"أمم متعاقدة من الباطن": التحولات الاقتصادية بعيون الفنانين
ينطلق المعرض الجماعي "أمم متعاقدة من الباطن" الذي تنظمه مؤسسة القطان ابتداء من اليوم الخميس وحتي نهاية شهر أيلول المقبل.
أسماء مرزوق- بوابة اقتصاد فلسطين
تفتتح مؤسسة عبد المحسن القطان مقرها الجديد، اليوم في مدينة رام الله، بمعرض فني جماعي تحت عنوان "أمم متعاقدة من الباطن". ويشمل المعرض نحو 53 عملا فنيا لأكثر من 60 فنانا وفنانة معظمهم من فلسطين. وتتنوع الأعمال ما بين الفنون الكلاسيكية والعصرية.
وتطرح الأعمال قضايا معاصرة تتشارك فيها المجتمعات العالمية وبالتحديد مفهوم النيوليبرالية الذي يعكس سيطرة القطاع الخاص على الاقتصاد ونتائج ذلك على تعزيز القيم الاستهلاكية، مع التركيز على خصوصية الحالة الفلسطينية والتحولات الاجتماعية والاقتصادية فيها.
ويقول قيّم المعرض يزيد عناني إن فكرة المعرض نابعة من تساؤلات الفنانين حول سياسة الخصخصة في فلسطين والدول المحيطة والتي حولت القطاع الخاص إلى المتحكم بشؤون الناس وبالمقابل افقدت الحكومات دورها بتقديم الخدمات للشعوب، ما يطرح تساؤلا عن دور الدولة الآن؟
ويضيف عناني أن الفنانين المشاركين بالمعرض عبروا عن آرائهم سواء بالسخرية أو بطريقة مباشرة أو بفتح باب التخيلات على مصراعيه. مؤكدا أن ما تسعى له مؤسسة عبد المحسن القطان من خلال نشاطاتها الثقافية هو فتح المجال للجمهور للتفكير وإعادة التساؤل في قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية.
وأول ما يصادفه زائر المعرض عمل فني عبارة عن مجسم ضخم يحاكي ختم السلطة الوطنية للفنان مجدي حديد. وقد يحمل الختم المتضخم العديد من التأويلات حول العلاقة بين السلطة والناس، وشكل هذه السلطة ووظيفتها.
في جانب آخر من المعرض، يعرض الفنان بيسان أبو عيشة عملا فنيا بعنوان "القيمة المعاصرة"، ينتقد فيه التحولات الاقتصادية في المجتمع الفلسطيني التي حولت الأفراد، حسب وصفه، من مناضلين لأجل الحرية إلى عبيد للمصارف. والعمل عبارة عن تصميم لعملة نقدية فلسطينية تحمل رموزا متناقضة مثل نص مقتطع من إعلان استقلال فلسطين إلى جانب منزل منيب والمصري أحد أعمدة الاقتصاد الفلسطيني.
في عمل فني آخر يطرح الفنان إياد عيسى تساؤلات حول رمزية الكوفية وتحولات معانيها الثورية في المجمع الفلسطيني، والعمل بعنوان "غلاف". ويعرض عيسى الكوفية على شكل ورق على لفاف أغلفة هدايا، كناية عن تحول الرموز الوطنية لسلع استهلاكية.
ويناقش العمل الجماعي الموسيقي "متلازمة رام الله" الآثار الجانبية للنظام الاجتماعي الجديد بعد انهيار أوسلو. وتحمل أحد أغاني الألبوم عنوان "بدي مصاري" تطرح فيه قضية الغلاء المعيشي والارتهان للقروض.
وتفتتح مؤسسة عبد المحسن القطان مقرها الجديد في مبنى مميز وصديق للبيئة في حي الطيرة وهو من تصميم معماري إسباني. ويضم المبنى الذي تبلغ مساحته 7730 متراً مربعاً إلى جانب المكاتب التنفيذية عددا من المرافق العامة الثقافية كمسرح وصالة عرض (جاليري) واستوديوهات، إضافة إلى الفضاءات الخارجية والحدائق الداخلية والخارجية.