نقص بحوالي الثلث من حجم الطلب المتوقع على الأضاحي
ونحن على أبواب عيد الأضحى المبارك، تستعد العائلات الفلسطينية ميسورة الحال لشراء أضحية العيد في الوقت الذي يشهد فيه السوق فجوة في ميزان العرض والطلب للحوم، فهل حقا هناك نقص؟ وما حجمه؟
حسناء الرنتيسي- بوابة اقتصاد فلسطين
يقول مربي الأغنام محمد دوابشة (35 عاما) من قرية دوما قرب نابلس، إن لديه حاليا 300 رأس من الأغنام يقوم بتسمينها وبيعها، رغم أنه كان يربي أضعاف هذا العدد في السنوات الماضية. لكن تكلفة التسمين العالية المرتبطة بسعر الأعلاف المرتفع وسعر الطعوم والمياه وغيره، دفعته لشراء الأغنام وبيعها خلال فترات متقاربة تجنبا للخسارة.
أما مربي الأغنام مؤيد إبراهيم (43 عاما) من رام الله، فيقول إن لديه 120 خاروفا كأضاحي، رغم أنه كان يربي 200-300 رأس من الخراف بالسابق، لكنه خاف هذه السنة من "ضرب الموسم" بجلب الخراف المستوردة للسوق، فخفض أعداد الخراف لديه.
ما سبب تراجع اقتناء المواشي؟
وتعود الفجوة ما بين العرض والطلب في السوق حسب المهندس محمود فطافطة مدير دائرة الإرشاد والثروة الحيوانية في وزارة الزراعة لعدة أسباب جذرية، وهي: قلة إنتاجية الثروة الحيوانية ووجود بعض الأمراض التي أدت إلى نفوق ملحوظ في المواليد الصغيرة، وانخفاض حجم الثروة الحيوانية.
إضافة إلى عدم تمكن التجار في السنوات الأخيرة من إحضار الكوتا، وكثرة بيع الخراف إلى إسرائيل، وبيع وذبح الأمهات بسبب ارتفاع أسعار اللحوم، وكثرة ذبح الخراف في موسم الأعراس، واقتراب أسعار لحوم العجول من لحوم الخراف ما أدى إلى توجه المستهلكين لشراء لحوم الخراف كون الفارق في سعر اللحوم غير كبير.
أضف الى ذلك عزوف كثير من المزارعين عن تسمين الخراف بسبب عدم توفر المواليد في بعض الأحيان، وبسبب ارتفاع أسعار الخراف المفطومة أحيانا أخرى، وارتفاع تكاليف التسمين بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وأثر ذلك على الربحية، وجشع التجار في بعض الأحيان لدى بيعهم اللحوم، وهذا ما ظهر واضحا في تفاوت أسعار اللحوم للمستهلك من محافظة إلى محافظة اخرى.
حجم حاجة السوق
وزارة الزراعة وعلى لسان المهندس فطافطة أظهرت بالأرقام حجم الحاجة للأضاحي في السوق الفلسطيني، وهي ممثلة بالجدول التالي:
النوع | حاجة السوق | المتوفر | نسبة التغطية | |
1 | الأبقار | 10930 | 6918 | 63 % |
2 | الأغنام | 187740 | 133210 | 71 % |
يعزو فطافطة الفجوة بين العرض والطلب إلى موسمية إنتاجية الثروة الحيوانية، فهناك دائما تذبذب في أعداد الخراف في السوق الفلسطيني، حيث تكثر في فصل الصيف بسبب المناسبات الاجتماعية والدينية.
ويبدأ موسم تزواج الأغنام في الشهر الخامس والسادس من العام والولادات في الشهر العاشر والحادي عشر ويبدأ المزارعون في عمليات التسمين بعد شهرين من الولادة لتستمر عملية التسمين من أربعة أشهر إلى ستة أشهر، وفي الفترة الأخيرة كثر الطلب على اللحوم وارتفعت اسعارها بشكل كبير ادى الى ظهور فجوة في توفر الثروة الحيوانية.