الأرباح في شهر نيسان المقبل.
أما مديرة الموارد البشرية ملاك الشيخ، فهي مسؤولة عن الموظفين ورواتبهم وتحويل الطاقة الفردية الى جماعية، حيث يحتم نظام الشركة على الموظفين العمل 6 ساعات يوميا، يتم تقدير جهدها بالإنجاز، وهناك مكافآت للموظفين المميزين إضافة إلى شهادة الموظف المثالي.
وحول رواتب الموظفين، أشارت إلى أنها مسؤولة عن تحديد الأجور حيث يتقاضى المدير العام راتب 4 دولارات شهريا، ومدراء الدوائر 3 دولارات والموظف دولارين.
المعلمة ماجدة الكسواني، التي ترافق الطالبات في مرحلة الإنتاج وتتابعهن في عملية التسويق، أبدت اعتزازها بطالباتها وقدرتهن على التواصل وإقناع المتسوقين، وقالت: هذه فرصة للطالبات للتواصل مع المجتمع المحلي والبرهنة بأنهن قادرات على إدارة أي مشروع، فكل المهارات اللازمة للتوظيف متوفرة فيهن. هن سابقات لعمرهن ولديهن طاقات يجب الالتفات إليها والاستثمار فيها.
(وفا)