العيد يرفع الاقبال على الشوكولاتة إلى 400%
تعتبر الأعياد موسما خصبا لانتشار الشكولاتة والمكسرات الفاسدة، نظرا لتوجه بعض الأسر لتحقيق هذا التقليد بما يناسب دخولهم، وهنا تظهر معركة الجودة والسعر، من ينتصر بالنهاية غالبا هو السعر حسب أصحاب المحال التجارية، وعزا البعض ذلك للظروف الاقتصادية التي يعيشها المواطنون والتي تتحكم بطقوس عاداتهم لكنها لا تلغيها.
رام الله- بوابة اقتصاد فلسطين| حسناء الرنتيسي
خالد الحناوي من شركة العائلات للمناسبات في رام الله يقدر استهلاك المواطنين للشكولاتة والمكسرات بـزيادة نسبتها 300-400% خلال الأعياد، وقد اتخذ المواطنون ذلك عادة أو تقليد لا بد منه، حتى عندما تتعرض البلاد لظروف سياسية سيئة يبقى استهلاكها للشكولاتة والمكسرات مرتفعا أيضا فترة العيد.
لكن حركة السوق ليست كالمعتاد حسب الحناوي، ويؤيده الرأي تامر عامرية من "مدينة الطيبات" فيبدي امتعاظه من حركة البيع والشراء للشكولاتة والمكسرات هذا العيد، ويقول إنه في الأعياد قبل سنوات كانت الحركة تبدأ قبل ذلك الوقت بأيام على الأقل، إلا أنها هذه السنة تأخرت كثيرا.
ويقول ابو ضياء من محمص العائلات ان سبب عدم الاقبال بشكل طبيعي على الشكولاتة والمكسرات هذا العيد هو تراجع القدرة الشرائية لدى المستهلك، فالمواطن يريد الشراء لكنه لا يستطيع.
المحلي موجود بقوة
لدينا شوكلاتة فلسطينية عالية الجودة وشهدت صناعتها تطورا ملموسا، ويتم تسويقها بشكل مميز، وهي ذات جوده عالية كما يوضح صلاح هنية، رئيس جمعية حماية المستهلك في رام الله.
أما الأنواع الموجودة بالسوق الفلسطيني حسب تقدير الحناوي فـ 50% منها محلي، و20% أجنبي و 20% من دول عربية كسوريا والأردن ومصر، ويرى الحناوي أن المنتج المحلي جزء منه جيد الجودة، ويناسب دخل المواطن غالبا.
ويؤيده في القول ابو ضياء من محمص العائلات، والذي يقول ان هناك صناعة محلية جيدة وهو منتج بست من انتاج مصنع في عنبتا، وهو ذو جودة عالية، بينما بقية الاصناف المحلية غالبا تكون بجودة عالية بداية صناعتها، ثم يبدأ تراجع الجودة بعد شهر او شهرين من الانتاج، حيث يبدأ اهمال التغليف والجودة وطباعة بطاقة البيان عليها.
ويحذر الحناوي من الشكولاتة والمكسرات التي تباع على البسطات، ويقول أن هذه البضائع غالبيتها من إسرائيل أو من خلال تجار إسرائيليين، وغالبيتها عبارة عن "شروات" أو بضائع ملعوب بتاريخ صلاحيتها أو مخزنة بطريقة عرضتها للفساد.
ويضيف الحناوي "نعتمد المنتج المحلي بشكل أكبر. يتم استيراد كميات قليلة من الخارج، كالشوكلاتة السورية والتركية، لكن الأغلبية للمنتجات المحلية."
ويتابع "تختلف أذواق الناس عادة لكنهم يركزون على المستورد في الغالب، البعض منهم يختار المحلي لكنهم من القلائل الذين يعون جودة المنتج المحلي."
الرقابة عالية
السوق يعج بأصناف متنوعة من الشوكلاتة منها الغالي ومنها المعتدل، وما يحير المستهلك هذا التفاوت في السعر بصورة فلكية، وأحيانا يعتقد المستهلك أن الفرق يكمن ببيع الشكولاتة من خلف الزجاج، والذي يباع على البسطة لا فارق بينه وبين الآخر إلا بالمكان.
وعن زيارات طواقم التفتيش لمحله، يقول حناوي "لست مستعدا لإضاعة اسم محلي الذي يزيد عمره عن 50 سنة من أجل صفقة تدر بعض ربحا مؤقتا وتطيح باسمي في السوق، وبالعادة تحضر طواقم التفتيش بشكل دوري، لكنها قلصت عدد زياراتها للمحل بسبب جودة البضاعة الموجودة دائما، ولم يتم اكتشاف أي شكولاتة فاسدة في المحل".
وأوضح هنية أن جمعية المستهلك تركز على أمرين اثنين، وهما الجودة (المتعلقة بالمكونات وتاريخ الصلاحية وطرق الحفظ والتبريد) والسعر المنطقي والمتدرج مع الجودة، مشيرا لعدم جواز التوغل في السعر لمجرد أنها معروضة بشكل جيد في دكان أو مكان مغلق ونظيف.
وطالب هنية بتشديد الرقابة على بيع الشكولاتة في الأسواق، كما نصح المواطنين بشراء المكسرات من المحال وليس عن البسطات، نظرا لتعلق جودتها بطريقة حفظها، داعيا لعدم الشراء من أماكن مجهولة تفقدها جودتها وتدخل رطوبة بها وتؤثر على طعمها.
ويؤكد إبراهيم القاضي من دائرة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الوطني أن الرقابة جيدة في السوق، يقول "بشكل عام هناك رقابة على السوق، وهناك حملات مشددة فترة العيد خاصة من قبل طواقم التفتيش ووزارة الصحة، ولا تخوف من شراء الشوكلاتة أو المكسرات إلا إذا كانت معروضة بالشمس ولا تحمل بطاقة بيان واضحة."