الأغوار: تجمع الحديدية صمود رغم قلة الدعم
هدم الاحتلال في بداية الشهر الحالي المآوي السكنية في تجمع الحديدية في الأغوار الشمالية وصادر خيام ومضخات مياه لعدة عائلات كما جرف الشارع الترابي المؤدي للتجمع، بحجة عدم توفر رخص بناء، ما زاد معاناة الأهالي في هذه المنطقة التي تفتقر بالأصل لأدنى الخدمات الحياتية والبنية التحتية.
ضاعف هدم سلطات الاحتلال صعوبات الحياة على رقية بشارات
أسماء مرزوق- بوابة اقتصاد فلسطين
تبدأ رقية بشارات صباحها بإشعال الحطب لإعداد الإفطار لأبنائها الطلاب، بالقرب من خيمة بلاستيكية صغيرة تقيم فيها مع عائلتها بعد أن هدم الاحتلال الأسبوع الماضي مساكن ومنشآت أهالي تجمع الحديدية في الأغوار الشمالية شرق مدينة طوباس.
ضاعف هدم سلطات الاحتلال صعوبات الحياة على رقية، فهي تضطر اليوم، بعد تدمير الاحتلال لأدوات المطبخ وغاز الطهي، لإشعال الحطب لتسخين الماء وصنع الطعام عدة مرات باليوم خارج خيمتها في الأجواء الباردة.
لكن هذه ليست المرة الأولى التي يهدم فيها الاحتلال مسكن رقية، الأم لعشرة أبناء، لكنها من أسوء المرات بسبب موعد الهدم في بداية فصل الشتاء. تقول "يريدون إجبارنا على مغادرة المكان لكننا باقين، فهنا ولدنا وهنا سنبقى مع أبنائنا".
وتعيش عائلة رقية مع 12 عائلة أخرى (حوالي 85 نسمة) في تجمع الحديدية على أراضي طابو فلسطينية وبعقود أجار قانونية، وهي مناطق منصفة ج، بعد أن كانت هناك أكثر من 140 عائلة تعيش بالمكان انتقلت خلال العشر سنوات الأخيرة بسبب اعتداءات الاحتلال. وتعتمد الأسر في الحديدية بشكل رئيسي على تربية المواشي والزراعة.
وتفتقر الحديدة لأدنى الخدمات الحياتية والبنية التحتية، فلا ماء ولا كهرباء ولا طريق معبد يصل التجمع بالشارع الرئيسي، ويضطر المواطنون لنقل المياه لمسافات طويلة عبر صهاريج بتكلفة 25 شيقل/كوب أي 5 أضعاف سعر متر مكعب المياه للمستهلك من شبكة المياه العامة في الضفة.
وفي الحديدية 37 طفلا يضطر التلاميذ منهم للذهاب يوميا إلى مدارس في بلدة طمون ومدينة طوباس ما يضطرهم لقطع مسافات بعيدة. الأمر الذي يعزا له نسبة التسرب الكبيرة من المدارس لا سيما بين الفتيات.
وتروي بشارات أن عائلاتها كثيرا ما علقت لأيام متواصلة في أيام الشتاء الشديدة دون القدرة على الوصول إلى الشارع المعبد من خلال الطريق الترابية التي يغرقها مطر الشتاء.
مناطق عسكرية محظورة
يقول منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعة، إن منطقة الحديدية من ضمن 11 تجمعا رعويا في الأغوار الشمالية يستهدفها الاحتلال لتفريغها من سكانها من خلال إعلانها مناطق عسكرية مغلقة ومناطق إطلاق نار.
والحديدة محاطة بثلاثة مستوطنات: مستوطنتي روعيه وبكاعوت إلى الغرب، ومستوطنة حمدات إلى الشرق. إضافة إلى العديد من المعسكرات، التي تتخذ من أراضي المواطنين مكانا لتدريبات عسكرية بالأسلحة الثقيلة وتحظر على الأهالي البناء والزراعة ورعي المواشي بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة.
ورغم أن التجمع شهد زيارات رسمية عدة مؤخرا، كزيارة رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وسبقته زيارة وزير الحكم المحلي حسين الأعرج ممن قدموا وعودا بمساعدات تعزز صمود المواطنين، إلا أن عبد الرحيم بشارات صاحب عدد من المنشآت المهدمة، قال بأنه لم يعد يثق بالوعود الرسمية لأنه تلقى الكثير منها كما أن الاهالي لم يتلقوا دعما حكوميا يرقى لمستوى صمودهم.
عبد الرحيم بشارات (أبو صقر) تلقى الكثير من الوعود بدعم التجمع من السلطة الفلسطينة
ويشير بشارات لبوابة اقتصاد فلسطين بأن معظم المساعدات جاءت من منظمات وجمعيات أوروبية، فالخيم التي يسكنونها قدمتها مؤسسة "ACTED" الفرنسية و الصليب الأحمر، في حين قدمت مؤسسة إيطالية صهريج ماء للتجمع، وقدمت جمعية فرنسية باص لطلاب القرية، وغيرها.
وتوفر هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة للسلطة الوطنية محام لدعم أهالي الحديدية والتجمعات المحيطة على المستوى القانوني، وتغطي تكاليف الإجراءات القانونية والرسوم وغيره، حسب رئيس الهيئة وليد عساف.
وتعاني منطقة الأغوار بشكل عام من نشاط استيطاني مكثف، يترجم مخططات الاحتلال لفصل منطقة الاغوار عن بقية محافظات الضفة الغربية تمهيدا لنزع ما نسبته 30% من المساحة الكلية للضفة الغربية عن الدولة الفلسطينية