الرئيسية » دولي »
 
05 أيلول 2015

تهريب البشر الاكثر ربحية في اوروبا

كما يقال "مصائب قوم عند قوم فوائد"، ففي ظل الكوارث السياسية في الشرق الاوسط هناك فئات تقتات على تلك الكوارث فتملأ خزائنها، فتهريب البشر فاق تهريب المخدرات والاسلحة في اوروبا من حيث الربحية..

\

نيويورك تايمز: صناعة تهريب اللاجئين فى أوروبا تخطت تجارة المخدرات والأسلحة.. و«واشنطن بوست»: تهريب الفرد الواحد قد يصل لـ10 آلاف دولار
ليس ضروريا أن تتمخض الكوارث والأزمات دائما عن خسارة لجميع الأطراف، إذ إنه غالبا ما يكون هناك طرف رابح من تلك الأزمات.

وبالنظر إلى الصراعات المسلحة فى الشرق الأوسط وبعض دول أفريقيا وآسيا، يبدو للوهلة الأولى أن الربح الأكبر يؤول لصانعى وتجار الأسلحة، إلا أن هذه القاعدة ربما تغيرت الآن مع تفاقم أزمة اللاجئين، لتبرز صناعة أخرى هى الأكثر ربحا؛ تهريب البشر.

فى تقريرها، حول انتشار تهريب اللاجئين إلى غرب أوروبا، تشير صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، نقلا عن مسئولين أمنيين، إلى أن هذه التجارة نمت لتتخطى التجارة غير القانونية فى المخدرات والأسلحة، وتدر مليارات الدولارات.

ونقلت الصحيفة عن رئيس خدمة مكافحة تهريب البشر فى النمسا، الكولونيل جيرالد تاتزجيرن، قوله: «توجد 200 عصابة لتهريب البشر فى اليونان وحدها»، مشيرة إلى أنها أصبحت «عملا يساوى مليارات»، وفقا لتصريح وزيرة الداخلية النمساوية، جوانا ميكلــإيتنر.

وبحسب التقرير، كان أداء المهربين واضحا فى محطة قطارات «كيليتى» بالعاصمة المجرية، بودابست، أمس الأول، حيث احتشد آلاف المهاجرين غير الشرعيين الذين قطعت عليهم السلطات حركة القطارات، ليتجول وكلاء المهربين داخل الحشد ويعرضوا عليهم تهريبهم للنمسا مقابل مئات الدولارات.

ويقدر عدد المشاركين بعصابات التهريب بنحو 30 ألف شخص، وفقا لما أكده رئيس الشرطة الأوروبية «يوروبول»، روب وينرايت، كما يشير التقرير إلى تعدد عصابات التهريب وانتشارها فى دول أوروبا والبلقان، موضحا أنهم يستأجرون ممثلين عنهم من سوريا أو أفغانستان ليعملوا كوكلاء لهم ويتواصلوا مع الزبائن المحتملين.

تقول المتحدثة باسم «فرونتكس»، الوكالة المسئولة عن مراقبة الحدود بالاتحاد الأوروبى، إيرزابيلا كوبر، لـ«نيويورك تايمز»، إن المهربين يستطيعون توفير جواز سفر وبطاقة تعريف وتأشيرة مزيفة للمهاجرين حال توافر المال اللازم، فضلا عن تذكرة طيران للبلد الأوروبى الذى يختارونه، كما يقول مصدر آخر إن قدرتهم على التواصل والإعلان للسوريين عبر الإنترنت باللغة العربية أصبحت ملحوظة.

الأمر نفسه تؤكده صحيفة «واشنطن بوست»، مشيرة إلى أن حادث العثور على 71 جثة لمهاجرين داخل شاحنة بالنمسا قبل أيام هو مجرد لمحة قاتمة عن موجة تهريب البشر سريعة الانتشار التى تجتاح أوروبا.

وتعرض الصحيفة نفسها لتعدد سبل التهريب وفقا لما يستطيع كل فرد أن يدفعه مقابل ذلك، حيث تتراوح بين 200 دولار ثمنا لمقعد داخل سيارة أجرة تقوم بنقل المهاجر بشكل غير قانونى من الحدود المجرية الصربية إلى بودابست، و10 آلاف دولار ثمنا لنقله على متن طائرة بأوراق مزيفة من تركيا إلى السويد مباشرة.

يذكر أن الصيف الحالى يشهد أكبر حركة للهجرة إلى أوروبا بشكل غير شرعى منذ الحرب العالمية الثانية (1939ــ 1945)، ويشكل السوريون والأفغان والأفارقة أكثر الفئات المحاولة للهروب عبر البحر المتوسط للقارة العجوز.


وتشير «واشنطن بوست» إلى أنه فى هذا الصيف فقط، لجأ عشرات الآلاف من السوريين اليائسين لخوض رحلة البحر الخطرة طلبا للجوء لأوروبا، هربا من الأوضاع المأسوية فى بلادهم، لافتة إلى أن تقارير لمنظمات إغاثية قدرت عدد من خاضوا تلك الرحلة فى أغسطس الماضى بألفى شخص يوميا.

(الشروق)
 

مواضيع ذات صلة