من لحظة اجتيازك لمدينة أريحا متجها للملكة الأردنية الهاشمية حتى وضع حقائبك التي تحمل طعم ورائحة البلد في الحافلة .. لحين لقائك بالأحبة هناك، محطات تختفي فيها الام الخضوع للتفتيش وملئ الأوراق وتحمل الاصطفاف على شبابيك يقف خلفها وجه الاحتلال البذيء.. وحقائب مبعثرة وطفل يبحث عن أمه وسط ازدحام مقيت.

حسناء الرنتيسي- بوابة اقتصاد فلسطين

لن تشعر أنك وصلت وأنهيت عناء السفر الا حين يلمح بصرك وجه أخ أو قريب يلوح من بعيد مرحبا بقدومك.. عندها تسلم رسائل الحب والشوق من أبناء العائلة والبلدة لتسرح بنظرك لأدق التفاصيل، حيث الخضرة التي ترافقك والبيوت البلاستيكية وباعة الخضار والفواكه على الأرصفة ومشهد مختلف لجزر يحمل أوراقه في حزم.. والوجه المكمل لتضاريس أريحا ورمالها.. 

يستقبلك ازدحام البلدة وشوارعها المكتظة وفي عينيك صورة رام الله للمقارنة.. اللهجة الاردنية للباعة والسائق والشرطة .. والتي يتقنها الفلسطينيون هناك ويتداولونها لدرجة أنك كزائر لن تحتاج هويتك الفلسطينية بحضور لهجتك.
الاستقبال العائلي .. وأخبار النصف الاخر من تلك العائلة التي تعيش في فلسطين .. يتبعه اخراج ما في حقيبتك من رائحة فلسطين، تلك المنتجات باهضة الثمن في متاجر الأردن، وتحمل اسم "زعتر الضفة" .. "زيت الضفة"..صابون نابلس ..الكنافة النابلسية .. ملابس الخليل.. استراحات ومحال تجارية باسم فلسطين والقدس والأقصى ومحافظات الوطن.. فلسطين حاضرة بكل تفاصيلها في الحياة اليومية في الأردن.

ما سيجذب انتباهك من مظاهر حياة تجمع لعائلات على أرصفة الشوارع واشعال النيران للتدفئة في مناطق مفتوحة مطلة على منطقة سكنية مكتظة للاستمتاع بجمال أضوائها مساء، أو في منطقة قريبة من منطقة برية او قريبة من شاطئ البحر.

ستتجول في السوق حتما لترى تنوع المنتجات الغذائية واللحوم المحلية والمستوردة وتشاهد لطف الأسعار مقارنة مع ذات السلع في رام الله وخيارات التسوق المحدودة.

الى الثقافة وذاته مشهد الكتب على الارصفة، وتقارب "أكشاك" الكتب لتؤازر وحدة بعضها في سوق يعج بصراخ الباعة ..

 الى العقبة ..
ان كنت من محبي الاستجمام فانك حتما ستختار التوجه للعقبة .. حتى وإن كانت الأجواء باردة.. سينسيك جمال البحر برودة المياه.. الطريق الطويل الذي يقدر ب5 ساعات في الحافلة سيكون ممتعا.. مليئا بالتجمعات البدوية والجمال والمواشي مرورا بوادي رم وجباله الشاهقة التي تنقلك لمشهد مختلف تماما عن المدينة وتفاصيلها.

وعن العقبة تقع المدينة على الحدود الجنوبية للمملكة الأردنية الهاشمية، على طرف البحر الأحمر في خليج العقبة، وعلى بعد 330 كيلو متراً جنوب العاصمة عمان، وهي المنفذ البحري الوحيد للمملكة، ويشكل موقعها الاستراتيجي نقطة وصل بين القارات الثلاثة آسيا، أوروبا، وأفريقيا.
تتجول في أسواقها لتحمل هدايا الايدي الأردنية الماهرة التي تحترف مزج الوطن بأصداف ومحار وجلود وقطع نحاسية وخشبية ورمل ملون.

استمتع بأقل التكاليف
تكاليف الرحلة وعروض الحجز في الفنادق ان رغبت بذلك وموقع الفندق الذي تختاره، معلومات هامة عليك معرفتها لتخرج بانفاق أقل ومتعة أكبر، فان كنت من محبي البحر عليك اختيار فندق قريب على الشاطئ تبعد فيه غرفتك بضعة أمتار عن الشاطئ، تجعلك تعيش روعة الأجواء ومشهد البحر الخلاب في الشروق والغروب.
أما ان كنت من محبي التسوق فيمكنك اختيار الفنادق التي تقع وسط السوق، حيث الاسعار الجيدة في أسواق العقبة، وازدحام المطاعم والمأكولات البحرية والمشاوي والأكلات المتعارف عليها.

على شاطئ البحر ستلتقي بأهواء مختلفة .. من عشاق القراءة على الشاطئ، لعشاق الرياضة واليوغا.. لعشاق الاسترخاء والتأمل والغوص بمساحات مختلفة .. لعائلات تعيش الصخب بين أمواج البحر.

يمكنك أن تستمتع بأعماق البحر وبالشعب المرجانية والتي يعد بعضها الأجمل في العالم، هناك جولات يمكنك المشاركة بها لتجرب الغطس بحضور مدريبن محترفين، ايضا يمكنك ركوب البحر بسفن وبواخر معدة للسياح لتتصل بأطراف البحر ووسطه بما يحمله من قوارب وسفن ومتزلجين والصيادين ..ومظلات محلقة في سمائه..
أجمل ما في هذا كله انك لن تستطيع رفع بصرك عن شاطئ فلسطين المحتلة بما سمي مدينة ايلات أي أم الرشراش.. تشعر انك على بعض أمتار من وطنك.. تمد يديك بعيدا علك تمسك خيطا منه.

أيامك القليلة ستنتهي، ستودع البحر بطاقة ايجابية تجعلك تتمسك بذيل آخر قطرة ماء على ترابه.. ثم تودعها مستقبلا أحباءك بالكثير من القصص والمشاهد المشوقة عائدا لأرض الوطن، ومحملا بالسلع الاكثر طلبا لفرق السعر الهائل بين البلدين، كالسجائر وأشياء اخرى.

الصورة لأم الرشراش - الجهة المقابلة للعقبة