الرئيسية » في دائرة الضوء »
 
05 تشرين الثاني 2015

مصل أفعى فلسطين يكلف ملايين الشواقل سنويا

كثمن أمصال فقط، تكلف أفعى فلسطين السامة وزارة الصحة الفلسطينية نحو 5 ملايين شيقل سنويا تدفعها الوزارة لاسرائيل التي تصنع هذه الأمصال في مختبراتها، ويكلف المصاب الواحد الوزارة –ثمنا للمصل فقط- 24 الف و500 شيقل كحد أدنى.

\

حسناء الرنتيسي- بوابة اقتصاد فلسطين

"أفعى فلسطين السامة" .. من أخطر الافاعي في فلسطين والتي لا تخلو أي منطقة فلسطينية منها، وتتزايد اعدادها بشكل كبير جدا حسب خبير الأفاعي جمال العمواسي.

ويوجد في فلسطين العديد من الأفاعي السامة وغير السامة يقدر عددها  بـ37 نوعاً، وتنتشر في جميع المناطق سواء في الجبال أو الأغوار أو المناطق الزراعية.

في عام 2013 تم تسجيل 95 لدغة أفعى حسب د. جواد البيطار من وزارة الصحة، والذي أشار إلى وجود حالات غير مبلّغ عنها، إلا أن ما بُلّغ عنه وصل 95 حالة في الضفة وغزة، منها 47 حالة في الضفة، و48 حالة في غزة، بمعدل بلغ 2.1 إصابة لكل 100 ألف مواطن.

ويضيف البيطار "في عام 2014 لم تصلنا بلاغات من غزة، وفي الضفة هناك 57 إصابة، أي بمعدل إصابتين لكل 100 ألف مواطن".

\

العلاج مكلف

علاج هذه اللدغات مكلف جدا حسب العمواسي، فالمصل يتم شراءه من اسرائيل التي تبيعه لوزارة الصحة الفلسطينية، ويحتاج المصاب من 3-5 جرعات، هذا في حال الاصابة الخفيفة، وهي مكلفة جدا، ولم تكن متوفرة لدى وزارة الصحة، لكن بعد جهد كبير وبسبب زيادة اللدغات والاصابات تم توفير هذه الجرعات التي تحتاج إلى مختبرات دقيقة، ومعدات متطورة وخبراء لتصنيعها.

ويقول رزق عثمان مدير مستودعات الادوية في وزارة الصحة ان ثمن المصل الواحد المضاد لسم أفعى فلسطين السامة هو 4900 شيقل، وقد يحتاج المصاب لأكثر من عشرين مصل، والحد الأدنى هو 5 أمصال، اي ان المريض المصاب الواحد يكلف الوزارة -كمصل فقط دون احصاء تكاليف المبيت والاشراف وغيرها- 24 الف و500 شيقل كحد أدنى، ويعتمد عدد الأمصال على حجم الافعى وكمية السم الذي اخترق جسد المصاب وغيره.

ويقول عثمان ان الوزارة تحصل على المصل من اسرائيل منذ بضعة سنوات.

ويضيف عثمان ان معدل الامصال التي يتم شراءها من اسرائيل سنويا تكون ما بين 700-1000 مصل، واذا ما حسبنا تكاليفها كون سعر المصل الواحد 4900 شيقل سيكون المبلغ الذي يدفع لاسرائيل ثمن المصل بمعدل 3 ملايين و500 الف شيقل الى 5 ملايين شيقل تقريبا.

د. اسامة النجار الناطق باسم وزارة الصحة أوضح من جهته ان هناك مصنعاً في إسرائيل هو الوحيد الذي يقوم بصناعة هذه المضادات، مشيراً إلى أن نوع الأفعى في فلسطين مختلف عن بقية الأفاعي بالعالم لذلك يجب أن يكون المضاد مناسباً لسمها.

ويضيف النجار أنه في بعض الأحيان يكون عدد من يتعرضون للدغات أكبر مما هو متوفر لدى الوزارة ما يضطرهم لشراء مضادات إضافية.

ويؤثـر سم الأفاعي على الدورة الدموية والجهاز العصبي مما يؤدي إلى تشنجات عصبية، ومن أهم أعراض لدغة الأفعى ظهور جرح على شكل فتح أو أكثر في مكان العضة ناتجة عن غرز أنياب الأفعى مصحوبة بألم شديد ودوخة وارتخاء في الجسم وقد تظهر نوبات تشنج نتيجة تأثر الجهاز العصبي، وفي بعض الحالات قد يحدث فقدان للوعي مما يدل على شدة تأثير المادة السامة، بالإضافة إلى سرعة في النبض والتنفس وانتفاخ وحرقة في مكان اللدغة يصاحبها تغير في لون الجلد.

\

استخدامات اخرى

اسرائيل برعت في مجال استخدام الافاعي في أنواع من الأدوية كما يشير العمواسي، فمنها تصنع مضادات حيوية، كما قامت دولة الاحتلال باستخدامها في مستحضرات التجميل أيضا، وليس فقط في الادوية العلاجية.

ويؤكد ذلك الخبير البيئي داود الهالي، الذي يؤكد أهمية الافاعي في استخلاص الادوية والمستحضرات الطبية منها، مع ضرورة التمييز بين الخرافات والمنطق، فسموم الافاعي مثلا تستخدم في صناعة انواع من الأدوية، وهو ما ذُكر في كتب الطب الشعبي.

 

مواضيع ذات صلة