تأثيرات الأحداث العالمية والمحلية على بورصة فلسطين في 2015
تأثرت بورصة فلسطين بالاحداث الاقتصادية العالمية ما انعكس على تشغيل الأرباح الرأسمالية وتوزيعات الأرباح لدى الشركات المدرجة فيها. في هذا التقرير نستعرض العوامل التي أثرت على البورصة وكيفية استجابتها لها.
حسناء الرنتيسي- بوابة اقتصاد فلسطين
رغم أن الاقتصاد الفلسطيني صغير ومعزول نوعا ما عن الاقتصاد العالمي وقليل التأثر والتأثير فيه، إلا أن العام 2015 كان حافلا بالمفاجآت الاقتصادية التي انعكست على سوق الاوراق المالية الفلسطيني حينا بشكل ايجابي وأحيانا اخرى بشكل سلبي.
أثر ارتفاع الدولار
أثّر ارتفاع سعر الدولار بشكل ايجابي على بعض الشركات، وبعضها تأثر بشكل سلبي، شركات الخدمات مثلا تبيع بالشيقل وتحول للموردين بالدولار والدينار لذلك تأثرت بشكل سلبي، والقليل من الشركات تأثرها كان ايجابيا.
أثر انخفاض النفط
"صحيح اننا لسنا دولة منتجة ولا مصدرة انما دولة مستهلكة، وموضوع البترول قد يكون واحدا من عوامل الانتاج لبعض الشركات المدرجة في البورصة كقطاع الصناعة، وبالتالي كان لانخفاض أسعار النفط أثرا ايجابيا على بعض الشركات بخفض المصاريف التشغيلية او خفض تكاليف الانتاج بنسبة معينة" يقول محمد خريم مدير دائرة العلاقات العامة والتوعية الاستثمارية في بورصة فلسطين.
العائق الأكبر
الوضع السياسي كان العائق الكبير لدى الشركات المدرجة في بورصة فلسطين، التأثير سلبي وما زال قائما، وخاصة في ظل غياب أفق لحل سياسي.
ويوضح خريم: رغم أنه بعد شهر 10 زاد التداول فترة "الهبة الشعبية" التي ما زالت قائمة؛ الا أن انعدام الافق السياسي يؤثر على الاستثمار، فأي مستثمر سيفكر في نسبة الخطر في مشروعه، والتي هي مرتفعة جدا في فلسطين بسبب الوضع السياسي.
اندماجات داعمة
أثّر قرار سلطة النقد بإعطاء فرصة للبنوك لتصل رؤوس الأموال لغاية 75 مليون دينار، هذا القرار دفع لاندماجات شهدتها بعض البنوك، مثل البنك التجاري الفلسطيني الذي تحدث عن اندماجات محتملة، وكذلك الحديث منذ أسبوعين عن اندماج البنك الاسلامي العربي مع بنك فلسطين، اضافة الى البنك الوطني الذي اشترى فرع بنك الاستثمار الاردني وهذه أثرت أيضا وزادت الملاءة للبنك الوطني.
خدمة 3G مؤثر قوي
بعض الخدمات المرتبطة بقطاع الاتصالات مثل موضوع 3G أيضا لها دور ايجابي وميزة اضافية رفعت سهم الوطنية الموبايل.
ويقول خريم: إنموضوع الـ 3G سيؤثر بحد ذاته، ويمكن أن يظهر أثر ذلك في الربع الأول من العام 2016 نتيجة الخدمات الجديدة التي ستقدمها شركات الاتصالات في فلسطين.
أيضا كان لموضوع الضريبة التي كانت قد وضعت على رخصة الوطنية والتي جمدها مجلس الوزراء أثرت كثيرا على أسهم الشركة ورفعتها.
داخليا -كبورصة فلسطين-، يفيد خريم بأنه تم استحداث نظام اصلاح الكتروني لافصاح الشركات المدرجة وشركات الوساطة، وبدء العمل فيه في العام 2015، وهو خطوة ايجابية وتطور قد يكون له تأثير ايجابي على الشركات المسجلة في البورصة.
من حسن حظنا
تعقيبا على ذلك قال الخبير الاقتصادي د. نصر عبد الكريم أن أسواق المال انخفضت آخر شهرين عالميا بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية، بينما سوق فلسطين لم يتأثر، ويرى ان هذا الأمر من حسن حظنا كوننا لم نتعرض لنفس القدر من التأزم، لذلك نستطيع القول أننا بمنأى لحد كبير عن العالم والتقلبات العالمية.
وأوضح د. عبد الكريم أن الفلسطيني بشكل عام يخضع لتأثيرات متصلة بالوضع على الأرض، وهو متأثر باسرائيل أكثر من اي عوامل أخرى.