الرئيسية » محلي »
 
05 كانون الثاني 2016

رفح: تجار يلجؤون إلى سلعة الشيكل لمواجهة الكساد

تراجع القدرة الشرائية للمواطنين في ظل الوضع الاقتصادي السيء الذي تعيشه الأسر الفلسطينية دفع المصنعين والمستهلكين لنقطة التقاء أبدعها هؤلاء لحل مشكلتين، تراكم البضائع وعدم القدرة على شراء الكميات الكبيرة في آن واحد، حيث تم توفير سلع ومنتجات بأحجام صغيرة وبقيمة شيكل لتتمكن الأسر من شرائها في أي وقت..

\

برزت في أسواق قطاع غزة عموماً، وأسواق محافظة رفح على وجه، التحديد ظاهرة جديدة، تمثلت في رواج «سلعة الشيكل»، وهي عبارة عن حجم مصغر من أي بضاعة أو سلعة استهلاكية، يباع المغلف منها مقابل شيكل واحد. فالشركات المستوردة للسلع، صنعت مغلفا صغيرا، يحوي كميات محدودة من الشاي أو زيت الزيتون، أو الطحينة، أو التوابل بكافة أنواعها، ومنظفات الأواني، والخميرة، ورِب البندورة، والقهوة، على أن تباع مقابل شيكل، بالإضافة للمغلف التقليدي.

ويقول البائع محمود عبد العال، وكان يبيع سلعا صغيرة على عربة وسط سوق رفح الأسبوعية، إن السلع الصغيرة، حلت أزمة للباعة والمواطنين على حد سواء، فالموظف أو المواطن محدود الدخل، لا يمتلك مالاً لشراء عبوات كبيرة من السلعة، خاصة في نهاية الشهر، وقد يحتاج إلى كمية محدودة من بعض السلع، لذلك يجد في السلعة الصغيرة حلا لمشكلته. ونوه إلى أن «سلعة الشيكل»، خلقت حركة شرائية نشطة في المتاجر والأسواق، ومن خلالها تغلب التجار على حالة الكساد، لاسيما وأنها تدر دخل جيد على الباعة، كون معظمها يوفر أرباح جيدة لهم.

وتوقع عبد العال أن تواصل الشركات والمصانع في غزة إنتاج عبوات صغيرة للمزيد من السلع، بعد أن أثبتت هذه الطرقة نجاعتها في تحسين المبيعات، ومحاربة حالة الكساد في الأسواق. أما ربات البيوت فقد أبدين رضاهن للسلع المذكورة، حيث قالت المواطنة أم محمد عيد، إن السلع الصغيرة والرخيصة وفرت حلول للكثير من ربات البيوت، فكثيراً تتنبه ربة البيت لنفاذ سلعة معينة من منزلها مثل معجون الطماطم أو نوع من التوابل، ومن الصعب شراء عبوة كبيرة، نظراً لعدم وجود مال كافي في معظم الأحيان، فتلجأ لـ «سلعة الشيكل»، التي توفر حل سريع وعملي لمشكلتها، وحين يعود الزوج يوفر السلعة الناقصة بكمية أكبر.

وأشارت إلى أنها كثيراً ما تلجأ لشراء السلعة الصغير خاصة عند الحاجة، فالشيكل قيمته قليلة، لكنه قد يحل أزمة. انتقاص الكمية أما المواطن اشرف هاشم، فأكد أن «سلعة الشيكل»، جيدة وتحل أزمة وتفيد التجار، لكن الشركات تبالغ في انتقاص كمياتها، فمثلا لو افترضنا أن ثمن علبة معجون الطماطم الكبيرة يساوي خمسة شواكل، فإن خمس عبوات صغيرة من نفس المعجون قد لا تساوي نصف كمية العبوة الكبيرة، وهذا يوضح أن الشركات تستغل حاجة الناس، وتضع كميات قليلة جداً من السلعة في المغلف الصغير.

ونوه هاشم، إلى أنه لا يقتنع بشرائها، فهي غير اقتصادية، لذلك فهو يعمد لشراء كل احتياجات أسرته من السلع بمغلفات كبيرة، فور تسلمه لراتبه، وفي نهاية الشهر، قد يلجا لشراء بعض المغلفات من «سلعة الشيكل»، في حال نفذ صنف ما من المنزل.

أما الشاب هيثم خالد، ويمتلك بقالة صغيرة غرب مدينة رفح، فأكد أن توفر «سلعة الشيكل»، خلقت رواج في البقالة، فهو يبيع مغلف كبير «24 قطعة»، من السلعة الصغيرة ولا يبيع قطعة أو اثنتين من نظيرتها الكبيرة، وهذا إن دل على شيء يدل على مدى إقبال المواطنين على مثل هذه السلع، معتقداً أن الفقر ونقص الأموال هي من أهم الأسباب. وأكد خالد أنه فطن لذلك مبكراً، وبدأ يركز على تلك البضائع، فلم يدع سلعة قام مصنع أو شركة بصنع مغلف صغير منها إلا وجلبها وبدأ ببيعها، فهي من أكثر الأشياء التي تخلق حركة ورواج في بقالته. 

محمد الجمل

كلمات مفتاحية::