معرض البلح بغزة.. تركيز على السوق المحلية
اختتام مساء أمس في غزة معرض النخيل ومنتجاته،ولفتت خطوة إقامة المعرض انتباه الزوار الذين أبدوا إعجابهم به رغم تواضعه.
يبدي المزارع سعيد الأغا استحسانه فكرة إقامة معرض للبلح في قطاع غزة يجمع بين مزارعي النخيل ومصنعيه ومستهلكي منتجاته في مكان واحد، كون المعرض محاولة جادة لمعالجة أزمة انخفاض أسعار البلح منذ منع تصديره قبل أكثر ثمانية أعوام.
ويشارك الأغا في المعرض مع 21 عضوا آخرين من أعضاء "التجمع العنقودي للنخيل" القائمين على زراعة وصناعة وتسويق منتجات النخيل، وذلك في مسعى لتعزيز القدرة التنافسية للشركات المحلية المتوسطة والصغيرة من أجل تشجيع الاستثمار في النخيل، وفتح آفاق جديدة للتسويق.
ويقول الأغا في تصريح للجزيرة نت إن بيع البلح والرطب طازجا في الأسواق المحلية بعد منعه من التصدير بسبب الحصار الإسرائيلي وضعف القدرة التصنيعية له قاد إلى ضعف المردود الاقتصادي للقطاع، وكبد المزارعين خسائر كبيرة.
ويمتاز قطاع غزة بكثافة زراعته النخيل ووفرة الإنتاج، وهو ما دفع التجمع العنقودي للنخيل بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة في غزة والجمعية الأهلية لتطوير النخيل والتمور لإقامة معرض يهدف إلى تشجيع صناعة النخيل واستهلاك منتجاته، بما يكفل توفير حاجة سكان القطاع طيلة العام، والنهوض بهذا القطاع الزراعي المهم للسكان.
خطوة ملفتة
وبدت خطوة إقامة معرض للنخيل ومنتجاته -الذي افتتح الاثنين واختتم أمس- ملفتة بالنسبة لزوار المعرض الذين أبدوا إعجابهم بالمعرض رغم تواضعه، وهو ما عبّر عنه الزائر سامي شعت بقوله "المعرض دليل على أن مزارعي وتجار غزة لا يرضخون للاحتلال وحصاره ويبحثون عن حلول لأزماتهم".
ودعا شعت في حديثه للجزيرة نت القائمين على المعرض إلى تكرار التجربة، وتوسيع دائرة الاهتمام بالمستهلك عبر تكثيف الحملات الإعلانية المتعلقة بالترويج لمنتجات النخيل، وحث أصحاب المصانع على مضاعفة إنتاجهم من مشتقات البلح المحلي، وإغلاق السوق في وجه منتجات النخيل الوافدة من الأسواق الإسرائيلية.
ويؤكد عاهد حمادة، صاحب أحد مصانع تصنيع مشتقات البلح، أن بلح غزة يمتاز بجودة عالية، لافتا إلى أن جهود المصنعين تتركز من إنتاج المزيد من أجل تقليل اللجوء إلى الاستيراد.
ونجح حمادة في صناعة وتسويق العجوة والدبس وغيرهما من المنتجات الأخرى، كاشفا في حديثه للجزيرة نت أنه يعكف هذه الأيام على وضع الخطة التسويقية لمنتج جديد هو عصير البلح، وهو منتج غير شائع في غزة.
تشجيع الاستثمار
وتأتي فكرة المعرض وفقا لمدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية بمحافظة غزة ماهر الطباع تتويجا للجهود التي بذلت على مدار السنوات الثلاث الأخيرة على صعيد الحث على الاستثمار في قطاع النخيل، والمحافظة على مكانة شجرة النخيل الدينية والوطنية.
وينظر مدير عام التسويق والمعابر في وزارة الزراعة تحسين السقا إلى المعرض على أنه خطوة مهمة على صعيد فتح أوسع سوق محلية لتسويق منتجات، وذلك لتعويض المزارعين عن الخسائر الناجمة عن منع تصدير منتجاتهم.
وذكر السقا للجزيرة نت إلى أن القطاع يضم في جنباته نحو 250 ألف نخلة، تنتج 12 ألف طن من ثمار البلح والرطب تقريبا، يسوق معظمها في القطاع في فترة جني البلح في شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام.
(الجزيرة. نت)