خبراء يرون أن الاستثمار في الشباب أفضل من المال
خرج مشاركون في فعاليات القمة العالمية للحكومات الى ان الاستثمار في تنمية الشباب أفضل من الاستثمار في المال على اعتبار أن الثروات المقبلة ستكون في رأس المال البشري، وليس المالي.
دعا مشاركون في فعاليات اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات، أمس، إلى العمل مع الشباب وإشراكهم في صناعة التغيير، والاستثمار فيهم، على اعتبار أن الثروات المقبلة ستكون في رأس المال البشري، وليس المالي، منوهين باختيار إمارة دبي شعار «تواصل العقول.. وصنع المستقبل»، لـ«إكسبو 2020»، كون هذا الهدف يعد من أصعب الأهداف بالنسبة إلى الحكومات، في حين أن الإمارة تضعه هدفاً سيطبق قريباً.
وأشاروا خلال مشاركتهم في جلسة حوارية بعنوان «لماذا تفشل الحكومات»، إلى أن الدول ينبغي عليها أن تشرك الشباب ومنظمات المجتمع المدني في تقديم الخدمات، وأن تتيح لهم الفرصة لقياس أداء الحكومات، لاسيما في عصر انتقلنا فيه من الوصول إلى المعارف، إلى إدارة تلك المعارف.
وتفصيلاً، شهد اليوم الثاني من فعاليات القمة العالمية للحكومات، جلسة حوارية بعنوان «لماذا تفشل الحكومات؟»، بمشاركة رئيسة إيرلندا السابقة رئيسة مؤسسة «ماري روبنسون ــ العدالة المناخية»، ماري روبنسن، ورئيس وزراء فرنسا الأسبق، دومينيك دو فيلبان، ورئيس وزراء ليبيا السابق، الدكتور محمود جبريل، ومؤسس بنك جرامين، الحائز جائزة نوبل للسلام، البروفيسور محمد يونس.
وقالت ماري روبنسن، إن «المجتمع المدني والشباب في حاجة إلى تمكينهم من طرق لقياس أداء الحكومات ومساءلتها، ومن المهم البناء على ما أنجز في العام الماضي، من وضع معايير جديدة للحكومات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ17، التي تنسحب على كل دول العالم، وليس مجموعات منها فقط».
وأضافت أن «نجاح الحكومات يتمثل في أهمية ألا تجعل الشباب يهربون من البلاد، ويبحثوا عن أماكن إقامة أخرى، ولدينا التجربة الإيرلندية مثالاً، عندما واجهت هجرة العقول في الثمانينات، واستطاعت أن تتغلب عليها أخيراً، وبدأ الإيرلنديون في العودة إلى البلاد»، لافتة إلى أن «البعض مازال يعتقد أننا يجب أن نتشبث بالنفط والغاز، وهذا غير صحيح».
شعار دبي
من جهته، اعتبر دومينيك دو فيلبان، أن «الحكومات ينبغي عليها أن تتعلم من فشلها، وعندما كنت رئيساً لوزراء فرنسا، اخترعت مفهوم مراكز التنافسية في فرنسا، للربط بين الطلبة والمخترعين والدولة، وكل ذلك لأجل تحقيق هدف واحد، هو تحفيز وتمكين الأجيال، فما يجعل الشاب راغباً في البقاء في بلده، أن يكون فخوراً بأنه مواطن لهذا البلد، وأن يكون ضامناً لإمكان المشاركة».
ونوه دو فيلبان باختيار دبي شعار «تواصل العقول.. وصنع المستقبل» لفعالية «إكسبو 2020»، كونه من أصعب الأهداف بالنسبة للحكومات.
تعليم جديد
بدوره، قال الدكتور محمود جبريل، إن «العالم في حاجة إلى جامعات ومدارس جديدة، تمكن الشباب من تعلم النجاح بسرعة، فمن ينجح هو الأسرع، وليس الأقوى»، لافتاً إلى أن «هناك ثلاثة محاور يمكن البناء عليها في هذا الصدد، الأول يتمثل في البنى التحتية، التي ينبغي أن تركز فيها الحكومات على الأمن والعدالة، والاقتصاد والتعاقد مع الشركات الخاصة لتقديم خدمات، بينما الخدمات الأخرى ينبغي تفويضها إلى منظمات اجتماعية، وأخيراً العناية بسعادة الإنسان، الذي يجب أن يكون هدفاً أساسياً لدى الحكومات».
اقتصاد أناني
إلى ذلك، اعتبر البروفيسور محمد يونس، أن «مبادئ الاقتصاد العالمي بنيت على الأنانية، بينما الإنسان الحقيقي ليس أنانياً، وإذا ما تمكنا من الانتقال إلى الاقتصاد المبني على الإنسانية فستتحسن الأمور، والحكومات بإمكانها أن تدعم شركات تستهدف الربح، وأخرى تستهدف حل مشكلات المجتمع دون ربح».
وأضاف: «يجب أن نترك الخيار للناس، يقررون بأنفسهم ــ ضمن خيارات مختلفة ــ بدلاً من التركيز على جني أرباح، فالشباب يريدون المشاركة في تغيير العالم، وينبغي أن يدخل هذا المفهوم إلى الشركات والمؤسسات المختلفة»، مشيراً إلى أهمية «التركيز على الشباب الذين يملكون طاقة كامنة، بسبب التكنولوجيا، فالطفل الذي يبلغ خمسة أعوام يستطيع التفاعل بصورة أكبر من الرجل البالغ 55 عاماً، بفضل التكنولوجيا».
وكالات