ملابس البالة بديل يناسب جيوب الغزيين بالعيد
استطاعت أم زكريا شراء عدة قطع ملابس لأطفالها من محلات البالة وبأسعار زهيدة وهي بحال جيدة كما تقول، وتبقى أفضل من عدم الشراء نهائيا بسبب عدم القدرة على مواكبة غلاء الأسعار.
غزة-إسلام راضي- بوابة اقتصاد فلسطين
رغم أن أم زكريا وأطفالها الأربعة يجدون صعوبة في التسوق بسبب ازدحام السوق بالباعة والمتسوقين؛ إلا أنها لم تترك محلا أو بسطة ملابس لم تزرها لكسوة أطفالها وإدخال بهجة العيد لنفوسهم، لكنها في كل مرة كانت تخرج خاوية الأيدي حتى دخولها إلى متجر لبيع الملابس المستعملة أو ما يطلق عليه شعبيا بمحلات "البالة" والتي تكون عادة بثمن زهيد مقارنة الملابس الجديدة. السوق يعج بالمتسوقين لكن بالنهاية لا يحدثون حركة شراء تناسب الأزمة والأجواء كما يوضح إيهاب العجل صاحب محل ملابس، وبالتالي يجد بعض هؤلاء مخرجهم لدى محلات "البالة".
استطاعت أم زكريا شراء عدة قطع ملابس لأطفالها من محلات البالة وبأسعار زهيدة وهي بحال جيدة كما تقول، وتبقى أفضل من عدم الشراء نهائيا بسبب عدم القدرة على مواكبة غلاء الأسعار.
رواج محلات "البالة" جاء بسبب الأوضاع الإنسانية السيئة التي يعيشها القطاع منذ الحصار، في ظل ارتفاع نسب البطالة والفقر. أضف لذلك عادات العيد التي تزيد أعباء المواطن في غزة كما يقول أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر معين رجب الوضع الاقتصادي، ويتابع "ما أن ينتهي شهر رمضان وعيد الفطر بمصروفه حتى يأتي بداية العام الدراسي الجديد بمتطلباته ثم يحل العيد ليضيف اعباء جديدة في ظل ركود عام واستمرار الحصار واغلاق الانفاق".
ماركات عالمية وإسرائيلية تنتشر عشرات بسطات "البالة" على طول جانبي شارع عمر المختار الرئيسي في غزة لتعرض عشرات الأصناف من الملابس المستوردة. ويقول تاجر ملابس "البالة" مجد السنداوي إن حلول العيد يعتبر موسما لتسويق الملابس ذات الأسعار المتدنية التي تحظى بطلب كبير.
ويدير السنداوي ثلاث محلات تجارية لبيع الملابس المستعملة في منطقتي الرمال وعمر المختار في غزة ومخيم جباليا في شمال القطاع، ويصف تجارته بالجيدة جدا قياسا بالأوضاع الاقتصادية في غزة. ويقوم تجار غزيون بشرائها من تجار إسرائيليين بعد تجديد كبرى المولات التجارية في إسرائيل بضائعها عند كل موسم. ويوضح السنداوي أنه يتعامل مع شركات أوروبية وأخرى إسرائيلية في استيراد الملابس المستعملة إلى قطاع غزة تدخل جميعها من خلال معبر كرم أبو سالم التجاري بشكل شهري.
ويحصل هذا التاجر وزملاؤه على مختلف أصناف الملابس بوصول "كونتينر" كبير يحمل نحو 14 طن من الملابس، ويعمل عند استقباله على تصنيف البضائع وفقا لجودتها والفئة السنية المخصصة لها ومن ثم عرضها داخل محلاته، والسيئ جدا منها يباع على بسطات متنقلة.
من 5-50 شيقل يقول السنداوي "أدفع انا وزملائي من التجار ما قيمته 37% من ثمن البضاعة المستوردة لوزارتي الاقتصاد في رام الله وغزة نظير الاستيراد".
وتتراوح أسعار الملابس المستعملة المعروضة في محل السنداوي من 5- 50 شيقلا للقطعة الواحدة كحد أقصى، بالاعتماد على جودتها وهو ما يشجع الزبائن على الشراء بكثرة منه كما يقول.
تسوق بلا حرج
وداخل المحل أخذ الشاب راشد في نهاية العشرينات من عمره، يتفقد المعروض من الملابس لنحو ساعتين باحثاً عن أفضل الماركات العالميّة، ويقول عن ذلك "هنا تلتقط أفضل الماركات وأنا لا أشعر بأيّ حرج، والناس دائماً يسألونني من أين حصلت على ملابسك، فهي فريدة؟ هم يعرفون جيّداً أنّ الماركات العالميّة لا وكلاء أو فروع لها في غزّة لذلك، فالحصول عليها يكون من خلال مثل هذه المحلات".
أما الطالبة الجامعية فاطمة فتعلق: "أجد حاجتي من الملابس والأحذية هنا، فأنا أبحث عن الملابس القطنيّة الخفيفة في الصيف، لذلك آتي باستمرار لأبحث عن الماركات بأسعار زهيدة".
وبهذا الصدد يؤكد صاحب محل بيع الملابس المستعملة في سوق "فراس" الشعبي وسط غزة كمال كحيل، أن النظرة لبضاعتهم لدى المواطنين لا تحمل أي إحراج لهم بل بالعكس يحدث أن يشتروا أصناف "ماركة" بسعر زهيد.
الربح وفير ويشير كحيل إلى أن تجارة ملابس البالة موجودة في غزة منذ عشرات السنين، وتعود بربح ممتاز على التجار، وفي ذات الوقت تسد حاجة الفئات الاجتماعية المحتاجة وتقدم بديلا لائقا لهم عن المحلات ذات الأسعار العالية.