مداس مصنع يعدم الإطارت ليتنج بلاطا صديقا للبيئة
بدلا من إغراق البيئة بالإطارات المطاطية التي تراكمت عبر السنين جاء الزغل بفكرة البلاط صديق البيئة، لتتحول هذه الاطارات لبلاط مطاطي بعدة ألوان وأحجام بمواصفات عالمية تستخدم في ساحات لعب الأطفال والمدارس والجامعات والنوادي الرياضية، لأنها تقلل من خطر الإنزلاق والصدمات في حالة الوقوع.
حسناء الرنتيسي- بوابة اقتصاد فلسطين
الشاب العشريني بشير الزغل، ابن مدينة الخليل يتحدث بحماسة واصفا منتجه من البلاط صديق البيئة وغير القابل للاشتعال، والذي يمكن إنتاجه بأحجام مختلفة، بسماكة تتراوح ما بين 1.15 - 4 سم، والذي يركّب على جميع أنواع الأسطح.
يحلق الزغل عاليا بحلم عمل على نحته منذ تخرجه في تخصص الاقتصاد والعلوم الإدارية من جامعة أردنية، يقول "في الأردن جاءتني فكرة شركة مداس، وعندما ذهبت لماليزيا لتلقي دورة Human resource رأيت الكثير من المصانع في مجال "مداس"، فراقتني الفكرة وقررت إكمال مشروعي".
الزغل الذي خرج لسوق العمل منذ كان عمره 12 عاما، حيث انخرط في العمل مع العائلة بالتزامن مع الدراسة، إذ تمتلك العائلة وكالات لمواد التنظيف ومصنعا للف النايلون والقصدير ولديها بالأساس المصنع الرئيس وهو مصنع الأحذية، كلها تحت مسمى مجموعة الزغل للاستثمار.
السرّ في الخلطة
هو المصنع الوحيد في فلسطين، وفي الوطن العربي لا يوجد شبيهين أو ثلاثة له، وتقوم فكرة المصنع على جمع الاطارات وفرمها لحبيبات ثم يتم خلطها بألوان ومواد لاصقة، ومن ثم يتم صبها.
"المشروع ليس سهلا نهائيا، فالمطاط يحتاج خلطات معينة وتركيز ودقة في العمل، ويكمن السرّ في الخلطة. سنة كاملة مضت وانا اجرب حتى نجحت في صنع الخلطة التي هي سر مهنتي حاليا، وهي الآن نتاج عمل 3 سنوات من التجارب حتى إثبات نجاحها".
"هناك مصانع من المغرب والجزائر وغيرها من الدول حاولت أخذ الخلطة، لكني رفضت ذلك، أخبرتهم بإمكانية تزويدهم بالمواد المصنعة الجاهزة فقط، أما الخلطة فهي سر مهنتي ولا يمكنني البوح بها بعد حوالي 3 سنوات من التجارب والعمل، هي رأسمالي الذي منه أنطلق للعمل بتميز" يقول الزغل.
الواقع يصدم
كنت أرغب بفتح مصنعي منذ البداية في عمّان، لكن الوالد أصرّ على فتحه في الخليل، الآن وبعد الصعوبات التي واجهتني من إجراءات وغيره قررت نقل مصنعي إلى هناك، يوضح زغل.
ويتابع "بدأنا العمل بـ7 عمال، ولو استمر العمل لاحتجنا لـ15-20 عامل على الأقل لتجهيز الطلبيات التي تردنا. إلا أن اجراءات البلد من مالية وبلدية وضرائب وتراخيص وغيره دفعتني للتفكير بشكل جدي في نقل المصنع للأردن، وسأقوم بالتصدير للخارج ولفلسطين من هناك."
ويشير الزغل إلى بداية عمله التي كانت بجمع إطارات السيارات المستعملة للمصنع، لحين تدخل مجلس إدارة النفايات المشترك، والذي أحضر ماكنة خاصة لفرم الإطارت، فأصبح الزغل يشتري المادة المفرومة بالطن، "ولم تكن لدي مشكلة في البداية لكن فيما بعد بدأ المجلس برفع أسعاره فقررت وقتها أن العمل بهذه الطريقة لا يناسبني."
رسالة عتب
ويرى الزغل أن نجاحه تحقق بوصوله للخلطة، أما من ناحية إيرادات مالية فلم يحقق مبالغ كبيرة بسبب المعيقات التي ذكرها على حد قوله، فهناك طلب كبير على بلاطه المطاطي، لكنه أوقف العمل لحين نقل المصنع للأردن، والذي سيكون قريبا جدا.
ويعتب الزغل على تعامل الدولة مع هكذا مشاريع، يقول "كان من المفترض أن يتم دعم المصنع من الحكومة كونه يحافظ على البيئة، فالمصنع يعدم 5 أطنان من الإطارات المستعملة يوميا، ولو سارت وتيرة العمل بشكل أفضل لتم اعدام 10 أطنان يوميا، وهذه خدمة للبلد، ففي الخليل وحدها نحتاج 10 سنوات على الأقل حتى نخلص المدينة من إطارات مستخدمة عشرات السنين، وما نقوم به هو إعادة تدويرها لتغطية أرضيات الحدائق والقاعات وغيره."