الرئيسية » في دائرة الضوء » أخبار الشركات »
 
18 شباط 2016

هل سهم باديكو يعتبر ملاذا آمنا؟

على وقع اعتماد "باديكو" على الاتصالات الفلسطينية "بالتل" في توزيع أرباحها، إلى أي مدى تعتبر أسهم "باديكو" ملاذا آمنا للمساهمين خاصة وأن الظروف السياسية والاقتصادية في تذبذب مستمر. في هذه المقابلة يتحدث الرئيس التنفيذي لـ"باديكو" سمير حليلة عن سيناريوهات الشركة للحفاظ على استقرار اسهمها

\

مقابلة: عماد الرجبي

يرتكز ربح شركة فلسطين للتنمية والاستثمار "باديكو" على الاتصالات الفلسطينية" بالتل" بمساهمة قدرها 31.40% في الاتصالات. وبمراجعة القوائم المالية لـ "باديكو" يظهر أن أرباح الشركة تصل حوالي إلى 75% من الاتصالات فيما الباقي من شركات تابعة وحليفة ومشاريع أخرى.

ورغم العديد من المشاريع التي تنفذها "باديكو" إضافة إلى مساهماتها في العديد من الشركات التابعة والحليفة لكن بيانات الشركة تؤكد أن هناك العديد من المشاريع التي تعاني من خسارة مالية كالسياحية. وأخرى متوقفة، وبعضها يعمل وبانتظار أن يحقق أرباحا. ورغم ذلك تستمر الشركة في توزيعها للأرباح منذ نحو 5 سنوات بواقع 5-8% فقط.

ومع تواصل تراجع الأوضاع السياسية والاقتصادية، تطرح عدة أسئلة هنا: أين تذهب باقي أرباح المشاريع وما هو الوضع المالي لـ"باديكو"؟ وفي ظل تدهور الأوضاع السياسية وتواصل الهبة والخوف من اتساعها، ما هي سيناريوهات "باديكو" للحفاظ على أرباحها وزيادتها؟

السيناريو الأول: الاستثمار المحافظ

يقول الرئيس التنفيذي لـ "باديكو" القابضة، سمير حليلة، إنه بسبب غياب حلول في الأفق وعدم الاستقرار الضريبي في فلسطين قررت الشركة إتباع سياسية استثمارية محافظة طويلة الأمد من خلال الاهتمام بالمشاريع التي تنفذها الشركة القابضة.

وأهم مشاريع التي تعول عليها "باديكو": شرفات القدس لإقامة مجمع سكني من 250 شقة. وأوضح حليلة أن المشروع حصل مؤخرا على التراخيص اللازمة للعمل وسيبدأ تنفيذه قريبا وذلك بعد 15 سنة انتظار. إضافة إلى ذلك، مشروع "بوابة أريحا" طويل الأمد ومدته 10 سنوات، الذي ستُطرح عطاءات البنى التحتية الخاصة به في شهر نيسان فيما سيتم البدء بتنفيذ المشاريع المنضوية تحته في غضون عامين.

وأيضا، المشروع طويل الأمد "كهرباء الشمال" بطاقة 450 ميغاواط. ومع أن "باديكو" قطعت شوطا كبيرا في الوصول للاتفاقات والتحضير للدراسات الفنية للمشروع في كافة النواحي لتنفيذ مشروع الكهرباء. لكّن، تبقى المشكلة الأساسية في مصدر الغاز لتشغيل المشروع "السبب في تأخير المشروع آخر سنتين هو إلغاء الاتفاقية التي كانت موقعة مع شركة إسرائيلية لتوريد الغاز من غزة" يتحدث حليلة.

والآن، تجري مفاوضات ونقاش للتفاصيل مع الجانب الإسرائيلي الذي أبدى موافقة مبدئية على نقل الغاز من أسدود إلى محطة جنين، يقول حليلة. ويضيف "رغم هذه الموافقة المبدئية لكن ما زالت المفاوضات جارية مع "برتش غاز" وشركائها ونأمل أن ننهي هذه العملية بفترة قصيرة لنستطيع تحديد وقت نهائي لافتتاح المحطة".

وفي تفاصيل المفاوضات الجارية حاليا، أوضح حليلة، أن شركة "برتش غاز" تفاوض الإسرائيليين والأردنيين من اجل تزويدنا بالغاز حيث تسعى الشركة إلى فتح خط لنقل الغاز للأردن ولفلسطين. وفي حال لم تنجح "برتش غاز" بالتوصل لاتفاق مع الاردن فأن "باديكو" ستضطر إلى شراء الغاز من السوق الدولية أو الإقليمية لحل هذه المشكلة.

وعن سبب عدم رفع "باديكو" دعاوى على إسرائيل بشأن تحديد مسافات يمكن للفلسطينيين التحرك بها داخل مياه بحر غزة بعد ان أصبحت فلسطين عضوا مراقبا في مجلس الأمن، عقب حليلة " إن الامر لا يتعلق فقط في باديكو إنما شركاء مثل صندوق الاستثمار، إضافة إلى أن هناك اتفاق على منح طرف دولي حق التفاوض للوصول إلى اتفاق".

السيناريو الثاني: إحياء شركات الخاسرة وإحلال الواردات

وهناك أفكار جديدة ستبدأ بها "باديكو" للحفاظ على استقرار أرباحها كإحياء شركات كانت مصدر خسارة للمساهمين وللشركة القابضة. وتسعى الآن الشركة إلى إحياء شركة اللدائن الفلسطينية، وقد أنهت الشركة الدراسات المتعلقة بالمشروع كما سيتم هذا العام استبدال خطوط الإنتاج القديمة بأخرى جديدة واستكمال كافة الإجراءات القانونية والمالية مع المساهمين والحكومة.

إضافة إلى ذلك قال حليلة إن "بريكو" للاستثمار العقاري بصدد توسيع المنطقة الصناعية بغزة "كارني" لتصبح 6000 متر إضافة إلى تحويل المنطقة الصناعية والشاليهات لاستخدام الطاقة الشمسية.

وفي سياق، أكد حليلة إن هناك توسعة في مجال زراعة أشجار النخيل لـ7000 شتلة خلال العام الجاري على مساحة 550 دونما إضافة إلى رفع الطاقة الإنتاجية من 7 طن إلى20 طن باليوم.

والفكرة الجديدة الاخرى: إحلال الواردات من خلال توسيع الانتاج المحلي في أسواقنا. لذا، قامت الشركة بشراء غالبية أسهم مصنع البان البينار. وقال حليلة إن هناك نية بتوسيع المصنع وبناء مزرعة ضخمة للابقار لتصبح المزود الرئيس للمصنع.

السيناريو الثالث: السندات

كما أكد حليلة، أن الشركة ستصدر سندات بقيمة 120 مليون دولار لتغطية 85 مليون دولار من السندات القديمة وسد جزء من القروض فيما سيتم استثمار جزء آخر في مشاريع جديدة. ومن وجهة نظر حليلة، فان السندات هي الحل "الذهبي" لأي مستثمر في مشاريع متوسطة وطويلة الأمد لأنها تعطي فرصة للمستمر بمدة 5 سنوات للبدء في الربح من المشروع وسد قيمة السندات لحامليها.

ورغم ذلك قال حليلة بشكل صريح " السندات ساهمت في تخفيف الضغط المالي على المشروع الذي نبدأه لكن المشكلة في أن غالبية مشاريعنا كبيرة وتحتاج إلى فترة أطول من 5 سنوات لتبدأ بجني الأرباح؛ ولأن فلسطين غير مستقرة هناك تخوف من شراء سندات لمدة تزيد عن 5 سنوات".

75% من دخل "باديكو" من الاتصالات: هل "باديكو" مستقرة؟

رغم أن "باديكو" لها العديد من المشاريع إلا أن البيانات المالية لـ"باديكو" تظهر أن 75% من مصدر دخلها وما توزعه على المساهمين يأتي من الاتصالات الفلسطينية" بالتل" لا سيما وأن حصة "باديكو" في "بالتل" حوالي 31%. وهنا، يطرح سؤالان هامان: هل الاداء المالي لمشاريع "باديكو" الباقية ليست مستقرة؟ وكيف توزع أرباحها حتى وإن كانت قليلة؟

بهدوئه المعتاد، قال حليلة إن "باديكو" تعتمد منذ 2007 على الاتصالات لكنه ذكّر بارباح "باديكو" في الاعوام 2005-2006 حيث حققت أرباحا وصلت إلى 120 مليون دولار، في إشارة إلى أن مشاريع "باديكو" تستطيع أن تعود لسابق عهدها.

وأضاف: أن مشاريع "باديكو" الحالية تحقق أرباحا لكنها تذهب لتغطية بعض القطاعات من أهمها السياحية التي تكبدت خسائر بعشرات الملايين بسبب عدم الاستقرار السياسي. وتابع "خسائرنا السنوية من المشاريع تتراوح بين 5-6 ملايين دولار سنويا وأحيانا تزيد عن ذلك في الأوضاع غير الطبيعة كشن عدوان على غزة". وتابع، نحن نضطر للابقاء على هذه المشاربع ضمن استراتيجية البقاء حتى يتحسن وضع السياحة وتستقر أوضاع فلسطين أو يأتي وقت ويتم فيه بيع هذه الاستثمارات أو استبدالها.

وأيضا، هناك مشاريع تصرف عليها "باديكو" لتدر أرباحا في المستقبل مثل: مشروع النخيل 2010 حيث وضعت به الشركة أموالا وصلت إلى 7 ملايين دولارات وخلال سنتين ستبدأ الشركة بجني الأرباح حيث سيتم توزيعها على المساهيمن، حسب حليلة. وينطبق الأمر كذلك على مشاريع بوابة اريحا وكهرباء جنين والشاليهات في غزة.

ارتفاع العملات: مشكلة حقيقية

لوحظ من افصاحات "باديكو" المالية والشركات الحليفة والتابعة لها أنهم يواجهون خسائر بسبب ارتفاع الدولار والدينار. وهذه المشكلة لا حل لها سوى بوجود عملة فلسطينية يقول حليلة الذي يوضح "الاتصالات تدفع فواتيرها بعملة الشيقل ورواتبها بالدنيار كما أنها مسجلة في البورصة في الدينار لذا تتكبد خسائر مالية وأيضا شركة الدواجن "عزيزة" التي تبيع في الشيقل وتشتري المواد الخام بالدينار والدولار".

كيف تنظر إلى المصاريف التشغيلية والإدارية؟

تقدر المصاريف التشغيلية لـ"باديكو" حوالي 67 مليون دولار لكنه أبدى اطمئنانه بسبب ارتفاع الايرادات تزامنا مع التشغيلية التي تعبر عما يدخل في العمليات الانتاجية لمشاريع باديكو. إلا أنه ركز على المصاريف الادارية التي بلغت 17 مليون دولار " هذه المصاريف اذا ارتفعت تعد مشكلة لانها تشكل عبئا على الشركة فكلما خفضت الادارية يرتفع الربح".

لماذا "باديكو" مسجلة في ليبيريا؟

قال حليلة إنه عندما بدأت السلطة لم يكن هناك قانونا متعلقا بالشركات القابضة. وحاليا، هناك قانون قيد الاقرار لدى الرئيس محمود عباس. وأكد أنه في حال تم اقرار القانون سيتم دراسة الأمر بسبب التكاليف الكبيرة مثل الضريبة. وأضاف: نحن مسجلون كشركة أجنبية عاملة في فلسطين.

المساهمات الاجتماعية

وبشأن المسؤولية الاجتماعية لـ "باديكو" قال حليلة إن الشركة تساهم بـ5-6 مئة آلاف دولارات سنويا لهذا الجانب. وأوضح إن الشركة تختار 3 قطاعات للتركيز عليها من أهمها الثقاقة والشباب، وربما بعد سنتين أو ثلاثة يمكن تغيير هذه القطاعات.

للشباب: أمامكم خياران

دعا حليلة الشباب إلى عدم النظر إلى بعض الشركات التي تحقق أرباحا حيث إنها لا تعبر عن الواقع الفلسطيني الذي يعاني من ضغط اقتصادي.

ورأى حليلة إن الشاب لديه خياران اليوم: إما في تطوير ذاته لايجاد وظيفة أو إن كان لديه فكرة مشروع مدروسة جيدا يمكن أن يبدأ العمل به.

السياسة المحافظة طويلة الأمد التي تنتهجها "باديكو" تعد أمانا للحفاظ على مشاريعها وعلى سعر سهمها الحالي عند 1.17 دولار لكن التحدي الأكبر للشركة أن تعمل على رفع سعر السهم إلى حوالي 6 دولارات رغم العديد من المشاكل التي تحيط في باديكو، أهمها: التصعيد الإسرائيلي إضافة إلى الضرائب ومشكلة جديدة بدأت بالظهور وهي ارتفاع العملات مقابل الشيقل ما كبد غالبية الشركات التابعة والحليفة ل"باديكو" خسائر مالية بملايين الدولارات.

مواضيع ذات صلة