الرئيسية » في دائرة الضوء »
 
28 أيلول 2015

دلائل رفع كيلو الزيت الى 30 شيقلا

يستعد الفلسطينيون في هذه الأيام لموسم قطاف الزيتون، الذي من المتوقع أن يبدأ مطلع الشهر القادم وسط تخوف من قلة الانتاج لهذا الموسم وارتفاع سعر زيت الزيتون ليصل قرابة 30 شيكل للكيلو الواحد .

\

بكر عتيلي- بوابة اقتصاد فلسطين- نابلس

تعتبر فلسطين دولة زيتونية بامتياز من حيث مساحة الأرض المزروعة بأشجار الزيتون، حيث تشكل ما نسبته 50% من مساحة الأرض المزروعة أي ما يقدر بـمليون دونم تحتوي على 10 ملايين شجرة زيتون .

ورغم تميز زيت الزيتون الفلسطيني بميزات خاصة عن باقي منتجات زيت الزيتون في العالم، يرى فياض فياض مدير عام مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني "أننا نقف آخر الصف في إنتاجية الزيتون فنحن من الأقل انتاجية على مستوى العالم".

وبحسب الإحصاءات، يُلاحظ تذبذب إنتاج زيت الزيتون كما يُلاحظ قلة إنتاجيته. ففي عام 2013 كانت نسبة الزيت المستخرج من الزيتون تشكل 26% فيما انخفضت عام 2014 تلك النسبة الى 22% فقط .

وبحسب توقعات مجلس زيت الزيتون فإن العام الحالي سيشهد قلة انتاجية ملحوظة فمن المتوقع أن تنتج فلسطين قرابة 15 الى 17 ألف طن من زيت الزيتون، مقارنة مع 24 ألف طن العام الماضي، ما سيؤدي الى رفع أسعاره لتصل الى 30 شيقلا للكيلو الواحد .

ويعزو المجلس توقعاته لهذا الموسم الى عدة عوامل اولها أن إنتاج الزيتون سيكون ضعيفا، إضافه إلى الإقبال على شراء الزيت من قبل الإسرائيليين وكذلك افتقار فلسطين لمخزون كافي من الزيت من إنتاج العام الماضي.

\
 

أسباب متعددة 
ويعزو فياض قلة الإنتاجية إلى أربعة مشاكل تحول دون تطوير إنتاجية الزيتون وهي "هرم شجر الزيتون والأمراض والآفات التي تصيبه بالإضافة الى عدد المعاصر الكبير الهرمة والقديمة بالتالي ارتفاع فاقد الزيت بالجفت حيث وصلت العام 2014 قرابة 20 مليون شيكل، بالإضافة الى مصادرة الاحتلال للأراضي حيث يستولي على ما مساحته 40 ألف دونم".

بدوره يرى زياد عنبتاوي، رئيس مجلس ادارة شركة الأرض المختصة بتجارة زيت الزيتون أن الاحتلال وعدم التخطيط وغياب السياسات عنوانا كبيرا وهناك أسباب عديدة أبرزها أن "هناك محفزات للهجرة ولترك الأرض بحيث أصبح الفلاح غير مكترث بأرضه وكان للاحتلال الدور الكبير في هذه السياسة".

تفتت الملكية 

ويعتبر عنبتاوي أن السبب الأكثر خطورة على المدى البعيد هو "تفتت الملكية التي دفعت الشباب إلى الابتعاد عن أرضه وهذه ظاهرة خطيرة جدا على كافة القطاع الزراعي".
ويعتقد عنبتاوي أن "الممارسة الزراعية ليست بالمستوى المطلوب مما يقلل انتاجيته، بالاضافة الى أن طبيعة الأرض في فلسطين جعلت من زراعة الزيتون هي في المناطق الجبلية غالبا بعيدا عن تقنيات الزراعة الحديثة".

ضعف المنافسة السعرية 
واستنادا إلى الإحصاءات فإن العالم ينتج 3.5 مليون طن من زيت الزيتون الذي يشكل الإنتاج الفلسطيني منه أقل من 1% وبذلك تتضاءل القدرة الكمية على المنافسة، ناهيك عن ارتفاع تكلفة إنتاج زيت الزيتون حيث تصل تكلفة إنتاج الكيلو الواحد قرابة 3 دولارات وهو سعر البيع في الأسواق العالمية، وبذلك يفقد الزيت الفلسطيني قدرته على المنافسة السعرية أيضا.

\

عنبتاوي الذي تحدث لنا عن تجربة شركته، يرى أن زيت الزيتون البلدي يباع "بأسعار فلكية" في الـسواق حيث أن سعر الكيلو الواحد يتراوح بين 22 الى 24 شيقل، أي أنه يباع بضعف تكلفته الإنتاجية .

ويقول عنبتاوي: "كانت هناك صورة وردية حول العمل بهذا القطاع وبعد دخولنا إلى هذا المجال وجدنا عقبات كبيرة أمامنا من حيث الأسعار والمنافسة بالإضافة إلى المشاكل في جودة الزيت الناتجة عن سوء المارسة الزراعية وتخزين الزيت لم يكن بالسهولة الحصول على كمية زيت فاخر حيث كانت كمياته لا تتجاوز 10 طن فقط".

البحث عن حلول مجدية 
وفي إطار البحث عن حلول لمشاكل قطاع الزيتون وجعل زيت الزيتون الفلسطيني أكثر جدوى ومحفز للاستثمار يتساءل فياض " هل شجرة الزيتون ذات جدوى ؟ هل زراعة الزيتون مفيدة للمزارع؟" ويجيب على سؤاله: "تصبح ذات جدوى من خلال زيادة الإنتاجية وتحسين الجودة".

ويوافق عنبتاوي فياض في ذات الطرح قائلا: "الحصول على جودة زيت عالية يؤهلنا لدخول الأسواق العالمية والمنافسة لعدم قدرتنا على المنافسة من خلال السعر".

ويضيف عنبتاوي "يجب عمل تنظيم لعملية تجارة الزيت الداخلية والخارجية ووضع معادلة متزنة بالكميات التي تباع في الأسواق والتي تصدر وأسعارها".

ويطرح عنبتاوي حلولا أخرى ومنها تقليل نسبة الفاقد من زيت الزيتون أثناء العصر موضحا: "نسبة الفاقد من الزيت تبلغ قرابة 10% تذهب في المخلفات، لذلك يجب الرقابة على المعاصر وآليات العصر المستخدمة".

\

كيف يصبح الزيت عملة فلسطينية صلبة ؟
وحول جدوى الاستثمار في قطاع الزيتون في حال تم العمل الجاد على تنميته واصلاحه فيرى عنبتاوي: "البنية التحتية والطبيعة الجغرافية والإدارة العامة لهذا القطاع لا تشجع الاستثمار فيه ويمكن منح الثقة للمستثمر للاستثمار من خلال تنظيم القطاع ووضع القوانين والتسهيلات من أجل تنمية وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع بحيث يصير استثمار مجدي".

بدوره يعتقد فياض أن الاستثمار في قطاع الزيتون مجدي، قائلا: "يمكن للمستثمرين التوجه للزراعة من خلال التكنولوجيا الحديثة والاستراتيجيات الحديثة بحيث يكون مجدي جدا وهو قليل التكلفة وعالي الإنتاج من خلال الزراعة المروية بحيث يكون الزيت ذات جودة وإنتاجية".

مواضيع ذات صلة