قرى غرب نابلس تموت عطشاً
تعاني العديد من المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية شحا كبيرا في مصادر المياه وذلك في ضوء سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على معظم تلك المصادر، ناهيك عن مماطلته باعطاء تصاريح لحفر الآبار في المناطق الخاضعة لسيطرته والتي تعرف بمناطق "ج".
حقوق الصورة: عاطف دغلس
نابلس- بوابة اقتصاد فلسطين- بكر عتيلي
عانت قريتي برقة وبزاريا غرب محافظة نابلس في الأيام الأخيرة أزمة مياه خانقة، عبر عنها رئيس مجلس برقة المحلي سامي دغلس بقوله "برقة وبزاريا تموتان عطشا".
وبحسب مجلس الخدمات المشتركة لقرى غرب نابلس فإن أزمة المياه في هاتين القريتين ليست جديدة وانما هي أزمة مستمرة بسبب سيطرة الاحتلال على مضخات المياه التي تغذي القريتين، حيث تقع تلك المضخات في مستوطنة " شافي شمرون".
الأزمة تتفاقم
نائب رئيس مجلس محلي برقة جهاد شريدة قال لبوابة اقتصاد فلسطين: "بدأت المشكلة بتاريخ 26/8 واستمر الانقطاع المتواصل حتى 2/9 وانقطعت الماء على برقة وبزاريا والسيلة والفندقومية واكتشفنا أن محبس الماء الرئيسي القريب من مستوطنة "شافي شمرون" مغلق والمضخات معطلة" .
وأوضح شريدة: "المصدر الرئيسي للمياه لبلدتي برقة وبزاريا هو بئر "بيت ايبا" الذي تملكه سلطة المياه الفلسطنية وتديره شركة ميكروت وهذا الخط يضخ الى مستوطنة شافي شمرون، إذ ملئ خزانات المستوطنة بعدها تقوم المضخات بتحويل ضخ المياه الى برقة وبزاريا".
وقال شريدة: "بعد انقطاع الماء أبلغنا سلطة المياه بالمشكلة وعلمنا أن مضخات الماء في مستوطنة شافي شمرون كانت معطلة وتم استبدالها وظلت خاضعة لتجربة شركة ميكروت الإسرائيلية طيلة عشرين يوما حيث كانت تماطل بأعمل الصيانة والمتابعة".
خسائر اقتصادية
تعد المياه مدخلا هاما في النشاط الزراعي والذي يتأثر تأثرا كبيرا بهذا المصدر الحيوي والهام، ولأن بلدتي برقة وبزاريا تعتاشان على الزراعة وتربية الحيوانات، فقد أدى انقطاع المياه عنهما الى خسائر فادحة تكبدها المزارعون هناك.
ففي بزاريا يربى حوالي 500 رأس بقر وقرابة 10 آلاف رأس من المواشي و80 ألفا من الطيور والدواجن.
"تربية الحيوانات تستهلك مياها كثيرة وهذا أثر على التجار حيث اصبحوا يشترون كوب الماء بثلاثة أضعاف سعره المعتاد. إذ تبلغ تكلفة خزان الماء 3 كوب حوالي 120 شيقل"يقول رئيس مجلس محلي بزاريا محمد حسن.
سوء إدارة الموارد
رئيس مجلس الخدمات المشتركة محمد عازم اعتبر أن سبب المشكلة هو سوء إدارة الموارد المائية في المنطقة داعيا سلطة المياه الى تحمل مسؤولياتها .
وقال عازم: "هناك مشكلة أساسية أن كمية المياه التي يتم ضخها في الأيام العادية قليلة حيث تصل 13 كوب في الساعة لبلدية برقة وهي بحاجة من 20 الى 25 كوب في الساعة، بينما تحصل بزاريا على 6 كوب في الساعة وهي بحاجة الى 15 الى 20 كوب في الساعة" .
وأضاف عازم: "كما أن هناك مشكلة أساسية وهي تلوث الينابيع بالمياه العادمة لعدم عمل شبكات صرف صحي ونحن نطالب سلطة المياه بالعمل على إنشاء شبكة صرف صحي في المنطقة للحفاظ على المياه الموجودة".
وتابع: "هناك تخبط لدى سلطة المياه في عملها ويظهر ذلك من عدم تنفيذها لاتفاقيات تزويد بلدات قرى غرب نابلس من مياه المسعودية وليس هناك برنامج لدى سلطة المياه لتزويد هذه القرى من المياه وهناك اتفاق على أن يحصل كل فرد 60 لتر من المياه يوميا ونحن لا نحصل على هذه الكمية".
حلول ممكنة
حيث اعتبر أن "بناء خزان مركزي بحسب اتفاقات مسبقة مع سلطة المياه ولم يتم تنفيذها سيحل جزء كبير من مشكلة المياه" اقتراح طرحه خلال اجتماع أعضاء مجلس الخدمات المشتركة لتدارس افكار لحل أزمة المياه في المنطقة.
أما رئيس بلدية بزاريا محمد حسن فيرى أن حل المشكلة يكون بتزويد البلد من بئر المسعودية الذي تديره بلدية نابلس وهو يغذي القرى المجاورة ما عدا بزاريا وبرقة.
وأضاف: "رئيس سلطة المياه مازن غنيم أوعد بحل جذري من خلال إعطاء حصة بزاريا وبرقة من بئر المسعودية ونحن مستعدون لشراء التمديدات ودفع ثمنها لإيصال المياه إلى البلدة ".
بدوره قال أحمد أبو حشيش رئيس مجلس قروي الناقورة "هناك نبع في الناقورة معروف باسم نبع عين كفر فارات التاريخي وهو يغذي بلدة الناقورة ودير شرف بشكل كامل وخلال الشتاء لمدة أربعة شهور يفيض عن حاجة القريتين من المياه ما يقدر ب 500 كوب يوميا تذهب هدرا ويمكن الاستفادة منها وتخزينها وتوزيعها على القرى المحيطة".
أما زياد زعنون رئيس بلدية دير شرف اقترح أن "يتم الاستفادة من بئر هارون الموجود بين دير شرف والناقورة والذي يغذي سبسطية والناقورة ويحتوي على خطين الأول للشرب والثاني للزراعة ويمكن وقف ضغ الماء منه للمزارعين في الشتاء لعدم حاجتهم له وتحويله الى خزان مركزي للاستفادة منه".