في غزة .. الأضاحي بالتقسيط المريح!
على عكس توقعات تجار المواشي بغزة فإن هذا الموسم جاء بما لا تشتهى مزارعهم، نتيجة حالة الركود الكبيرة في سوق الأضاحي نظرا لارتفاع أسعارها ومنع إدخال "العجول" الاسترالية لقطاع غزة.
أضاحي في سوق الشجاعية استعدادا لعيد الأضحي المبارك (18/9/2015-وفا)
أسامة الكحلوت- بوابة اقتصاد فلسطين
"إقبال ضئيل جدا على الأضاحي هذا العام مقارنة بالعام الماضي بسبب غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وانقطاع الكهرباء"، يقول التاجر فؤاد أبو جزر (47 عاما)، صاحب مزرعة أبقار وسط مدينة دير البلح، الذي لم يتوقع أن يقترب العيد من دون أن يتمكن حتى الآن من بيع نصف الأبقار المتواجدة في مزرعته.
وأشار إلى أن مبيعاته للعام الماضي كانت بنسبة 80% من الأبقار بعكس هذا العام الذي وصلت مبيعاته حتى الآن إلى 30%، مع وصول سعر كيلو اللحوم في المحلات إلى 60 شيقل. في حين يباع كيلو اللحوم للأضحية في المزرعة بـ 24 شيقل.
تقسيط مريح
واتجه الكثير من تجار المواشي في قطاع غزة إلى إتاحة نظام التقسيط في بيع الأضاحي وخاصة للموظفين، في محاولة منهم لإنجاح هذا الموسم والتغلب على ضعفه، بعد الاقتراب من نهايته دون تحقيق أهدافهم وتسويق مواشيهم.
أضاحي في سوق الشجاعية استعدادا لعيد الأضحي المبارك (18/9/2015-وفا)
ويقول التاجر أبو محمد شاهين من شمال قطاع غزة، إن ارتفاع أسعار الأضاحي خلق نوعا من الركود في تسويقها، وتكدست الأضاحي في مزارعهم، برغم تسويقه بعض الخراف في الأسواق الشعبية المنتشرة في قطاع غزة والمخصصة لبيع المواشي.
وتابع "أتعامل مع زبائن محددين ومعروفين لي، واضطررت لتقسيط أسعار الأضاحي لمدة تتجاوز خمسة أشهر لبعضهم، حسب قدراتهم المادية، فمنهم موظفين في السلطة الوطنية وآخرين من موظفين حكومة غزة".
وأضطر بعض الزبائن التوقيع على أوراق رسمية تلزمهم بالسداد الشهري ثمن الأضحية، وذلك بعد دفعهم مبلغا مقدما ثمنا للأضحية يصل إلى ثلث السعر، لمنعهم من التهرب بعد استلام الأضحية.
وانطبق هذا الحال على معظم التجار في المزارع المنتشرة في قطاع غزة لنفس الأسباب.
ورغم الجدل حول جواز شراء الأضحية بالتقسيط كونها سنة تجوز لمن استطاع والشخص غير مكلف بالاستدانة لأدائها، إلا أن شيوخا كثر أجازوها ومنهم خطباء مساجد في غزة، على أن يسدد المشترى ثمن الأضحية للتاجر في موعدها وتلبية الشروط الشرعية وخلو التقسيط من الربا أو المغالاة في الأسعار.
التزام ديني
ولا يخلو حديث المواطنين في الشوارع والسيارات هذه الأيام من قضية غلاء أسعار الأضاحي، وعدم قدرة الكثير منهم على شراء الأضحية لهذا العام، التي يصل سعرها أحيانا إلى 2000 شيقل للحصة في العجل مقابل 40 كيلو من اللحم، بمشاركة سبعة أشخاص في العجل الواحد الذي يصل وزنه إلى 400 كيلو.
أضاحي في سوق الشجاعية استعدادا لعيد الأضحي المبارك (18/9/2015-وفا)
ورغم الارتفاع، إلا أن المواطن عزيز داهودى (37 عاما) اعتاد على شراء أضحية كل عام حتى لو كان يمر بضائقة مالية تنفيذا للسنة النبوية والشريعة الإسلامية.
واضطر داهودى لدفع أكثر من نصف ثمن الحصة في العجل لدى أحد التجار، ليتمكن من الحصول على الأضحية هذا العام، مقابل تقسيط بقية المبلغ لثلاثة أشهر مقبلة بعد موافقة التاجر مطلع كل شهر.
ويتأمل المواطنون في عيد الأضحى الحصول على كميات من اللحوم كالعادة من المؤسسات الخيرية المنتشرة في قطاع غزة، والتي تقوم بتوزيع الأضاحي نيابة عن فاعلين خير من الدول العربية، للمواطنين في القطاع.
اقرأ المزيد: نقص بحوالي الثلث من حجم الطلب المتوقع على الأضاحي